|
ابو الفجل وتنبؤات قمة العرب
علي لطيف الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 09:16
المحور:
كتابات ساخرة
اعطني اعلاماً بلا ضمير اعطيك شعباً بلا وعي .. كلمات قليلة قالها غوبلز وزير الدعاية النازي في اذن هتلر فغدت اسلوباً راقياً في هدم الضمائر وتشريد العقول ، وهذا ماتفعله بعض وسائل الاعلام في الترويج للقمة المزمع عقدها في بغداد الجريحة دون ان تتحدث عن معاناة المواطنين من اطفال ومرضى يقضون ساعات طويلة تحت الشمس لكي ينالوا شيئاً من رحمة الجندي والشرطي ، فمرضى السكر تبولوا في سراويلهم وبنت مريضة كانت برفقة والدها وعند احد السيطرات الحنينة طالب الوالد المسكين احد حماة الوطن الاشاوس بأن يعجل في اجراءاته العقيمة كي يصل مع ابنته الى المستشفى فقال له بكل وقاحة(طبك مرض). اما الخسائر اليومية فتقدر بالمليارات نتيجة العطلة التي اعتاد عليها العراقيون ، فلم يعد هناك شئ اسمه الجمعة وبدأ الجميع يفكر بالعطلات المكوكية ، لابل ان الكثير من الموظفين الكسالى نجدهم يفرحون ويصفقون ويهللون لهذه العطلة كي يرتاحوا قليلاً من زخم يومهم الملئ بالعمل الدؤوب ولكثرة عمل الخير الذي يقدموه لهذا المواطن وذاك وعندما يحاول المواطن ان يعطي لأحدهم هدية يقول له .. لاهدية على واجب !! وفرحة هؤلاء الموظفين تأخذ حيز كبير لأنه سينام ساعات طويلة ولسان حاله يقول: (معسى الدنيا تنكَلب) في الوقت الذي نجد فيه شعوباً تبكي في اول ساعات الليل لأن يوماً قد انقضى من حياتها دون ان تقدم ماكانت تريده وتطمح اليه لسبب او لأخر. اما بلد الحضارات فقد ادمن على الاجازات والاستراحات لأن هناك خطط ذكية لأستثمار الوقت تقوم على انهاء كل المعاملات ومشاكل المواطنين وايصالها الى منازلهم كي لايجهدوا انفسهم في الوصول الى الدوائر المعنية ، فالمواطن فوق كل شئ ولابد له ان يرتاح قليلاً من مشاق الدنيا. حديث القمة اخذ بعداً فيه الكثير من الدهشة والاستغراب لابل ان البعض قد افضحه كم التفاؤل الذي عليه ، فالتاريخ لم يذكر لنا ان انساناً عاجزاً قد حقق امنياته بلمح البصر وانهى مشاكله وهو غارق بالأوهام والاخطاء. وهذه القمة وضعت البعض في هوس مبالغ فيه واخذ يعول عليها بشكل غريب وكأنها الاخيرة وستعطي لنا قبل غيرنا ماكنا نريده ومن انظمة ذبحت العراق بأسلامها وعروبتها المغشوشة. اما المستجدين في عالم السياسة من هواة القدر فنجدهم يقولون ان العراق سيخرج من باب القمة معافى بعد ان ينال عطف وابتسامة سفير السعودية في القاهرة(احمد القطان) ورئيس موريتانيا وجيبوتي وجزر القمر ان كان فعلاً من يمثلهم في هذه القمة هو (صانع قرار)!! وكل من راقت له القمة ومنافعها لايعبأ لما يحصل في الشارع من معاناة وارباك للحياة اليومية للمواطن العراقي الذي تحولت حياته الى كارثة تسببت في غلاء اسعار المواد الغذائية وجعلت(ابو الفجل) يقول بأن القمة العربية وضعت حتى الفجل في قائمة(الضروريات) لأن الفجل سحب من السوق فجأةً وربما يقدم على مائدة الرؤساء العرب الذين سوف تنفتح شهيتهم بعدما ينهوا كل مشاكل العراق اولاً وسوريا والصومال ثانياً ويعيدوا فلسطين الى ماقبل عام 1948 ويقولوا لأسرائيل كفى استهتاراً بمشاعر العرب وحان الوقت لكي (تدفعي ثمن ايجار البلد المحتل) وتلملمي بقايا خبثك كي نعيش مابقي من ايامنا بكرامة فقدناها منذ زمن بعيد . ربما كلام ابو الفجل يتحقق ويخرج هؤلاء الزعماء بقرارات خطيرة و(يسكروا) على معضلات الامة العربية التي عجز عن حلها صدام حسين ومبارك والقذافي ومن قبلهم الملك حسين وحافظ الاسد ، واذا تحققت نبوؤة ابو الفجل عندئذٍ نرفع القبعات لقمة بغداد وبالتالي يكون صبرنا على المأسي التي نراها في الشارع اليوم بحجم موقف القمة وقراراتها وبدلاً من اطلاق العيارات النارية في شهر حزيران عندما يسجل يونس محمود هدف العراق الاول بمرمى الاردن تكون هذه العيارات من حصة قمة القمم التي ستأذن بعصر جديد صاغته سياسة ابو الفجل قبل ان يبتدعها غيره ، واذا لم يتحقق أي شئ مما قاله ابو الفجل فليجلس كل في مكانه ليلة مشاهدتنا (الحبايب) وهم جالسون تحت الاعمدة الخضراء التي تحيطهم ونردد اغنية الفنان الكبير(فؤاد سالم) ونقول بصوت حزين: صابرين ياويلي صبر الاشجار اعله الشته صابرين صبر الغريب ابوحشته صابرين بلج الله ينطي امراد للصابرين. والى قمة اخرى تحمل معها المزيد من الخيبة والخذلان ، نرجو ان تعذروا ابو الفجل لأن (هم حقه .. اذا شاف اشعيط ومعيط يحجي بالسياسة هو هم كَال خل احجيهه بلجن اتصيب)!!! وطالما لدينا مثل هكذا وسائل اعلان لا اعلام ، فسوف نجد غداً ابو اللبلبي وابو الباكَله يتحاورون بالشأن النووي وقد نتفاجاً ابأم سمر الحفافة وهي تحل مشكلة جنوب السودان اوراح انعيش اونبقه انشوف.
#علي_لطيف_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قمة بغداد .. فوضى نتحملها وضريبة ندفعها
-
البحرين وطاولة قمة بغداد
-
بدون معلق .. اهواية احسن
-
العراق يتوسل ام يتسول من الكويت
-
هيا الى المقاهي
-
يا لحزن النيل
-
زيكو وضربة البداية
-
بغداد .. أي شيئ في العيد اهدي اليك ؟
-
بين الخيبة والفشل .. فضائياتنا في رمضان
-
بهلوي العرب
-
رصيف ماجينو
-
اللقمة العربية
-
يعتقدون انها انتهت
-
الهانم حرم الديكتاتور
-
الكهرباء الوطنية..شد ابو النظيف
-
مقررات قمة الأحزان
-
دماء من حدق الدموع
-
حمى الأسد
-
الحرب على المنتجات الخليجية
-
يوم الضحية على الجلاد
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|