اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 10:53
المحور:
الادب والفن
نباح
غرز انيابه في الجذور
في الطريق الى السلالم
في الآفاق
واعتلى طوفانه الذرى
× × ×
لم تقيد هيجانه السلاسل
ولا الغرف الموصدة
ولم تصده الأسوار
× × ×
نباح
ذاك الذي سرى بسرعة البرق واحتل سماء المدينة
وعرش كالضباب
فوق مجاري الأنهار
واندلق لعابه سائلاً في الشوارع
طائراً في الهواء
× × ×
نباح
كان اسم ذلك الذي افترش الأسرة
والمخادع وصالات البيوت
واحتل الحناجر والفصول
فلا الشمس في الشتاء
ولا المطر في الصيف
ولا الظل في الظهيرة
ولا القوة في الملاعب
ولا الأفكار في المختبرات
ولا الموسيقى في الأوتار
لها ان تكون
من غير ختم نباح الكلاب
× × ×
نباح نباح نباح
ما اسمعه الليلة وكل الليالي الآتيات
ونباح نباح نباح
ما تعزفه الخطى في المظاهرات
وما ترفعه اللافتات
ونباح نباح نباح
ما يطفر من مخاط الخطباء
وما يقطر من عيون الساسة
ونباح نباح نباح
ما قالته المغنية
وما سيتلوه المذيع او تنشره الجريدة
ونباح نباح نباح
ما سيحلم به الأطفال الليلة
وما ستتشربه الأجنة في البطون
× × ×
فتحت القاموس فاصفرّت كلمات القاموس خوفاً وارتجفت
ربتٌّ على شفتي كل الكلمات
ووشوشتُ : كان اسم ما سمعته نباح
ثم بصوت اعلى : نباح نباح
لكأنّ القاموس يصرخ بي : اعلى اعلى
او لكأنّ الكون بكل قواه الحية يرفع كفيه الى الأعلى وهو يردد : أعلى اعلى اعلى
26 ــ 3 ــ 2012
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟