أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم تايه - (غزالة الصّبا) باحتفاء تشكيليّ














المزيد.....

(غزالة الصّبا) باحتفاء تشكيليّ


هاشم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 13:35
المحور: الادب والفن
    


(1)
ليس غريباً أن يؤطّر معرضٌ شخصيّ للتشكيليّ عبّاس السّعد جلسة احتفاء بـ (غزالة الصّبا)، الكتاب الشعريّ للشاعر كاظم الحجّاج، في طبعته الثانية؛ فالحجّاج، هو الآخر، مارس الرّسم في فترة مبكرة من حياته، ومايزال الرّسم يُرى حيويّاً في قصائده، وينتشر ملوّناً فعل الشعر بألوانه، مُضاعفاً طاقاته، معمّقاً تأثيره..
إنّ من بين ما يؤسّس لقوّة الأثر الجمالي في هذه القصائد، ويرفع عالياً أداءها التعبيريّ استنادها إلى ظهير بَصَريّ يمثل بمستويين، أحدهما تتقدّم فيه الرؤية البصَريّة فتغدو منطلقاً/ قاعدة تحتيّة لإنشاء تبصّرٍ معرفيّ، وابتكار مفارقة ذهنيّة عبر جدل يتحقق بين المرئي والوعي به:
"الدّمعةُ ماءٌ مسجون
ينتظرُ الحريّة
من حزنٍ.. قادم!"
هكذا يتقدّم المرئي- الدمعة/ الماء في العين- ليُسهّل اصطياد مفارقة/ طريفة وعي، تجعل الدمعة سجيناً لن يتحرر إلاّ بحزنٍ منتظَر..
المستوى الآخر يلتحق فيه المرئي بفكرة أو تصوّر، ويظهر كتمثيل عياني داعم لما أنشأه الوعي أوّلاً:
"يا قريتنا
لمّي أبناءكِ
أيّاً ما كانوا‘
أو في أيّ مكان
يا قريتنا
مجدُ الرّمانةِ حبُّ الرّمان!"
هذا المستوى من مستويي حضور المرئي في النصّ الإبداعي له النفوذ في أعمال قرين الشاعر الحجّاج، الرّسّام عبّاس السّعد؛ فرؤيته السّرياليّة- والسرياليّة تأليف عقلي بالصورة مهما قيل عن مصادرها المقيمة في الأحلام، والهلوسات، واللاوعي- تجعل المرئي يظهر في نصّه التشكيليّ كتمثيل لفكرة بزغت في الذهن، أو لمفارقة صادمة نظّمها عقلُ الخيال، لو استوى المفهوم.
والحجّاج الشاعر، كقرينه الرّسّامً، لا نعدم أثر السّريلة في نصوصه التي لا يشقّ عليها،مثلاً، أن تُرينا الضوء مسلوقاً:
"كان زغبُ خدّيْها
مثلَ بخارٍ
يتطايرُ
من ضوءٍ مسلوق!"
وعلى الرغم من أنّ الرؤية البصريّة حاضرة بقوّة في نصوص القرينيْن، إلاّ أن المسافة بينهما تظلّ مديدة، ماثلة في قدرة كلّ منهما على الاستفادة القصوى من عناصر لغته، واللّعب بها وعليها..
لو قُدِّر لطيرٍ أن يحوم فوق جلسة الشعر والرسم لكان بوسعه أن يرى الشعر/الشاعر/الصوت في المركز، والرسم/الرسّام/اللّون في المحيط كتخوم، وسيكون على عينيْه أن تلتقطا، بجرعةٍ واحدة، الصورةَ/الصّوت من لسان الشاعر، والصّورة/ اللّون من عين الرسّام!
(2)
أقعدَ جلسة الاحتفاء بـغزالة الشاعر كاظم الحجّاج التي زيّنها المعرض الثاني للرسام عبّاس السعد، التجمعُ الثقافيّ العراقيّ بالبصرة، في الثالث والعشرين من آذار الجاري، في مقرّه الذي تعددت هويّاته؛ فهو مقهى للأدباء، وحاضنة لفعاليات التجمع، وغاليري للتشكيليين. وليس هذا التداخل بطراً، ولكنه حصيلة ندرة الأمكنة والفضاءات، ونتاج سوء الاعتراف بأهمية الثقافة وبمنتجيها من قبل سيدتنا السّلطة.
شارك في الجلسة الناقد الأستاذ جميل الشبيبي، وأدارها الكاتب الأستاذ جاسم العايف الذي أثنى على أنشطة التجمع الثقافي، ورأى في نتائجها توطيداً لمسيرة المدنيّة في المنظور التاريخي. وعن الشاعر الحجّاج قال إنّه متعدد المواهب والاهتمامات؛ فهو شاعر، ورسّام، وخطّاط، وكاتب عمود صحافي ساخر من الطراز الأوّل، وهذه التعددية لوّنت قصيدته اليوميّة التي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي مع قصائد مجايليْه في البصرة، الشاعرين عبد الكريم كاصد، ومصطفى عبد الله.. وقرأ العايف رسالة للفنان فيصل لعيبي خصّ بها الجلسة، وذكر فيها أن الشاعر الحجّاج علّمه عادة جمع الكتب، وإنشاء مكتبة، كما علّمه الرسم، وأنهما معاً أصدرا مجلات مرسومة، وزعاها على أطفال محلتهما في زمن وصفه لعيبي بأنه زمن الوصل الأندلسي بنقائه، وانفتاح فضائه الثقافي حيث تأتلف الكنيسة مع المسجد والحسينيّة والسينما في مكان بعينه..
وفي ورقته التي قرأها وصف الناقد جميل الشبيبي الشاعر الحجّاج بأنّه كاتب مجتمعيّ بامتياز، معنيّ بهموم الناس وتطلعاتهم، في الجنوب بشكل خاص، وتغلب على ديوانه (غزالة الصّبا) بساطة اللّغة، وثراء المادة، وسحر الحياة البسيطة المتآلفة، وفي قصائده التي تتجاوز الانشغال بهمّ ذاتي، تمجيد للإنسان ولحياة الجماعة بقيمها النبيلة، وهي تغتني باستفادتها من تقنيات السينما، والسيناريو، والتشكيل، والمسرح. وعلى الرغم من أن أغلبها قصائد تفعيلة، إلاّ أنها تجنح إلى التكثيف والتركيز والتوهج، وذلك ما يجعلها قريبة من قصيدة النثر.. فضلاً عن أن بنيتها تتحرّك في مجال بَصَريّ تأملي، تنتقل خلاله من المألوف إلى اللامألوف بالمفارقة السّاخرة التي تتمرّد على جسد القصيدة، حيناً، أو تلتحم بعناصرها حيناً آخر. وتدعم المفارقةَ مجازاتٌ مبتكرة،وجملٌ مشهديّة لها قوّة تأثير عالية.
الشاعر الحجّاج قرأ، كعادته بنبرته المؤثرة في جمهوره، عدداً من قصائد (غزالة الصبا).
حضر الجلسة جمهور كثيف غصّت به قاعة التجمع الثقافي المتطلّع إلى الخروج من إطار الجلسات في قاعات مغلقة إلى رحاب الفضاء العام كما يفيد رئيسه السيّد سعيد المظفر.



#هاشم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيلي في البصرة... صناعة الفضاء في العدم
- حفل خيري
- بين الرسم والشعر
- في الطريق إلى اللّبلبي !
- أحبّ كلّ أربعٍ وعشرِ
- عالية
- عابر استثنائي... وعي العين وشقاء الرؤية
- الرّسّام سارداً تشكيليّاً
- قصائد
- جدل حول قصيدة النثر في بيئة مُسرْطَنة
- سليلة الملائكة
- عصفور آب
- معرض أطفال العراق في حفل زواج
- الشعراء العراقيّون يغزون أمريكا
- كيسُ القُبَل
- نُزهة قاتلة
- على مفرق الحجر
- سياحة عمياء
- بعيداً عن الوحل خذني
- حوار مع الفنان العراقي هاشم تايه


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم تايه - (غزالة الصّبا) باحتفاء تشكيليّ