لحسن هبوز
الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 13:48
المحور:
الادب والفن
وطن من فراغ...
لا قرش في الجيب
بنطالون هدية صديقة الجامعة
قميص أبي أخرجته من وسادة جدتي
صدفة، وجدته.. ماذا أصنع به.؟
ألبسه فوق جسدي اللعين، النحيف.
سنوات ... سنوات
تورمت مؤخرتي من فرط الجلوس
كونت علاقة غرامية غريبة مع
كراسي مدرسة الحي
إعدادية محيطنا
ثانوية مدينتنا
جامعة جهتنا، بأجهزتها اللاّمسؤولة
*****************************
لا قرش في الجيب ... إذن وطن من فراغ
آه.. لم يولد بعد.. كيف؟ متى؟ لماذا؟ هل؟
كيف يمكنني أن أحبه؟
متى أحبني؟
لماذا تنكّر لي؟
هل فعلا أعيش فيه؟
طبعا... لا ... أحاديث الأبواب والرصيف المرشّح
كلب حينا ... مغروم بعشق كوابيس العظام
كلبنا الوفي، خان واستبد .. جرعنا السم
وكبّل كل النهود المارقة
*******************************
لصنا المقدّس، عاد إلينا من جديد
"لا هوّنوا عليكم، الأمر في غاية البساطة"
هكذا قال.. مليون وبضعة ألاف مرة..
هكذا إذن، هيبة الشعب في صناديقه الاقتراعية
"من لديه استفسار" ... ا قال، ولمرة واحدة مخافة الاستفسار
ولا استفسار.
"من الأحسن ذلك، فهمتم قصدي" ... ثم صمت.
صَمتْنا ... وصَمتَ تكلّمْنا ... وتكلّم
********************************
الليل يقدح أوراقي، زند عصفري الشكل والمعنى.
سيارة قمحية اللّون، لمن؟ وكيف؟
يخرج لصنا المقدّس ... عفوا مسئولنا المقدس.
ديكتاتورية نظارته الشمسية، ترعبني .. عندما أراه
أحبه بكل القوائم الانتخابية .. الملغاة والسّليمة
أعشق ديكتاتورية نظارته الطبية .. عندما أقبل كفه
ينزل من الشارع الخلفي.. خلت نفسي أراقبه
تحسبا للطوابير الممتدة أمام كورنيش الفيلاّتين المجاورتين
*********************************
خلســـــــــة
ترمقني فتاة جميلة خلف شرفة الفيلاّ..
تبتسم ... تفتح فمها العجيب
صبية مقوضة الأسنان ... سلك فضــــي
قيّمــه ... فميزانيته أخذت من خزينة الدولة.
ألمحها الآن ... خلف الشباك السفلي وقفت
"رأيت الفقر في جسدك" ... قالت
أطبقت الصمت ... تكلّمَت ... ثمّ تكَلّمَت
"هون عليكَ ... فالأمر في غاية البساطة "
هكذا قالتْ ... ولأول مرة أجهشت به
" لكني مللت سماعه من أبيك المقدّس "
فصرخـــت
#لحسن_هبوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟