|
في ذكرى يوم الأرض 2012
الحركة الشيوعية الماوية
الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 16:23
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
في الذكرى 36 ليوم الأرض ، فلترفع راية المقاومة لتحرير الإنسان و الأرض
يمثل يوم الأرض حدثا هاما في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني و العربي ضد الامبريالية و الصهيونية المتجسدة في سلطة الاحتلال بفلسطين . و يعود تاريخ هذا الحدث إلى يوم 30 مارس 1976 ، عندما شن فلسطينيو منطقة الجليل بشمال فلسطين إضرابا عاما للتصدي لعملية مصادرة أراضيهم من طرف سلطة الاحتلال ، وهو أول إضراب عام بالنسبة "لفلسطينيي الداخل" منذ سنة 1948 . و جاء الإضراب العام كتتويج للعديد من النضالات التي خاضها الفلسطينيون منذ أواسط سنة 1975 ، ففي شهر جويلية 1975 كون الفلسطينيون اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي و ذلك إثر اجتماع عام في مدينة حيفا جاء ردا على القرار الذي أصدرته سلطة الاحتلال بمصادرة أكثر من 20 ألف دونما من أراضي الفلسطينيين لبناء مستوطنات و مناطق صناعية صهيونية في إطار ما يسمى بنظرية الاستيطان و التوسع الصهيوني. و في أواخر شهر فيفري و بداية شهر مارس 1976 نظمت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي عدة اجتماعات عامة في مختلف مدن و قرى الجليل و خاصة إثر انتشار خبر صدور وثيقة الصهيوني يسرائيل كيننغ في أول مارس 1976 و هي تستهدف إفراغ منطقة الجليل من سكانها الفلسطينيين و الاستيلاء على أراضيهم ، و في الاجتماع الذي عقدته اللجنة يوم 6 مارس 1976 قرر المجتمعون شن إضراب عام يوم 30 مارس . و منذ الإعلان عن الإضراب العام تعددت المظاهرات و الصدامات مع قوات الاحتلال في مختلف قرى و مدن الجليل و بدأ جيش الاحتلال يداهم المنازل و يعتقل من يعتبرهم منظمي المظاهرات و احتد الصدام بين الجماهير المنتفضة و آلة القمع الصهيوني منذ مساء يوم 29 مارس حيث سقط أول شهيد في بلدة عرّابة . و في يوم الإضراب العام عمت الانتفاضة جل القرى والمدن الواقعة بالجليل و هبت الجماهير مسلحة بالحجارة و العصي و السكاكين و الفؤوس و قوارير الملتوف ... لتلتحم بالجيش الصهيوني محاولة الاستيلاء على الأسلحة فسقط العديد من الشهداء منهم : ثلاثة من بلدة سخنين بينهم امرأة و شهيد من كفر كنّا و شهيد من نور شمس و شهيد من عرّابة ، كما سقط عشرات الجرحى و اعتقل أكثر من 300 . و لم تتوقف الهبة الشعبية الفلسطينية عند يوم 30 مارس و في حدود منطقة الجليل بل تواصلت بعد ذلك لعدة أيام و انتشرت في بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 . و منذ ذلك التاريخ أصبحت هذه الهبة الشعبية الفلسطينية ذكرى وطنية فلسطينية و عربية مجيدة تحييها القوى الوطنية و الثورية في الوطن العربي و العالم سنويا لاستخلاص العبرة و شحذ همم الجماهير المتحفزة للثورة على الصهيونية و الامبريالية و عملائها . و جاءت ذكرى يوم الأرض هذه السنة في ظروف جديدة تميزت ب : 1- وضع ثوري في كامل الوطن العربي تقريبا أنجزته الجماهير العربية بانتفاضاتها العارمة التي انطلقت شرارتها من تونس يوم 17 ديسمبر 2010 لتنتشر بعد ذلك بسرعة في العديد من الأقطار الأخرى و هي ما تزال متواصلة بوتيرة و حدة متفاوتة ، لكن هذه الانتفاضات الشعبية بحكم عفويتها و افتقارها للقيادات الثورية تتعرض للسطو و الركوب من طرف القوى الانتهازية و أساسا القوى الدينية المدعومة من الامبريالية و الرجعيات الخليجية . 2- هجمة استعمارية شاملة على الوطن العربي يقودها حلف الناتو تهدف إلى تفتيت الأقطار العربية إلى مناطق مختلفة تديرها زعامات رجعية دينية أو قبلية تنفذ إملاءات الاستعمار الجديد و الصهيونية في إطار شرق أوسط كبير يمتد من أفغانستان و باكستان شرقا إلى المغرب و موريتانيا غربا . 3- هجوم ديني سلفي جارف موغل في الرجعية مسنود بدعم كبير من الرجعيات النفطية و على رأسها قطر و السعودية و القوى الامبريالية و خاصة أمريكا و المملكة المتحدة . و تعمل هذه القوى الظلامية على تطبيق الشريعة و تكريس المفاهيم الإقطاعية في نظام الحكم و العلاقات الاجتماعية و تكرس التطبيع مع الكيان الصهيوني . 4- ضعف القوى الثورية في الوطن العربي و عجزها عن توحيد صفوفها لقيادة الطبقات الشعبية نحو الثورة على أعدائها من الكمبرادور و الإقطاعيين عملاء الصهيونية و الاستعمار . و نتيجة للمعطيات المذكورة فإن الجماهير الشعبية العربية – رغم ما أحرزته من مكاسب بفضل الانتفاضات – ستواجه ظروفا أكثر قساوة و أكثر تخلفا من الأوضاع التي كانت تعيشها في أواسط السبعينات و في الثمانينات من القرن الماضي . ففي فلسطين المحتلة انتهت مقولة " تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر " و ذلك بالتخلي عن المقاومة المسلحة و اعتراف منظمة التحرير بالكيان الصهيوني مقابل الاعتراف بالسلطة الفلسطينية على الضفة الغربية و قطاع غزة ، و أصبحت مطالب بسيطة مثل حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم التي أطردوا منها عام 48 من طيّ الماضي ...و طرحت الامبريالية و الصهيونية ورقة الإخوان المسلمين كبديل عن منظمة التحرير ، و دخلت حماس في صراع ضد عباس لافتكاك السلطة ، و تسابق الإثنان في تقديم الولاء و الطاعة للدوائر الامبريالية و الرجعية العربية للحصول على الدعم المالي و السياسي تاركين جماهير الشعب الفلسطيني تواجه مصيرها باعتمادها على قواها الذاتية في التصدي للحصار و التجويع و التقتيل . و برعاية من إمارة قطر – العميل رقم واحد بالمنطقة – أصبح عباس يتحدث عن تكوين سلطة وفاقية بينه و بين حماس و الجهاد بما أن أهدافهم واحدة وهي خدمة الامبريالية و الصهيونية في المنطقة في إطار أسلمة المجتمع في كامل الوطن العربي و إخضاعه كليا للاستعمار الجديد . و تحول هنية إلى نجم يستقبله زعماء النهضة و السلفيين فيلقي الخطب الحماسية عن الجهاد و بناء دولة الخلافة متجاهلا دماء شهداء يوم الأرض و شهداء الانتفاضة الأولى و الثانية و العمليات البطولية التي نفذها مناضلو مختلف فصائل منظمة التحرير منذ ستينات القرن الماضي إلى بداية هذا القرن . أما في بقية الأقطار العربية فإن الائتلاف الطبقي كمبرادور – إقطاع ما يزال ماسكا بأجهزة السلطة السياسية و أن الأنظمة العميلة لم تسقط في الأقطار التي اندلعت فيها الانتفاضة – على عكس ما يروجه الرجعيون و الإصلاحيون – لكن الكفة تميل لصالح الطرف الثاني أي صاحب المشروع الديني و الإقطاعي لأنه يمثل البديل الأفضل بالنسبة للاستعمار الجديد لإخضاع الشعوب عن طريق عصا الدين و التجهيل . و تعمل القوى السلفية التي تمكنت من الوصول إلى السلطة في تونس و مصر و ليبيا و العراق و اليمن ... على فتح الأبواب أمام النهب الامبريالي و أمام أجهزة الاستخبارات المركزية الأمريكية و الموساد لتعيث فسادا و تخريبا في البلاد ، و قد تجرأ الصهيوني برنار هنري ليفي على التبجح في وسائل الإعلام بمشاركته الفعالة في غزو ليبيا و بما قدمه من نصائح و توجيهات للمجلس الانتقالي الذي سيفتح سفارة للكيان الصهيوني بطرابلس . و أصبحت عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني وجهة نظر تناقش في المجالس التأسيسية و تجد من يدافع عنها من الإسلاميين ( الإخوان في مصر و النهضة في تونس ) بل أن إخوان سوريا قد ذهبوا إلى أبعد من ذلك إذ دعوا علنا الكيان الصهيوني للتدخل عسكريا لإسقاط النظام السوري ، و هم طبعا يتلقون الأسلحة المتطورة من الصهاينة إلى جانب تدفق مقاتلي القاعدة من ليبيا و غيرها و مرتزقة قطر حاضنة الرجعيات الدينية و زعيمة المطبعين العرب . و أمام هذه الهجمة الاستعمارية و السلفية الشرسة و بمناسبة إحياء ذكرى يوم الأرض المجيدة لا بد للقوى الثورية و الوطنية في فلسطين و كامل الوطن العربي أن تعي بخطورة هذه المرحلة التاريخية و أن تنبذ الأوهام حول الشرعية الدولية و هيئة الأمم المتحدة و الجامعة العربية – أداة تنفيذ الأوامر الامبريالية و الصهيونية في المنطقة – و أن توحد صفوفها و تعمل على إحياء المقاومة الشعبية و ترفع رايتها عاليا و أن تعول على الطبقات الكادحة صاحبة المصلحة في الثورة و على الشباب الثائر الذي ليس له ما يخسره سوى قيوده . الحركة الشيوعية الماوية- تونس- 30 مارس 2012
#الحركة_الشيوعية_الماوية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
8 مارس- اليوم العالمي للمرأة
-
مؤتمر -اصدقاء -سوريا مؤتمر المؤامرة
-
تونس-مليشيات النهضة تعادي حق الاضراب
-
الشرعية الجماهيرية تتحدى -شرعية- الصندوق
-
14 جانفي-سقط بن علي ولم يسقط النظام
-
في ذكرى انتفاضة الحرية والكرامة
-
الانتفاضة والتكتيك
-
التناقضات التي فجّرتها الانتفاضة
-
قراءة في برنامج حزب العمال -الشيوعي- التونسي
-
في النضال ضد الشرعوية
-
ضد التروتسكية
-
الماوية اليوم
-
نداء الى الوطنيين
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|