أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عمت عيني عليج يالجبايش














المزيد.....


عمت عيني عليج يالجبايش


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 09:29
المحور: كتابات ساخرة
    


في نهاية السبعينات تبرع 10 مصورين عراقيين لتصوير منطقة الجبايش في محافظة ذي قار واصدار هذا التوثيق في كتاب اضافة الى اصدار بطاقات "معايدة" مع لوحات فنية لهذه المنطقة وتقدموا بطلب رسمي يطلبون فيه الموافقة على مشروعهم التطوعي.
ولأن مغنية الحي لاتطرب فقد وجهت لأشهر المصورين في ايطاليا للقيام بهذه المهمة وتسلم بعد الانجاز مكافأته المالية التي تعادل رواتب 50 مصورا صحفيا (كان راتب خبيرهم لايتجاوز المائة دينار في ذلك الوقت) .
ارجوكم ليس هذا هو الخبر.
بعد انجاز المصور الايطالي هذا العمل قال لمن صادفه من العراقيين وهو مندهش كأندهاش رئيس قسم المريخ في مؤتمر الفقمة الحالي ان منطقة الجبايش هي فينيسيا العراق ( يقصد البندقية الايطالية).
عفوا ليس هذا هو الخبر.
الناس هناك يتزاورون بالمشاحيف فهي سياراتهم التي لاتعترف "بالموديل" .. الرجال هناك يزرعون الشلب ويصطادون الاسماك والنساء مناضلات حقيقيات فالواحدة منهن لاتعرف القراءة ولا الكتابة ولم تسمع ربما باي حزب يساري ولكنها كادحة ومناضلة وصبورة.. تستيقظ في الخامسة فجرا لتعجن عجينة الخبز الذي تتركه قليلا لتعد التنور ويستيقظ الزوج والاطفال على رائحة المعطر ويجدون افطارهم جاهزا، وفي كل يوم تتمنى هذه الام الا يكبر اطفالها فليس هناك من ثانوية الا في المدينة(الناصرية) وهي تراها بعيدة كل البعد عنها. وتنهمك في العمل فامامها المشوار اليومي في حصاد الشلب وصيد الاسماك واعداد وجبة الغذاء للعائلة ثم حلب الابقار وعينة خبز العشاء.
وهذا ايضا ليس الخبر.
في الجبايش ،ايها الناس، ثلاثة كائنات حية تعيش تحت الماء، الشلب والاسماك والزهور الملونة.
الشلب ذلك الرز(التمن) الذي لاينمو الا في الجبايش ويضرب في جودته المثل اذ يقولون صحيح ان رز العنبر لذيذ ولكن "اللي مايذوق الشلب عمره خساره".
لن تجد في كل مناطق العراق زهورا واورادا ملونة تعيش تحت الماء وكأنها بنت علاقة حميمة مع اسماك الشبوط والبني والشانك.
ومعذرة ايضا فليس هذا هو الخبر.
في الجبايش شارع وحيد ترابي يربطهم بمدينة الناصرية عانوا منه الرجال الامرين حين يذهبون للتسوق مرة كل اسبوعين اما النساء اللواتي يأتيهن المخاض فقد يلدن في سيارة"البيكآب" التي تقلهن قبل الوصول الى مستشفى الولادة الذي يبعد اكثر من 3 ساعات عن "فينيسيا العراق".
بعد شهور ستكتمل في الجبايش اكبر قبة في العراق اطلقوا عليها اسم قبة الشهداء ولأن الشهداء لايحتجون بل ولا يسمع حتى انينهم فقد صرفت على هذه القبة حتى الان 23 مليار و200 مليون دينار.
فاصل واعود اليكم: اما ان الدينار العراقي بلغ ارذل العمر بحيث ان مليارا منه لاتعتبر الا مصروف جيب للمقربين والمبعدين من اصحاب الشد والربط او ان هذه القبة ليست للشهداء بل لجيوب البعض.
وهذا هو الخبر ياكرام.
لااريد ان اذكركم بقصة الملكة الفرنسية ماري انطوانيت التي رأت الناس يتظاهرون امام قصرها فسألت عن السبب فقالوا لها انهم يريدون خبزا،ضحكت وقالت اعطوهم "كيك".



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبيك يامؤتمر الفقمة العربي
- كل اليابانيين يروحون فدوى لاعضاء االبرطمان العراقي
- يما اندطع طيط الدطن
- والان جاء دور الخياطين .. هنيئا لهم
- بيان صادر من هيئة القتل الشرعي ليمتد
- النملة اشرف مئات المرات من بعض العراقيين
- غراب يكول لغراب وجهك اسود يالوكي
- منشور سري من محمد الرديني الى الصحفيين العراقيين الشرفاء
- خوية قيس .. انت بطران
- حسنة ملص في بغداد
- اويلي عليك يالعنبر والشلب
- الاسلام السياسي .. دعارة شرعية مع سبق الاصرار
- الحلاق الثرثار
- حوار صريح جدا بين اعضاء البرلمان العراقي واوبرا وينفري
- السيستاني-زعلان- والشرع يهذي والتمن الأمريكي طلع امبريالي
- المعلمون شيوعيون وان لم ينتموا
- العراق خان جغان ياسادة
- هل حدثت سرقات في مدينة المقدسات؟
- شهادة مرفوضة لسيرة حسن وسلوك ألبزوني
- الكرامات بين السادة والمثقفين


المزيد.....




- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عمت عيني عليج يالجبايش