جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 22:20
المحور:
كتابات ساخرة
مثلما قسم شكسبير مراحل عمر الانسان في مسرحية كما تحب As You Like It الى الطفولة و الحداثة و المراهقة و النضج وثم التحول الى دور الوالد و الوالدة و اخيرا الى سن اليأس والعجزة و الشيخوخة على مسرحية الحياة فان الوجود من ضمنها ما حولها من الجماد نتيجتها ليست الا الموت و التأكل و الهدم في سفرة الوجود و النفي الابدية.
فعملية الهدم مستمرة على قدم و ساق لا تستطيع احكم و اقوى قاصة فولاذية safe (علبة او صندوق او خزنه محكمة يستخدم لخزن الاشياء الثمينـة) من الصمود بوجهها و الكلمة الانجليزية التي تعني (الامان) تضحك على نفسها بنفسها لانه ليس هناك شيء اسمه (امان) مهما حاولت فانك تخسر بالاخير صراعك مع طاحونة الطبيعة فعملية التأكل و التعري بطيئة و لكنها اقوي تماما مثل الجاذبية تجعلنا في حركة دائمة لا تعرف الهدوء و كما يقول المثل الانجليزي: طاحونة الآلهة بطيئة و لكن تطحن بكفاءة عالية فالبطيء و ليس السريع هو الذي ينتصر بالاخير
The mills of the gods grind slowly but they grind exceedingly small
قلل لذلك من سرعتك لا تستعجل لان العجلة تختصر من حياتك.
ياترى هل هناك معنى لافعال الوجود و الملك اذن؟ ماذا يعني وجودي في تيار مستمر و سط ادواة النفي (ليس) و (لا) و (لم) و (لن)؟ ماذا يعني امتلاكي لشيء ما رغم علمي بان حياتي و قتي و لحظي؟ هل للعمل مستقبل و للمستقبل معنى على قاعدة فانية؟ يتهيأ لي احيانا بان الذي لا يعمل و لا يتعب و لا يبني عائلة او بيت اذكى مننا جميعا و اقول لنفسي ادخل الى مكان و انتظر عملية الهدم - تخلى عن كل شيء لان القميص الاخير ليس له جيوب - قدم استقالتك حالا و اطلب اعفائك من جميع المناصب و الزخارف.
و احيانا اريد ان اقف في وسط شارع المدينة الرئيسي كما كنت اعمله و انا في سن الحداثة و ابدأ بالضحك على وجوه الذاهبين و القادمين و اقول لهم: يا مجانين ماذا تعملون و لماذا انتم مستعجلون؟ هل تعرفون لو نظرت اليكم من فوق برج كبرج ايفيل في باريس بانكم اصغر من الذباب لا قيمة لكم؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟