|
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 15
حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 17:16
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 15
النموذج العراقي لسقوط تلامذة حسن البنا :
كان في حسبان قوات الإحتلال الأمريكية و حلفائها، أن مجرّد اسقاط نظام صدام حسين المكروه شعبيا في العراق سيمهّد لها الأمور هناك، بعد يقينها الكامل من إخلاص وكلائها الجدد في المنطقة ــ الشيعة و الأكراد ــ في تنفيذ مخططها الإستعماري، مسقطة من حسابها وجود فئة مؤمنة من رجال العراق و حرائره لا يضرها من خذلها ، فئة تستحلي الموت اذا كان الرضى بالذل هو كل الخيار المتبقي. لأجل ذلك " تصاعدت مقاومة الإحتلال الإمريكي للعراق بشكل لم يتوقعه العدوّ و أرتفعت أصوات من كل ألوان الطيف السياسي في العراق ــ عدا العملاء ــ مطالبة برحيل جنود الإحتلال و تسليم السلطة لأبناء الشعب العراقي، و إلا فان أبواب جهنم ستفتح على قوى الإحتلال و عملائها. في ظل هذه الأجواء، تفتقت العبقرية الأمريكية على مشروع الهروب الى الأمام فجاءت فكرة تشكيل مجلس الحكم الإنتقالي تكون الكلمة الأولى فيه فيتو للحاكم الفعلي بول بريمر ويتكوّن من انصار و مؤيدي احتلال العراق أمريكا "(1) بيد" أنه لم يكن في نيّة الحكومة الأمريكية تشكيل حكومة عراقية حتى من أقر ب عملائها و أكثرهم افــتـتانا بها في الأجل المنظور كما صرّح بذلك الكثير من المسئولين وأولهم دونالد رامسفيلد و بريمر الحاكم الفعلي في العراق، و قالوا ان الأمر يحتاج الى فترة زمنية تتراوح بين ثلاث و خمس سنوات "(2) غير ان ظهور الإخوان المسلمـين على الساحة العراقية بشقهم العربي( الحزب الإسلامي) و شقهم الكردي ( الإتحاد الإسلامي)، كشريكين في مجلس الحكم السيئ الذكر، قد قلب جميع المعادلات لصالح أمريكا و حلفائها من شيعة و أكـراد و أقليات أخرى. حيث أن دخول الإخوان اللعبة السياسية قد" منح شرعيّة مشاركة العرب السنة، و هي الشرعيّة التي كان الإحتلال في أمسّ الحاجة اليها "(3) " و بذلك جاءت مشاركة الإخوان بمثابة قبول بنسبة الـتمثيل العرب السـنة.. والحال انه لو استنكفت الجماعة عن الدخول، لكان بالإمكان القول أن العرب السنة قد ذهبوا في إتجاه المقاومة باستثناء الرموز التي حملتها الدبابات الأمريكية، و لكان موقف الشيعة أكثر حرجا ممّا هو عليه الآن، حيث يشيرون ــ أي الشيعة ــ بأنهم قد سلكوا السبيل الذي قد سلكوه هم ومعهم الأكراد و الطوائف الأخرى!" (4). لقد كانت مشاركة الإخوان بمثابة طــوق نجاة للمحتلّ وأذنابه، فبالإخوان قد أكتمل النصاب العراقي و تحقق" الإجماع الوطني" المتمثل " في دخول كافة شرائح الشعب العراقي في عملية " الإنقاذ الأمريكي" للعراق، كما لم تتردد الزمرة الإخوانية في إستمرار تأييد قوات الإحتلال، حتي وهي تستخدم الأسلــحة المحرّمة دوليــّا في قتالها أهــل إلفلوجة، وإن كان حزبهم قد انسحب من الحكومة مـبقيا"على ممثليه في المجلس الوطني و كذلك في وزارة الصناعة و التي مثلت بشخص الدكتور حاجم الحسني"(5) ليعود بعد ذلك بقوّة، في حين بقي الإخوان الأكرادـ الإتحاد الإسلامي ـ في مواقعهم من سلطة الإحتلال. وحين حلّ موعد الإنتخابات العامة، قرر الحزب الإسلامي الإنسحاب مكرها لأجل " منع عمليات التصفية التي ستتعرض لها قيادته من جهة، و للخسارة التي سيمنى بها الحزب في تلك الإنتخابات من جهة اخرى اذ هو لم يقم بأي عمل خصوصا في مناطق المثلث السني فجاءت ردة الحزب دعائية أكثر منها مبدئية أو عقائدية" (6) و ليس أدلّ على ذلك الإكراه من توصية قيادات الحزب قواعدهم بالتـصويت وهم يغادرون مجلس الحكم بشكل مؤقت! ، فقد صرّح أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب لجريدة الحياة " انسحابنا لا يمنع أنصارنا من التصويت! ــ ثم اضاف موضّحا ــ إن منتسبي الحزب و انصاره أحرار في اختيار القائمة التي يرغبون في الإقتراع لها(7) ( الحياة العدد15264 بتاريخ 14/1/2005 ). في " حين ثبت " إخوان الأكراد ـ الإتحاد الإسلامي ــ في مواقعهم و خاضوا تلك الإنتخابات. و قد استمرّ اخوان العراق في عمالتهم لأمريكا و مظاهرتهم لها الى حدّ تعيين امريكا طارق الهاشمي ـ اخواني عربي ــ نائبا للرئيس العراقي الدمية جلال طالباني، و الي حدّ مشاركة الإخوان الجنود الأمريكان في قتال الشعب العراقي حيث شوهد ت عناصر اخوانية مقاتلة في محافظة ديالى و هي تقاتل على ظهور دبابات امريكا بعد ان اشترطت امريكا على كل شريك سياسي دخل تحت قبّة مجلس الحكم الإنتقالي المنصّب بإمرتها و تحت حرابها، أن يمدّها بافراد من حزبه يقاتلون الى جانبها.
أما بعد فهناك نماذج أخرى متنوعة من السـقوط الإخواني أعرضت عنها لضيق الصدر و الوقت معا (8)، و حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق، فالأحرار من القراء يكفيهم أقل ممّا اسشهدت به لمقاطعة الإخوان والجـزم بسفالتهم على المستوى الخلقي والإنســـاني و الوطني و الديني، اما أهل العمى و تقديس الأشخاص فسواء عليهم أانذرتهم أو لم تنذرهم لا يؤمنون بسفالة زعامة الإخوان.
يتبع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) (2) د.محمد صالح المسفر. العرب و مجلس حكم العراقي. جريدة الشعب موقع الكتروني بتاريخ 26/7/ 2003 . (3) ياسر الزعاترة.الحزب الإسلامي لماذا ينسحب من الإنتخابات. نفس الموقع بتاريخ 13/12/ 2004. (4) ياسر الزعاترة .الإخوان المسلمون في العراق والخارج. نفس الموقع بتاريخ 10/10/2004 . (5) (6) الحزب الإسلامي و التيار الصدري نموذجا موقع آراب تايمز بتاريخ17/11/.2004 (7) ذكرني استغلال الحزب الإسلامي لآخر لحظة (زرع آخر فسيلة ) من وجودهم للمزيد من خدمة مبدأ السوء بالطرفة التي تظهر احد البخلاء وهو يقول لزوجته الموجودة في المطبخ أثناء سقوطه من سقف البيت: ضعي بيضة واحدة في الطعام! (8) التعبير للأديب و المفكر الليبي الكبير صادق النيهوم، رحمه الله.
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 14
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 13
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 12
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 11
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 10
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 9
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 8
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 7
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 6
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 5
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 4
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 3
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 2
-
حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 1
-
يوميّات!! قصة قصيرة
-
منحتان قصة قصيرة
-
قدر قصة قصيرة .
-
إثارة قصة قصيرة
-
من صور انتهاك حقوق الإنسان العربي قصة عشماوي
-
يأس قصة قصيرة حمادي بلخشين
المزيد.....
-
أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر
...
-
الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب
...
-
اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
-
الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
-
بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701
...
-
فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن
...
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|