أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جوري الخيام - نساء المغرب : إغتصاب و جزر















المزيد.....

نساء المغرب : إغتصاب و جزر


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 15:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أمينة عاتبتني ....كانت شاردة شاحبة و جد حزينة ،
تقول أن موتها لن يغير شيئاً في الحياة..وصبيات أخريات سوف يدفعن الثمن .

سألتني
ماذا لو كنت أمينة بنت الرميد أو بنت بنكيران أو أحد الوزراء أو المسؤولين الكبار أو حتى الصغار في الدولة؟ ....
ماذا لو كانت بنت ابيك يا جوري؟
ماذا لو كنت أعيش في بلد يحترم الطفولة ويجرم الإغتصاب .....

"لو" لن تعيدك لنا يا أمينة ولن تصلح ما إنكسر
لن أكف عن الكتابة ...هذا وعد ....أليس وعد الحر دين عليه ؟
لن أكل من المطالبة بديتك من وزير العدل و القانون ....وديتك هي منع المغتصب من حق إختيار الزواج أو السجن ، و منع تزويج القاصر منعا كلياً ،وليحتفظ القاضي برأيه و موافقته لعريس ابنته .

لو كان الرميد إنساناً يحترم الإنسانية لما جرح روحك وأنت جثة الهامدة بكلمات كالسكين....لا دليل له عليها سوى أقوال الجاني ....فأين هي حرمة الميت يا سيد يا فاضل ؟
أين حق أمينة ؟ وأين هو العدل يا وزير العدل ؟

نحن لسنا أغبياء يا منعدمي الضمير ...اليوم تحاولون أن تجعلوها جريمة قتل ....لتبرؤوا ساحة القاضي والقانون ...
وحتى إذا كان زوجها بالفعل قد سممها فإن القانون من أعطاها له مجاناً على طبق من ذهب ...ليغتصبها بإسم الزواج وتموت! لذلك فمن واجبك حماية القاصرات من ذلك القانون

اننا نحن النساء و الامهات نطلب قانون يحمينا و نطالب بإسقاط المادة 475 و منع زواج القاصرات نقطة وغير السطر .
نحن نطالب بمدونة وقانون واضحين لا نريد أن تضاف أنصاف الجمل ك"بموافقة القاضي " مثلاً لأن هاتين الكلمتين وجدتا هناك لإعطاء مساحة كافية للرجل للعب بقدر المرأة وإيجاد هفوات يتحايل بها على القانون للزواج من أخرى او لتزويج القاصر او للهروب من عقوبة الإغتصاب ....

أكثير علينا أن يلبى لنا هذا المطلب ؟ اعتبروها مجاملة أو هدية عيد الأم أو المرأة ....
إني أموت خوفاً من أن يصير فيا أو في بناتي وبنات وطني ما صار فيك يا أمينة .....ولست الوحيدة فهذه المخاوف إرث ديني وحضاري واجب على الرجل حمل السيف و قطع الأرقاب لحمايته .
ويبقى اضطهاد الانوثة هو دليل حفظ المسلمين للقرأن ودليلهم على وجود الله ودليلهم على أن الإسلام دين لكل مكان وزمان بعد الزي التقليدي طبعاً الذي لم يتغير منذ فصل وخيط بتلك البساطة لأول مرة لقلة الإمكانيات .. تصوروا معي لو توقفت الديانات عند عيسى و جاء محمد في القرن 20 أو 15 أو 19 ؟ حكايات أخرى ،آيات أخرى ،لباس آخر ، سنة أخرى، أعياد أخرى قرأن آخر. ستتغير الكبائر و الحدود وطرق إقامتها ولكن وضع المرأة سيكون نفسه وسيهدي الرجل لها برقعاً بمناسبة استعبادها .

فلتلعقوا لعبكم أيها البيدوفيليون .....وكفوا أياديكم ,الملوثة بدماء بكارة أطفالنا , عن بناتنا ...
رحماك يا مجتمع ... لم لا تقيم الحد على أمثالهم ؟

خرج النهاري يتحدث عنك يا أميرة ....كان طريقته عاطفية غاضبة...يعلم أنه يتعامل مع قلوب ساذجة وعقول بسيطة ينسج حولها كغيره من تجار الدين حباله المحرقة الدائبة....قال أنك ضحية للعري ،لفسق معظم النساء و لولا إنحلال أخلاق المجتمع لم حدث لك ما حدث .وأصدق ما قاله هو أن أمثالك كثير ات سوف يدفعن الثمن ...ولم تكن لديه أي مطالب لذوي السلطات بل لبناته المسلمات مثلك... ليس مثلي ،و أنا أريد أن أبلغهن الرسالة : يدعوكن النهاري إلى الإلتزام باللباس الإسلامي و الا فدم عذريتكن حلال هدره ,من طرف المستفزين نفسيا من الرجال المكبوتين المقهورين المضطهدين من طرف النهود المغربية التي تمشي في الشوارع بلا إحتشام تثير الغرائز وتنشر الألوان والأناقة.

كثيرون تكلموا عنك تحت راية الدين ....انك تلقين تعاطفاً كبيراً منهم رغم أنك منتحرة ...فحمداً للحياة أنهم لم يطالبوا بإعدمك مرة ثانية بتهمة الإنتحار .
لكن اغلبهم كالنهاري لم يدعووا إلى إصلاح القانون ...ولكن دعوا المرأة المغربية إلى الرجوع لدين الله ولباس حريم محمد ...
اه من عقلية الحجر ، دخلوا في صراع بغيض مع المرأة ولا زالوا لا يريدون الخروج منه ....يريدون قمعها وعقابها قبل أن تبتليهم بمصيبة من صنعها أو قبل أن يطغى عليها تتحرر .

إن تحرش انوثة المرأة ببراءة الرجل هو سبب كل الفواحش الكبرى منها والصغرى ، فلو كانت أمينة ترتدي برقعاً ومعها محرم لما حدث كل ذلك ...أليس كذلك؟ يعني ان الرجل يحتاج دائما الى رقيب لكي لا يخطئ و لكي لا يتوحش و ينهش الأنوثة من غير حق بإسم القوة ، و أن المرأة لحمايتها من همجية الرجل يجب أن تعيش قاصراً مدى الحياة . شيء يدعو الى الفخر بلادي تأخد النصيحة والعبر من اشخاص لم يفعلوا شيئاً في الحياة إلا حفظ القرأن و الجلوس فوق كرسي لتكرار أساطير لا دليل لهم على صحتها وهي لا تسمن لا العقل ولا البدن ولا تنفع الوطن بشيء البتة.

فليسمع إذاً كل من يعتبر المراهقة سنوات رغبة فاجرة يجب خنقها، إلى كل من يعتبر الزواج علاقة جنسية وأطفال فحسب و إلى كل من يعتبر المرأة متاع لا يحق له التمتع ،وإلى كل من تواطأ في عملية إغتيال طفولة أمينة ، نحن لا نريد جلد أحد أو قتل أحد أو إقامة الحدود على فلذات أكبادنا وجيراننا .

نحن نحاول أن نغتال العنف المسيطر على العقلية الذكورية المتعصبة في مجتمعاتنا .و نريد أن تأخد أمينة حقها ولا تموت ثلاث مرات فمرتين كفاية ! ....كفى تجريما للمرأة ...فحتى المغتصبة يقولون أنها تتحرش نفسياً بالرجل لأنها خلقت إمرأة ولأنها لم تختار أن تتحول إلى غراب ...لا ترى منها إلا العينين، و لا تنشر سوى السواد ،لا الفتنة كما تفعل السافرات المتبرجات .

في سن المراهقة يحق لنا كلنا ذكوراً وإناثاً أن نعيش مراهقتنا ونكتشف نفسنا ....فما المراهق إلا طفل صغير في وطن الرغبة والجسد و اكتشاف الذات من خلال إكتشاف العالم و الأخرين، لا يجب أن نرميه أو نتركه يرمي نفسه إلى التهلكة و أن لا نضعه في تحت المجهر أو في حبس إنفرادي ، لنضمن حمايته وعدم نشزوه، بل على العكس يجب أن نوفر له التربية الجنسية السليمة ،بعض المراقبة و كثير من التوجيه و النصائح غير المباشرة.

و لكن الإسلام كمنهج للحياة اليومية له قواعد صارمة لا تحترم الخصوصية وتقتل الإختلاف و- الإستقلالية لدى الإنسان عامة والمراهق خصوصاً لذلك فنحن للأسف شعوب ترعب ابنائها ولا تقف إلى جانبهم وخاصة الفتيات ....نحن شعوب تتدين بدين يأمرنا بأن نجعل أطفالنا يقفزون من الطفولة إلى سن النضج ويتجاوزوا محن المراهقة ، خلال أيام في صمت ،وحدهم بلا مشاكل وصداع الراس وبدون أي أغلاط و إلا فحسبهم عسير ....يا له من مجتمع قاهر يستخدم الدين لصنع سكين من قانون يدبح الأنوثة و البراءة في صمت جاهل متفق عليه...ويلخص المراهقة والزواج في كلمة وحدة "الجنس" و ما أبعدنا عن الواقع وإحتياجات المواطن المراهق .

نحن شعب يترك الشيء المهم ويتطرق للشئ الأقل أهمية فمثلا بين انتحارك ووصول دنيا بطما إلى نهائيات عرب ايدول تفوز دنيا بحصة الأسد من الإهتمام الشعبي والإعلامي. وعندما ثم الإعلان عن لائحة لكريمات السخيفة لتشتيت الإنتباه عن أحداث بني بوعياش وخنق الحديث عن الكتاب المؤلم للسلطات " الملك المستحوذ" تبع الكل الإشارة الممنوحة .ولازالوا يتعاملون معنا كرعاع لا يستحقون الإحترم لأننا بلا أدمغة وبعضنا كذلك لأنهم ينقعون العقول في نهور الأمية لنظل مبللين بالجهل و لنرضى بطش ولي الأمر دينا و نقبل الأيادي مبتهجين منتعشين .لأن الجنة في الحقيقة ليست تحت أقدم الأمهات كما يدعون بل هي في واقع الأمر تحت أقدم الملك .

ان أخر ما أضحك المجتمع المغربي قد أحزنني....فقد قال الزمزمي أن للمرأة حق إمتاع نفسها وتفريغ رغبتها الجنسية ردعاً لفاحشة. و هو مشكور جداً على التفضل بالسماح لها بذلك لأنه بالنسبة لكثير من" العلماء " حرام ،إذاً فزمزمي سيخلص الكثيرات من تأنيب الضمير و هذا في حد ذاته خدمة صغيرة جداً للمرأة .ما أحزنني هو أن الكل سخر من إستمتاع و شهوة المرأة ولم يفكر أحد في أن يقول له أن يسأل طبيباً متخصصاً قبل أن يفتي بإستعمال الجزر والخضراوات الأخرى ، لأنها سهلة التكسر و لأنها حادة بالمقارنة مع أعضاء المرأة الحساسة و ذلك قد يحدث جروحاً داخلية تسبب أمراضاً وتعفنات.

فإذاً المرجو من أي شخص يلقب بعالم في بلادنا العربية ان لا يصدق نفسه وأن يمتنع عن نشر الجهل فلا شيء دمر المجتمع غير تحجركم وتطرفكم وأعتقادم في علم الشريعة وعلم النكاح و علم إستعباد المرأة . والمرجو كذلك شيئاً من العدل من وزير العدل، فقد حان الوقت أن تبدأ العمل ،و مطلوب تعاطف الذكوري مع المرأة المغربية ....باركا عفاكم !

وإذا كان لابد أن تكون هناك ضحية قادمة فنحن نتمنى أن تكون بنت مسؤول في يده القرار ,خلاصة الكلام ..... نحن ننتظر والقلم ينزف.



#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعرية ذاتية... -جهادي -
- أمينة الفيلالي لن تموت.
- في مصانع الرجال ...
- قليل إعدام الأسد
- زنگة زنگة على نغمات مغربية.
- أنوثة محنطة.
- رفقاًً بالحيوان العربي ...
- حضرت الثورة وغاب الله .
- حلال دم الفكر و الحرية
- المرأة تحت ضلال الله
- الشعب يريد -إسقاط النظام-
- لعنة الحقيبة


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جوري الخيام - نساء المغرب : إغتصاب و جزر