فتحي المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 13:34
المحور:
الادب والفن
حذار من النائمين على حافة اللهِ...
يستيقظون بلا لغةٍ
أو كلام
....
حذار
من الجدران التي لا تحبّ السقوط
سوى فوق أجسامنا
كمواعيد مسروقة
من عيون الظلام
....
حذار
من العصر حين يعود وحيداً
ويسأل عنّا الحقول
وتنكرنا !
كما غيمة تتسلق وجه الحمام
.....
حذار
من القادمين بلا سبب
يزرعون السماء بُقولاً حزينه
وحين يمرّون
ينكسر الوقتُ في دمنا
يتسرّب كالريح
تنبت بين النهار
وبين الغمام
....
حذاريَ من أمّة تتباهى بأمواتها
وتضيّع إنسانَها
في الزحام
....
وإنسانُ من أنت ؟ قال الإمامُ
لإمرأةٍ
سرقوا جسمها من يديها
بأغنيةٍ
ثمّ مرّوا
بلا موعد أو سلام
.....
حذاريَ
ممّن يبيت على أفق
هارب
تحت جنح الظلام
ويوعدنا بالحدائق في دمنا
بحياء العروس
وصمت اليمام
.....
حذار
من الواقفين على طرقٍ
لا تسير
....
حذاريَ
ممّن يعمّر فوق العصور
كأحجية من رخام
.....
حذاريَ
من شهبٍ
لمعت في سماء تنام
....
حذاريَ
من شهبٍ خمدت في الزمان السحيق
ومازال من جسمها قبسٌ
سيظلّ يجيئكَ من آخر الدهرِ
في كل عام
....
حذاريَ
من بشرٍ مات إنسانُه في خطاه
فصار يبيع المقابرَ
للعابرين إلى الزهر
في كل يوم
ثمانين عام
....
حذار
من الوقت حين يبذّر أسماءَه
فوق ألسنةٍ
كلّما حفرت صمتها
كلّما صارحت موتها
دُفنت في قبور الكلام
.....
كذا حذّرتنا الغماماتُ
لكنّها ستمرّ
وتبقى السماواتُ
مثقلةً ببكاء الشمال
.....
#فتحي_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟