أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - فى سرقة الثورات بدون دعاء ركوب ف . لينين














المزيد.....

فى سرقة الثورات بدون دعاء ركوب ف . لينين


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 20:35
المحور: الارشيف الماركسي
    


فى سرقة الثورات بدون دعاء ركوب* ف . لينين

ماكادت الثورة الروسية تبدأ لتوها , غير ان كل الملامح المميزة للثورات السياسية البورجوازية تتبين لنا بالفعل مكشوفة بوضوح . تقاتل الطبقات الدنيا , وتحصد الطبقات العليا ثمارالقتال . بينما تقع كل المعاناة المهولة على كاهل البروليتاريا , بوصفها طبقة , وعلى كاهل بعض المثقفين الشباب من اوساط البورجوازية . ان تسعة اعشار كل الحريات التى كسبناها جزئيا ( بالاحرى مساحات ضئيلة من الحرية ) تذهب للطبقات العليا من المجتمع , لهؤلاء الذين لايعملون . وبالرغم من القانون , هناك بما لايقارن حرية للكلام, والاجتماع , والصحافة فى روسيا اعظم مما كان هناك من عام او من عشر اعوام مضت , ولكن الصحافة البورجوازية والاجتماعات الليبرالية فقط هى التى تستفيد من ذلك الى الحد الذى يستحق الذكر . يشق العمال بحافزهم القوى نحو الحرية مغالق طرقهم نحو مجالات جديدة لم يكونوا ليظنوا انهم فاتحيها , ولكن هذا التسرب للعنصر البروليتارى , يبرهن اكثر مما يدحض , وجهة نظرنا . يتناسب عكسيا الاسهام النشط فى النضال السياسى مع الاستيلاء الفعال على ثماره . فكلما كان وضع طبقة ما مميزا ضمن البنية الاجتماعية الاقتصادية , كلما كانت العلاقة بين الحركة الشرعية وغير الشرعية ( اى , بين ماهو مسموح قانونا وماهو مناقض للقانون ) " مميزة". ان حركة البورجوازية الليبرالية , خاصة منذ 9 يناير , قد انتشرت على نطاق واسع بأشكال يحتملها القانون حتى ان الحركة الليبرالية غير الشرعية قد بدأت تتضاءل امام اعيننا بسرعة مدهشة . اما حركة الطبقة العاملة , رغم احياؤها فى واحدة من احرج المراحل , فى شكل مافوق " شرعى " ( تقديم عريضة من شعب بطرسبورج العامل الى القيصر ) الاانها تجد نفسها خارج القانون (محظورة ) تماما ومعرضة للانتقام العسكرى الفظ . بيد ان حركة الطبقة العاملة نمت اتساعا بما لايقارن , ولكن العلاقة بين ماهو شرعى وغير شرعى لم تكد تتغير فى صالح الاول .
من اين يأتى هذا الاختلاف ؟ من ان كامل البنية الاجتماعية والاقتصادية فى روسيا تطرح اكثر ثمارها لهؤلاء الذين يعملون اقل . ولايمكن فى ظل الرأسمالية ان يكون الحال على غير ذلك .انه قانون رأس المال , الذى يحكم الحياة السياسية مثلما يحكم الحياة الاقتصادية . ان حركة الطبقات الادنى تستنهض قوى ثورية , ترفع جموعا من البشر , الذين هم أول كل شئ قادرون على تمزيق هذه البنية العفنة بكاملها , ولأنهم بسبب اخر ليسوا مكبلين بهذه البنية بأى سمات لصيقة بوضعهم ولسوف يمزقونها بسرور . والاكثر , رغم انهم ليسوا واعين تماما بأهدافهم . مع ذلك فان هذه الجماهير قادرة على وميالة الى ان تمزق هذه البنية , لأن وضعها ميئوس منه , مادام القمع الثابت يدفعها لانتهاج الطريق الثورى , وليس لديها ماتفقده سوى الاغلال . هذه القوة الشعبية , البروليتاريا , تلوح مرعبة امام لوردات البنية العفنة لأن هناك شيئا ما فى وضع البروليتاريا ذاته يبدو مهددا . لهذا السبب , فان اى حركة للبروليتاريا مهما كانت صغيرة , ومهما كانت متواضعة فى البداية , ومهما كانت فرصتها ضئيلة , فانها تهدد بشكل حتمى ان تتجاوز اهدافها المباشرة وان تتطور الى قوة لاتتوافق مع كامل النظام القديم وتصبح مدمرة له .

ان حركة البروليتاريا , بسبب الخصائص الاساسية لموقع هذه الطبقة فى ظل الرأسمالية , لها ميل معلوم الى ان تتطور الى نضال كلى يائس , نضال من اجل الانتصار التام على كل القوى الظلامية للاستغلال والقهر . اما حركة البورجوازية الليبرالية فعلى العكس , ولنفس الاسباب ( اى بفضل الخصائص الاساسية لموقع البورجوازية ) لديها ميل نحو المساومة بدلا من النضال , نحو الانتهازية بدلا من الراديكالية , نحو الحسابات المتواضعة للمكاسب المباشرة الاكثر امكانا ورجحانا , بدلا من الرهان غير" اللبق " الجرئ المصمم على احراز الانتصار التام . ان من ينتوى النضال الحقيقى من الطبيعى ان يطلق كامل قواه , ومن يفضل المساومة على النضال من الطبيعى ان يلتفت الى ماهو امامه وان كان "فتاتا" , وسوف يميل فى افضل الاحوال , لارضاء نفسه به ( وفى اسوأ الاحوال , سوف يكون راضيا حتى بألا يكون هناك نضال على الاطلاق , اى , سوف يعقد سلاما دائما مع سادة العالم القديم ) .

* العنوان الاصلى للمقال -- مقتطف : سفسطة سياسية , لينين , الاعمال الكاملة , المجلد الثامن , ص ص 425 – 432 , دار النشر للغات الاجنبية , موسكو , 1962 .




#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توازن القوى السياسية - ف . لينين
- الدستور البريطانى بين جماليات النص وقهر الواقع ف . انجلز
- الأوهام الدستورية - فلاديمير لينين
- اجهزة القمع وبعض اساليبها فى مناهضة الثورة - ف . لينين
- لمحة عن المفهوم الماركسى للدستور
- قوة القانون : - الاساس الخفى للسلطة -
- امام القانون -- قصة قصيرة
- دون كيشوتيوا الثورة والعاصفة الثورية المقبلة
- المسيحية والاشتراكية
- المادية التاريخية والممارسة الانسانية
- النظرية الماركسية حول الدولة والقانون
- النظريات الماركسية المعاصرة حول القانون والدولة والايديولوجي ...
- سيمياء الخطاب القانونى السلطوى
- جذور الراديكالية الدينية المعاصرة فى الفليبين
- الرؤية الفكرية فى مأساة الحلاج بين الصوفية والثورة
- العرق اليهودى بين الاسطورة التاريخية والمنهج العلمى


المزيد.....




- عاجل: سفينة محملة بشحنات من الأسلحة نحو الكيان الصهيوني تحاو ...
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد FMCLGR تدعو للاحت ...
- إعلام غربي: العلاقات بين بريطانيا وأوكرانيا تدهورت في ظل حزب ...
- الحرية لشريف الروبي
- مصر.. وفاة قيادي بارز في التيار اليساري وحركة -9 مارس-
- ‌الخطوة الأولى هي فضح الطابع البرجوازي للنظام وانتخاباته في ...
- إخفاقات الديمقراطيين تُمكّن ترامب اليميني المتطرف من الفوز ب ...
- «الديمقراطية»: تعزيز صمود شعبنا ومقاومته، لكسر شوكة العدو، ي ...
- العدد 578 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- المحرر السياسي لطريق الشعب: أكتوبر ثورة العدل والحرية


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - فى سرقة الثورات بدون دعاء ركوب ف . لينين