|
كلمة تأبين فقيد الوطن والشعب والحزب
الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)
الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 08:38
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في تأبين فقيد الوطن والشعب والحزب
( ألقاها الزميل يوسف حسين الناطق الرسمي ) *بداية أقول لك يا رفيقنا العزيز:- قد كنت أوثر إن تقول رثائي يا منصف الموتي من الأحياء لكن قضيت وكل طول سلامة قدر وكل منية بقضاء *رغم الفقد الجلل، والمصيبة العظيمة، نقول اللهم ألهمنا الصبر. اللهم اجعلنا في زمرة الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. *وإذا كان الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، الذي كان الفقيد معجباً بأشعاره ،يقول في إحدى قصائده:- إذا الشمس غرقت في بحر الغمام ومدت على الدنيا موجة ظلام وضاع البصر في العيون والبصائر وراح الطريق في الخطوط والدوائر يا ساير يا داير يا أبو المفهوميه، ما عندكش مخرج غير عيون الكلام ويقول أيضاً على سبيل توضيح ما يعنيه بعيون الكلام:- العمر ماشي وكل ماشي وله مداه وكل شئ له بدايته ومنتهاه الشعب هو الباقي حيْ هو اللكان هو اللجيْ طوفان شديد، لكن رشيد، يقدر يعيد صنع الحياة والشعب لما يقول يا أصحاب العقول لازم نقيف ونحترم صوت الإله حقاً لازم نقيف ونحترم صوت الإله، فإرادة الشعب من إرادة الله. فما الذي قاله الشعب السوداني ويتطلب استجلاء “مفهوميته” رغم الظلام وطشاش العيون. ماهي دلالة الحضور الكثيف، وغير المسبوق بالملايين في سرادق العزاء؟ وفي استقبال الجثمان في المطار؟ وفي تشييع الجثمان لمثواه الأخير بمقابر فاروق بالخرطوم؟ ما هي الدلالة لهذه المشاركة الواسعة؟ إن هذا تعبير مكثف لا تخطئه العين عن رفض الجماهير القاطع للأوضاع القائمة في البلاد على مدى 22 عاماً من الإرهاب والفساد والاستبداد. إنه رفض للشمولية ودولة الحزب الواحد . إنه رفض للسياسات الحربية. إنه رفض لدعاوي التكفير والهوس الديني الخارج من تحت عباءة النظام. إنه رفض للدستور الإسلامي الذي خبر الشعب مراميه في عهد الطاغية نميري وفي عهد الإنقاذ. إنه مباركة ودعم وتأييد لتحالف المعارضة وأجندته الوطنية. وحقاً كما تواتر وساد الهتاف في موكب التشييع المهيب:- “الثورة خيار الشعب حرية، سلام، وعدالة”. ومن ناحية الحزب الشيوعي، فإن ما سجله الشعب من حضور كثيف في تشييع القائد الخالد نقد، وهو الرمز للحزب الشيوعي ولليسار عموماً، يعبر في جوهره عن انعطاف جماهيري نحو اليسار، إنه موسم الهجرة إلى اليسار. لقد طبت حياً وميتاً يا رفيقنا وقائدنا الملهَم والملهِم. *إن ما حدث من حضور مليوني لجماهير الشعب ، يدل على تمسك الشعب بروحه الثورية الوثابة التي تمجد قيم النضال والصمود والتضحية ونكران الذات في خدمة قضايا الوطن والمواطنين. وما شغفت جماهير الشعب والتفت حول القائد نقد إلا لتميزه بهذه الروح الثورية التي تعبر عن ما يجيش في وجدانها وتطلعاتها. إن قناعات شعبنا راسخة بالضرورة الموضوعية للحزب الشيوعي في مسار العمل السياسي والاجتماعي في السودان ،وخاصة ما يتعلق منه بنصرة قضايا الكادحين والمهمشين والذود عنها في هذا المسار. صحيح إن الحزب الشيوعي تحكمه المؤسسية في تنظيمه. ولكن جماهير الشعب في العادة تربط المؤسسة بربانها وحادي ركبها. القائد بالنسبة للجماهير هو الرمز والعنوان. الجماهير تقول الحزب الشيوعي وتعني محمد إبراهيم نقد، وتقول محمد إبراهيم نقد ونعني الحزب الشيوعي. والواقع إن هذه ليست المرة الأولي التي تمنح فيها روح الشعب الوثابة المصادمة، شهادة الميلاد والبطاقة الشخصية وكل الأوراق الثبوتيه النضالية للحزب الشيوعي. فمنذ ما قبل الاستقلال ألقى الحزب الشيوعي بثقله في معارك تكوين الحركة النقابية للعمال والمزارعين، ووقف إلى جانب مزارعي جودة في معركتهم ضد أصحاب المشاريع الزراعية الخاصة ودولتهم. وبأثر ذلك تواترت الأشعار والهتافات التي تعبر عن المضمون الطبقي لرسالة الحزب الشيوعي، على شاكلة:- يا عمال هللّوا ، ويا زراع كبروا ، في جودة تاني ما في خطر ، الحزب الشيوعي ظهر. وطل الحزب الشيوعي مثابراً على الدوام في الدفاع عن حقوق الكاحين والأهالي الغبش والمهمشين في كل أنحاء الوطن. *نم هادئاً يا رفيقنا العزيز وقائدنا محمد إبراهيم نقد فان المبادئ السامية التي بشرت بها ، وإن الراية التي رفعت لواءها ستظل عالية خفاقة ترفرف في سماوات السودان ترشد الأجيال جيلاً بعد جيل، وتلهم شباب وشابات السودان إلى طريق النضال السوي من أجل رفعة وتقدم وإزدهار السودان. *إن شعب السودان قد اقتنع ، استناداً إلى تجاربه الخاصة عبر السنوات، بجدوى وفائدة ما ظللت تبشر به يا رفيقنا العزيز مع رفاقك في الحزب الشيوعي، وبخاصة:- *الديمقراطية مفتاح الحل *دولة المواطنة المدنية والدستور الديمقراطي وهو العقد الاجتماعي الذي يجب إن يتوافق عليه كل أهل السودان. *الإقرار بواقع التعدد والتنوع القائم في السودان عرقياً ودينياً وثقافياً *الأقلية والأغلبية معيار سياسي لا ينسحب على قضايا العقيدة والفكر والتوجه الحضاري. *الاستفادة من المقاصد الكلية للأديان في دعوتها للحق والعدل والحرية. *التمسك بوحدة قوي المعارضة وجبهاتها النضالية الواسعة، وفق ما يتطلبه واقع التعدد. وقد ظل هذا هو السر الدفين وراء استجلاب النصر لأهداف وقضايا شعب السودان منذ خراب سوبا وقيام السلطنة الزرقاء بعد تحالف الفونج والعبدلاب. وكذلك انتصار الثورة المهدية التي حافظ قائدها الإمام العظيم محمد أحمد المهدي على استقلالية كل راياتها في إطار تحالف جبهوي عريض يوَحد القبائل والطرق الصوفية وقدماء المحاربين في الجيوش شبة النظامية. كما ظل التحالف الجبهوي الواسع طريق شعب السودان وقواه السياسية في معارك الاستقلال وثورة أكتوبر والانتفاضة ومقاومة شمولية الإنقاذ. *كان فقيدنا يؤكد دائماً أن حزبنا يهتدي بالمنهج الجدلي الماركسي، وأنه حزب يرفض الجمود والانغلاق، وأنه منفتح على مختلف المدارس الفكرية والاتجاهات الأخرى، وأنه يؤصل لطروحاته من واقع السودان وتراثه، وأنه حزب سياسي بين أحزاب السودان يقوم على أساس برنامج سياسي للتغيير الاجتماعي والنهضة الوطنية الديمقراطية، وأنه يناضل ضد الإرهاب كفكر وكممارسة ويلتزم بالتداول الديمقراطي للسلطة. *وعلى المستوى الشخصي يا رفيقنا وقائدنا، سجَّل لك شعب السودان ثباتك على المبدأ رغم البطش والملاحقة على أيدي أعداء الشعب والأنظمة الشمولية. وقد شمل هذا الفصل من الدراسة الجامعية، وإسقاط عضويتك كنائب في البرلمان مع رفاقك الآخرين، ولجوءك الاضطراري بقرار من الحزب للاختفاء طويل الأمد لمواصلة المسيرة. *وكان تواتر الاضطهاد والعسف على الشيوعيين قد دفع الصحفي الاتحادي المرموق، علي حامد، للمطالبة بوضع حد لملاحقة الشيوعيين، فهم أهل فكر ورأي ولهم تأثيرهم الواضح بين الجماهير. وأكد علي حامد أن طريق الملاحقة لن يجدي فتيلاً معهم. فهم لو كانوا جبلاً لكان قد أنهد بعد قوانين النشاط الهدام والجمعيات المحظورة ومؤامرة حل الحزب الشيوعي والمحاكم العسكرية والسجون والمعتقلات. ماذا تريدون منهم بعد كل هذا. ولعل لسان حال الصحفي علي حامد كان يكرر ما قاله من قبل خليل فرح الذي غنى لعِزة السودان وعَزة السودان: أكلوا حقوقنا، وزردوا حلوقنا، ديل عايزين دمانا تسيل! *لقد واصل فقيد البلاد على مدى 60 عاماً مسيرته النضالية ولم يحد أبداً عن الالتزام جانب الشعب والكادحين بصفة خاصة. كان عطاؤه ممتداً على كافة المستويات : فكرياً وسياسياً وتنظيمياً. ومن بين أعماله البارزة:- - الديمقراطية وإنقاذ الوطن - الدولة المدنية - علاقات الرق في السودان - علاقات الأرض في السودان *وإذا كان من يواصل النضال بتجرد ونكران ذات، لعدة سنوات يوصف بالصامد والمثابر والثابت على المبدأ، فما بالك بمن يناضل على مدى 60 عاماً وفي كل الجبهات والميادين حتى آخر أيام حياته دون أن تلين له قناة. إن هذه هي العبقرية في أسمى معانيها وتجلياتها. وإذا كان الشاعر أحمد محمد صالح قد قال في إحدى قصائده:- العبقرية لن تحلق في السماء بغير عِمد العبقرية لن تنال المجد عفواً دون قصد فما أكثر العِمد والمقاصد في السيرة الذاتية لخالد الذكر محمد إبراهيم نقد. لقد كان الفقيد بحق تجسيداً لروح الشعب السوداني العبقرية التي تحف بها الحكمة وسداد الرأي والتسامح وقبول الآخر المختلف من كل جانب. وهذا هو السر وراء ارتباط الفقيد بوشائج قوية وعرى وثقى مع مختلف ألوان الطيف السياسي السوداني. لقد كانت خطوط اتصالاته مفتوحة دائماً. وظل تواصله الإنساني مع الجميع في كل الظروف حتى عندما يكون مختفياً. وقد كان كل هذا كسباً ورصيداً للحزب الشيوعي يفخر ويعتز به. *ومن أبرز جوانب عطاء فقيد الوطن والشعب والحزب، إعادة تجميع وتنظيم صفوف الحزب بعد ردة يوليو 1971 الدموية. وقد ساهم الحزب الشيوعي استناداً إلى ذلك في مسار التراكم النضالي الذي أفضى لانتفاضة مارس/ أبريل 1985 ونهاية حكم الفرد واستعادة الديمقراطية. *وأسهم الفقيد مع رفاقه في أن يظل الحزب الشيوعي موحداً ومواظباً على نهجه الثوري، بما رفع من درجة إسهامه في خدمة قضايا الوطن والشعب والكادحين. كما أسهم الفقيد في التحضير لمؤتمرات الحزب بما في ذلك المؤتمر الخامس قبل ثلاثة أعوام. *يا أرض الوطن، يا أمه العزيزة، بالروح العزيزة، ختالك ركيزة، دايماً باقية ليك:- الحزب الشيوعي. نعلن الآن أمامكم ، وبالصوت العالي الجهير، أن الحزب الشيوعي سيظل باقياً وموحداً ومترسماً خطى ذات النهج الثوري لسكرتيره الراحل محمدإبراهيم نقد وهذه هي الرسالة التي كرس لها الزعيم نقد كل حياته. لقد قالها الفقيد مراراً وتكراراً في وجه الطغاة ، كل الطغاة:- نحن لا نعرف درباً غير هذا في الحياة، ومضي مثلما يمضي شيوعي لتنفيذ مهمة إنها دوماً مهمة ربما كانت لتوزيع بيان أو جريدة ربما كانت قصيدة إنها دوماً مهمة ربما كانت صموداً في الخنادق ربما كانت صعوداً للمشانق إنها دوماً مهمة. *نم هادئاً يا رفيقنا العزيز، فأمثالك لا يموتون. فهم البذرة والزهرة في أرض الفداء وهم الساحل والبحر وشعر الشعراء كلما أظلم ليل فجر السودان في محنته نهر ضياء كلما طل دمٌ أينع بستان وثار الفقراء وطن حر وشعب صامد في كبرياء لم يلن في قبضة الجلاد أو أيدي الوحوش الجبناء علم الفاشست في تاريخه كيف يموتون ويمضون هباء العصابات التي تطفو على السطح فقاعات هواء ستولى مثلما جاءت ويبقى الكادحون الأمناء يبذرون الأرض بالورد ويبنون منارات هناء *ليت من يبكي عيه ويواسي الثائرين مد للحزب يديه لنبيد الغاصبين فقد سقطت الرايات الزائفة للشمولية والاستبداد والفساد والتوجه الحضاري الأحادي. وبقيت عالية ترفرف راية الشعب، راية تحالف المعارضة، وراية الحزب الشيوعي بألوانها الطبقية المميزة. والثورة خيار الشعب حرية سلام وعدالة
#الحزب_الشيوعي_السوداني (هاشتاغ)
Sudanese_Communist_Party#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعى الحزب الشيوعي بالعاصمة القومية
-
تصريح من المكتب السياسي
-
قضايا ومهام مابعد الانفصال
-
تصريح صحفي من الحزب الشيوعي السوداني
-
اليقظة ضد مخطط تزييف الإرادة النقابية
-
موقف الحزب الشيوعي السوداني من وحدة الوطن
-
بلاغ صحفي عن عدم صدور العدد -2226- من جريدة الميدان
-
بيان من المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني :موقفنا من الا
...
-
تصريح صحفي من الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السوداني
-
البرنامج الانتخابي للحزب الشيوعي السوداني
-
قرار حول الانتخابات
-
تصريح صحفي حول قانون الأمن
-
هل بدأ النشاط العلني لتنظيم القاعدة في السودان ؟!
-
محاضرة عن البرنامج
-
الحكومة السودانية تفقد شرعيتها.
-
التقرير السياسي العام المجاز من المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي
...
-
برنامج ودستور الحزب الشيوعي السوداني المجازين في المؤتمر الخ
...
-
الرقابة علي صحيفة الميدان
-
قضايا البناء والتنظيم
-
حوار حول قضايا التنمية
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|