أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد خليل المسحال - لعبة الأمم















المزيد.....

لعبة الأمم


سعيد خليل المسحال

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعبة الأمم
سموها لعبة الأمم ... وحموها بالابتزاز من خلال شجب نظرية المؤامرة ولكنها "اللعب بالأمم"، واللعب بالأمم جرى ويجرى كل يوم وفي كل زمان ومكان, وهناك أنواع من اللعب بالأمم... فهناك اللعب من قبل الدكتاتوريات والملكيات، وهناك اللعب من خلال الاستعمار والإمبراطوريات, وهذه كلها ألعاب مرئية... نراها ونعترف بوجودها ونعاني منها ونقاومها... وقد ننجح أو لا ننجح.
ولكن هناك أنواع أخرى من اللعب بأساليب خفية, ولأغراض أكثر دناءة من الدكتاتورية والاستعمار، وتتميز بأن لها جدران مالية وإعلامية وأيد نافذة، وقدرات عابرة للقارات ومتواصلة في المكان والزمان ومتعاونة ومتساندة.
ولنسأل أنفسنا ما هو السر أنه دائما ًعندما تحدث مذابح بشرية... يكون هناك طرف خفي, طرف ثالث... طرف لا تستطيع أن تمسك به؟!.
عندما حدثت الثورة الفرنسية, وعندما حدثت الثورة الألمانية, وعندما حدثت الثورة الروسية وما سبقها في قرن من الاغتيالات... وعندما حدثت الحرب الكورية, والحرب الفيتنامية, والحروب في أمريكا الجنوبية وحرب أفغانستان, وحرب العراق... ثم ما حدث في مصر... وما يحدث الآن في سورية وغيرهما... دائما ً كانت هناك مذابح وأحداث غامضة, وكانت هناك أيد خفية؟!!
المصريون سمو تلك الأيدي بأنها أيدي البلطجية... وأنها أيدي "اللهو الخفي"... وأنها الفلول... دون دليل... والذين كسروا فك خطيب الثورة الفرنسية "أوغستين روبسبير" فأسكتوه ثم قتلوه، والذين صنعوا نابليون ثم نفوه وأبادوه هو وسلالته من بعده... والذين أنهوا آل رومانوف قياصرة روسيا والذين أثاروا وأشعلوا نيران الحربين العالميتين وأزهقوا من خلالهما ملايين الأرواح, والذين صنعوا الحروب الصليبية ومذابحها ومذابح السكان الأصليين في استراليا والأمريكيتين... والمذابح في فلسطين وسيناء وبحر البقر وجنوب لبنان, هناك قاسم مشترك أعظم بين كل هذه الكوارث ألا وهو المال، والسلاح والإعلام، والإشاعات، والمُتخاذلين، المُضَلَّلين، وفوق كل ذلك الفاعلين المُضِلِّلين.
جميع هذه الأحداث والكوارث كانت لصالح أو بتحريض طرف معين نعت منذ ألاف السنين بأنه من قتلة الأنبياء.
لقد نمو وهم حاقدون على غيرهم يحاولون تدمير الأديان والشعوب والأخلاق... ويحاولون الاستيلاء على مراكز القوى وعلى الحاكمين وعلى المال وعلى الإعلام ويعيثون في الأرض فسادا ً, حتى يستقووا على الجميع ويسيطروا على الجميع. والغريب أنهم استطاعوا في كل الأزمنة والعصور والأماكن... استطاعوا من تنفيذ مآربهم من خلال أيد لست أيديهم في معظم الأحيان ولكنها أيدٍ مدسوسة على كل قوم أو منهم وفيهم.
ولنأخذ مثلا ً نعيشه الآن من الأمة العربية، فالسودان يبدو وقد قسم بيد أبناءه وبإرادتهم, والصومال يبدو وكأنه يُدمر بيد أبنائه وبإرادتهم، ومصر يبدو وكأن ما يحدث لها ولأهلها هو بسبب ضلال أهلها... فهم الذين مدوا يدهم للمال الحرام القادم من أمريكا والخليج... وهم الذين يصرون على تدمير دولتهم... جيشا ً وأمنا ً وقضاءً وسياسة وعلى جميع الصُعد، وسوريا الشعب فيها ثائرٌ على الصمود في وجه إسرائيل ومحتج على التحالف مع إيران المسلمة، ويطالب حلف الناتو بتدمير كل شبر في سوريا... لأن الغيرة تقتلهم من نجاح الليبيين في استدراج حلف الناتو وهم حتى الآن لم ينجحوا !!.
وهنا يحق لنا أن نسأل من هو الطرف العربي الخفي الذي يتسبب في كل هذه المصائب؟! أو أنه أكثر من طرف... وقد تتناقض الأطراف في مآربها, ولكنها تتلافي فيما ينتج من مصائب بسبب تلك المآرب.
وبدون مجاملات أو مواربات فإن "اللهو الخفي" في البلاد العربية يتكون من أربعة أطراف:-
1. الفساد وأصحاب المصالح في الفساد والحكم.
2. الحركات الإسلامية وأهدافها في الوصول للحكم.
3. الحركات المسيحية وأهدافها في الانفصال.
4. المال الخليجي والسعودي الموظف في خدمة الشيطان الأكبر المتمثل بأمريكا والصهيونية.
وهنا نعود بالحديث للشعوب لماذا السكوت على كل هذا, وعدم النهوض للدفاع عن أرضها وحضارتها وشعوبها ووحدتها.
ونعود بها إلى الأديان ونقول لها لماذا بدلا ً من أن تعبدوا الله على سواء، تعبدونه على سوأة! إن الله لن يدخلكم جناته بتدمير بلادكم والاستيلاء على شعوبكم وتركيعهم لكم بدل أن يركعوا لله؛ وبمعاونة أمريكا والصهيونية.
وعندما نتحدث عن "وطن" فنحن لا نتحدث عن الجهاد والفتوحات بل نتحدث عن  أمرهم شورى بينهم , ونتحدث عن  إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء  . وعندما نتحدث عن وطن فإننا نتحدث عن الحرية والديمقراطية والعدالة وحرية العقيدة وحرية العبادة والحرية الاجتماعية التي لا تجور على الأخلاق. أما غير ذلك فقد يكون باديا ً فيه الحق ومقصودا ً به الباطل.
وعندما نتحدث عن الخليج والسعودية, فإننا نجدهم يوارون سوأتهم بقتل إخوانهم في الدين والعروبة عن طريق نهب الأموال والاستبداد بها لصالح... المصالح الغربية والشخصية الضيقة.
أما ظهورهم بمظهر الحامي للعروبة والإسلام, فهو ظهور باطل ودنس ويخفى وراءه كل نوايا الشر التي تفسِّخ الأمة وتفتت الأوطان, وتردعها عن النهوض والتقدم, وتفتت الدين وتنمي العداوة مع الجيران المسلمين والمسحيين لحساب الجيران الصهاينة. إنهم يخالفون القرآن وهم يدعون أنهم من حفظته, فأنا أذكرهم أن الله هو الذي قال أن لا نؤمن إلا لمن تبع ديننا أو من شاركنا في الوطن دون أن يؤذينا من الأديان الأخرى. وأن كل تصرف يؤدي للارتماء في أحضان أمريكا وحلفاء أمريكا وأذناب أمريكا ومدللي أمريكا من الصهاينة فإنما هو الكفر بعينه ولن ينفعهم أي نفاق, أو أي مبررات.
وأما الفاسدون والمفسدون فإن أمرهم يجب أن يكون بين أيدينا وتحت طائلة المحاسبة والمراقبة والقضاء الصارم العادل.
من ألاعيب الأمم التي لا تنتهي على أرضنا العربية ما حدث لفض الوحدة بين مصر وسوريا بمؤامرة وخطة وُضعت في الطائف بحضور ممثلين عن المخابرات الأمريكية والبريطانية وعدة دول عربية بحضور مجموعة سورية تافهة كانت تسمي على ما أذكر جماعة الكزبري، وكان جمال عبد الناصر رحمه الله حكيما ً عندما حسم الأمر وحقن الدماء.
ومن ألاعيبهم الاتفاق الذي استوقعوا عليه الملك عبد العزيز آل سعود عام 1928م بحضور "سيربيرسي كوكس" البريطاني, متعهدا ً بأن يكون مطيعا ً هو وذريته إلى يوم الدين! لملوك بريطانيا, وأنه ينظر بعين العطف على المساكين اليهود ويؤيد قيام وطن لهم في فلسطين!!
ومن ألاعيبهم الاتفاق السري الموقع بين السعودية وأمريكا في عهد الرئيس جونسون وعهد الملك فيصل عام 1965م. وينص على استباحة الأراضي والأجواء والموانئ السعودية للقوات الأمريكية ساعة تشاء أمريكا, وذلك ضمن بنود كثيرة أخرى كلها كوارث !!!
ومن ألاعيبهم استدراج قطر لتصبح أرضها قاعدة لهم وحكامها ألعوبة في أيديهم يستخدمونهم كيفما شاءوا وضد من شاءوا ولصالح من شاءوا !!!
كنا نتمنى أن يكون لهذا الليل... آخر؛ ولكن يبدوا أن هذا لن يحدث قريباً... أو أنه لن يحدث إلا بعد انفجار شعبي هائل يعم المنطقة من محيطها إلى خليجها... ضد كل الفساد وكل المفسدين وكل أدعياء الدين وكل من يخرجون على الدين بادعائهم أنهم يخرجون في سبيل الله, والذين يبددون أموال الأمة في كل الموبقات وفي دمار الأمة. وضد كل من يدعون العروبة وهم أعداء لها وكل من يدعون الدفاع عن المسيحية وهم أعداء لها ولشعوبهم وربما يكون من السذاجة أن نسأل إذا كان الله قد قال:  أن هذه أمتكم أمة وحدة, وأنا ربكم فاعبدون  فمن أين وكيف ولماذا جاءتكم الجرأة لتقسموا الدين إلى مذاهب وحركات ومباجحات ومباريات في المظاهر دون المخابر والاشتراك فقط على قاعدتين تافهتين لا قيمة لهما...
القاعدة الأولى: هي " في لبس البدل والكرافتات والمناديل المنشاة في جيب الجاكيت والخاتم الفضة الضخم في أحد الأصابع " هذا من حيث الرجال وربما أضفنا الذقون كديكور مكمل!! مع حف الشوارب.
القاعدة الثانية: هي لف النساء من رأسها إلى أخمصها ونسمح لها فقط لبحلقة العيون.
أليس هذا كافيا ً للدلالة على تقوانا وإيماننا والتزامنا بالدين الحنيف؟! ولا يهم بعد ذلك أن نتحالف مع أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا أو مع كل الشياطين في سبيل الوصول إلى المبتغى ألا وهو الحكم؟!!!!
وفي هذا الماكر الذي يزداد مكراً وفي هذا الجو الصاخب, واختلاط الحابل بالنابل, نسمع عن الدعوة "لمؤتمر قمة" عربي في بغداد... يا سلام سلم... سلمنا، ولنسـأل هل بقى هناك زعماءً عرباً ليشكلوا قمة أو سفحاً؟! وهل سيجتمعون في ظلال الزيزفون أم في ظلال الأمريكان؟!
طردوا سوريا من الساحة العربية فكانوا كمن يتهم والدته بالزنا ويقذفها خارج البيت، وغضوا أطرافهم عن إسرائيل وتنكيلها بهم معنوياً بإهمال مبادراتهم، وتنكيلها بالشعب الفلسطيني بكل أدوات الحقد والإذلال والتعسف.
يقول الشاعر التونسي أبو فراس الحمداني
ومن لم يحاول صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
وأنا أقول لزعماء العرب القدامى منهم والجدد إذا لم تصعدوا إلى جبال القدس... وإذا لم تغادروا مواقعكم السياسية الحالية الغارقة في الإذعان ووحل الاستعمار الأمريكي فعليكم أن تبحثوا عن أعمق حفرة أحدثتها غارات أمريكا على أرض العراق, فتعقدوا مؤتمركم في قعرها حيث أن قعرها هو أعلى بكثير من قمتكم.
سعيد المسحال
31/3/2012



#سعيد_خليل_المسحال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد خليل المسحال - لعبة الأمم