محمد سعيد الصگار
الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 21:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلما هممت أن أكتب شيئا، أي شيء، انتصبت (القمة) أمامي بولادتها القيصرية، وعناء ما تلاقيه هذه الولادة، وما نعانيه نحن منها.
أما ما تعانبه، فالله بشهد، قبل أن يشهد السيد العربي، ونوابه وممثلوه، أن الذهاب والإياب، والقول بعد القول، والوعد بعد الوعد، كفيل بأن يهد أعصاب الجامعة العربية بمن فيها، وما فيها؛ وذلك وضع يبعث على الإشفاق بقدر ما يبعث على الوهم والأمل.
و أنا أتأسى ببيت لي من قصيدة سابقة، يقول:
وإن تكن خبرة السبعين قد عثرت بالوهم، فالوهم من أحلى خطايانا
هذا الوهم يستدرجنا إلى حزمة من أوهام ذات تاريخ طويل، لم ننتبه إليها، ولم نمتحن صدقها، ولكننا كنا نمتصها، ونتذوقها بشهية تاريخية تعود بنا إلى مراحل الطفولة السياسية الأولى.
هذه فذلكة لا أحبها، ولا أدعوكم إليها لأنها تبعدنا عن (القمة)، وهي موضع حديثنا، ونحن بعيدون عنها أصلا. فللقمة حرمتها وطقوسها ومواضعاتها وغرفها المغلقة والمصونة بمئتي ألف عسكري، ومئة طيارة تحوم في السماء التي نحار كيف نبدأ معها، ولدينا حزمة لا أكبر ولا أهم مما يشغلنا ويرهق أعصابنا، ويجعلنا ندور ولا نبرح مواقعنا، بسبب عاصفة الضباب والكذب الذي صار ظاهرة لن تنجو منها حتى أطراف من القمة نفسها.
ما من تصريح إلا ويناقضه غريمه، وما من رأي إلا ينسفه مقابله، حتى ليوشك كل فريق أن ينشغل بتحضير الرد على غريمه قبل أن يعقد اللقاء، و يبدأ الكلام، وتعود اللقاءات والإجتماعات حلبة لتناطح الأقوال، والأقوال المضادة، ويضيع بينها السؤال الأصعب:
ما معنى أن ننفق على القمة مليار دولار، ونحن محتاجون إلى عشرها لبناء المدارس والمستشفيات والكهرباء والخدمات وتوظيف العاطلين، والبنى التحتية والفوقية، ومن أين جاءت هذه التخصيصات، وما هو المقابل؟
كل ما نخشاه، هو أن تكون هناك تنازلات تهدد الكيان السيادي للوطن، من خلال المجاملات والتواطآت، وتبادل الخدمات، وخذ واعط، بعيدا عن رقابة الشعب ومؤسساته الرقابية؛ ولذلك نريد أن نعرف إن كانت هناك تنازلات من أي نوع مهدت لهذه القمة؛ وما هي خسائرنا وأرباحنا منها؟ فليس من الأبهة، والفرح بعودتنا إلى الحضن العربي، كما يقولون؛ أن نعقد القمة على ضياع أرضنا وسمائنا وبحرنا وحدودنا وثرواتنا من أجل قمة لا تأتينا بغير بيانات شبعنا من أمثالها.
نريد أن نعرف حجم وطبيعة التنازلات لهذه القمة، إن وجدت، بعد أن عرفنا كلفتها ذات المليار دولار.
#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟