فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 12:04
المحور:
الادب والفن
ــ أود من أعماقي ...أن أدفنها حية ...ذكرياتي ...أن أرصفها واحدة تلو الأخرى ...داخل علب ....
ـــ أن أرسم صورة ملونة ..فوق كل علبة تحمل طقوسا ، وأياما حلوة ...أمنحها ألوان قوس قزح ...وأرسم خطوطا بقلم الفحم ...لاشكل لها ...فوق صندوق أحزاني ...ــ أرصفها هي الأخرى بأثوابها العتيقة ..أطويها بحكمة الداري ...ألفعها ، وأكثر من الأحزمة والأربطة حولها ...ثم أضع على الصناديق أقفالا وأحكم اغلاقها ، وفي بئر عميقة لايعرفها غيري ...أدفنها ....كما دفن الآلهة القدماء موتاهم ....
ـــوربما لو تسنى لي ...لبنيت فوقها هرما ...أزوره حين يحلو لي ...لكني لاأرغب في فتحها ...أمنع قراءة رموزها ....انها لي ..وحدي ...وأنا من تقوم بدفنها
ـــ لالا ..لا اني أرفض احراقها ..لن أدع النيران تمر بها ...انها جزء مني ...هي كلي ...هي أنا ...لاأؤمن بالانتحار ...فلن أقتلها ..نفسي ...أريد أن أدفن مابها ...ذكرياتي فقط ...أن أعيش مع الحاضر...بكل سوءاته ...
ـــ فربما ...ربما من يدري ؟؟ يحمل لي شيئا من رذاذ جامح أخطأ ...غفر ...انحنى ..على دربي ...أو عن له ..أن يستريح ، ويستظل بشجرة داري ، ويتفيأ بعري أغصانها !!
ـــ من يدري؟؟؟ربما عن للغد ...أن يمر مبتسما أمام بيتي فيراه !! ويشير بابهامه نحوه ، فيتخذ لنفسه جوارا قربي ، ويسعد لو تحاورنا قليلا..
ــ ربما ,.. يسعده أن يحادث من غاصت أصابعه بأيام حبلى بالحكايات ...ومن مرت برأسه قصص تشبه أحاديث شهرزاد ، أو يملك شيئا من الموهبة فيقرأ علي قصائدا لاأعرفها ، وأتلو عليه ...أساطيرا يجهلها ، ونتبادل المعارف ..
ــ ربما لهذا ...سأنفذ قراري ، وأدفن الماضي ...أجعله رميما ...في حياتي مطويا بأعماق البئر ، وأصاب حياله بالنسيان ...لاأعرف الا لحظتي ، وسأتعرف على غدي ...ان مر ...ان جاء ....وحياني.
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟