الاقباط وتحديات الزمن القادم

صموئيل رمسيس سليم

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يواجه الاقباط عموما والمجمع المقدس خصوصا تحديات كبيرة ابان وضع الدستور الجديد او بمعني اخر تعديل بعض بنود الدستور السابق .. وقد واجه الاقباط خلال الاعوام السابقة اكبر ضغط نفسي في مواجهة التهميش من جوانب الحياة السياسية والمناصب العليا بالدولة .. فقد صنع النظام السابق جداراً عازلا بين الاقباط والحياة السياسية ... وقلائل جدا من الاقباط من استطاعوا اختراق الجدار العازل ليصلوا الي الحياة السياسية .
عادت تلك التحديات من جديد امام المجمع المقدس بعد رحيل البابا شنودة .. فنجد ان القائمقام البابا يطالب بوضع فقرة تضاف علي المادة الثانية للدستور تخص غير المسلمين في الرجوع الي شرائعهم فيما يخص الاحوال الشخصية
واتعجب كل العجب من طلب القائمقام البابا في حين انسحب عدد كبير من اعضاء اللجنة التاسيسية للدستور . باضافة تلك الفقرة السابقة الي المادة الثانية من الدستور
ماذا عن التحديات التي يواجهها الاقباط ؟ وهذا من وجهة نظري
الحديث لا ولن ينتهي بمجرد عرض تلك التحديات ولكنني اظن ان التحديات التي تواجه الاقباط قد تغيرت تماما بعد ثورة 25 يناير تلك الثورة التي التحم فيها الشعب المصري كله
فسابقا كان التحديات سياسية من خلال الجدار العازل الذي صنعه النظام السابق لاقصاء الاقباط عن ممارسة السياسة .. اما اليوم فالتحديات التي تواجه الاقباط اكبر حيث ان الاقباط قد تعلموا الان متي يواجهون الا ان المواجهة ليست مع نظام سياسي فاسد .. ولكنها مواجهة مع التيار الديني الذي وان قرر الاقباط مواجهته ستكون اكبر خسارة للاقباط فوقتها سيقف الجميع ضدهم بالرغم من ان الوضع السياسي يسمح بالمنافسة الا ان التيار الديني لن يسمح ان يقف احدا ضده حتي وان كان من المسلمين انفسهم لان من تبنوا التيار الديني في مصر سيعلنون الحرب علي كل من يحاربهم باعتبار انه يحارب الاسلام (هذا من اعتقادهم) وخاصة ان المسلمين والاقباط تعايشوا سوايا في سلام بالرغم من المصائب والشدائد التي واجهت مصر باكلمها
اما التحديات التي ستواجه الاقباط من الناحية الاخري هي تحديات العلمانيين مع الاحوال الشخصية بالملف القبطي وهو اكبر التحديات واشدها ضراوة بالمقارنة مع التحديات الاخري خاصة لانها مواجهات مع الكنيسة والدولة معا لوضع قانون خاص بالاحوال الشخصية للاقباط الامر الذي ستحاول الدولة والتيار الديني المتشدد عدم تلبيته خاصة وانهم يسعون لقهر الاقباط .
مازالت التحديات غامضة حتي الان الا انني اثق في قدرة المصريين جميعا في مواجهة التيارات السياسية التي تختبئ وراء الدين و تريد ان تنال من حريته وتقدمه ورقيه ..
اتمني ان تصبح مصر حرة بشعبها الكريم وعاداتها وتقاليدها التي ابهرت العالم منذ الاف السنين

#صموئيل_رمسيس_سليم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات