الشباب ... تحت المجهر

كرار طالب الحجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 16:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

من المعروف دوما أن الشباب يمثلون أهم شرائح المجتمع ومن دون التفريط بفئات المجتمع الأخرى فان الأمة لا تنهض إلا بشبابها وهذه الحقيقة فيها من المرارة الشئ الكثير خصوصا لو عايشنا هذه الشريحة عن كثب وحاولنا الاطلاع على ما تعانيه من مشاكل كثيرة , فبالرغم من وجود نسبة جيدة من الشباب المثقف الواعي الذين يمتلكون من الثقافة ورجاحة الرأي وسلامة التفكير وحسن الفعل وغيرها من الصفات الحسنة التي تسموا بهم وتجعلهم يرتقون الأعالي , إلا أن البعض من هذه الشريحة إن لم نقل النسبة الأكبر هم مغيبين نهائيا إن لم يكونوا هم من غيبوا أنفسهم عن واقع الحياة وتطوراته التي تحتاج أن يكون الإنسان وخصوصا الشاب على درجة كبيرة من الوعي الديني والثقافي ليوجد لنفسه حصانة تمكنه من مقاومة المنزلقات الخطيرة التي تمر على مجتمعنا في هذه الأيام , فيجب على الشاب أن يمتلك من الثقافة ما يمكنه من الحفاظ على موروثه الثقافي والفكري وان يحافظ أيضا على ما يملكه من عادات وتقاليد حسنة ونحن هنا لسنا في موضع رفض التطور والحداثة أو ما يسمى حاليا بالعولمة كما يضن البعض , إنما نقول يجب على الإنسان أن لا يكون تعامله مع ما يصدر له من أفكار وعادات تعاملا خاطئا وباتجاهين متعاكسين , احدهما الرفض المتعنت الذي يضر اكثر مما يفيد أو من خلال القبول الكلي والانسياق الأعمى ورائها بمجرد طرقها المسامع بحجة مسايرة العولمة , بل يجب أن يكون تعاملنا معها من خلال قراءتها وقبولها في موضع النقاش العقلي المنطقي وفي ضوء ما يتوفر عنها من معلومات وما هي سلبياتها وايجابياتها وكذلك درجة ملائمتها مع الدين وثقافة المجتمع ومن ثم اتخاذ القرار الأنسب منها , نعم يجب أن تكون الثقافة والوعي من الرئيسيات في حياتنا وليس العكس وعلينا أن نجعل الثقافة هي مقياسا من مقاييس الحكم على الأشخاص وليس من الصحيح أن يكون الاهتمام بظواهر الأمور وترك اللب الباطن الذي هو أساس الأشياء كما يجب أن تكون الثقافة أساس التعامل مع المجتمع , ومن المهم جذا أن تكون ثقافتنا على مستوى كبير وبما يلائم الأحداث والمواقف حتى لا نخطئ بالحكم على الأشياء , كما من الضروري أيضا أن ينتبه كل من تقع عليه المسؤولية في بلدنا إلى هذه الشريحة التي تعد الأكبر في بلدنا ويحاولوا أن يزيلوا ولو شيئا بسيطا مما تعرضت له من حيف وخصوصا الطبقة الواعية من أصحاب الفكر والرأي والذين يمتلكون روح العمل من اجل المجتمع , يجب على أصحاب المسؤولية أن يعطوا لهؤلاء حقوقهم وهي تسليمهم مواقعهم الحقيقية التي يستحقونها على الأقل وخصوصا في المؤسسات التي تخص الشباب وتحاول النهوض بهم وان لا يكون اختيار من يشغلون تلك المناصب مبنيا على العلاقات وغيرها , حتى تساهم هذه الشريحة فب تقديم ما تستطيع تقديمه لخدمة البلاد والعباد لانها أساس العطاء والبناء الذي نحن بأمس الحاجة اليه الآن .

#كرار_طالب_الحجاج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات