النوروز رمز الثورة على الإستبداد والطغيان - جدارية رقم 29 على حائط الثورة السورية البطلة

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 18:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

النوروز رمز الثورة على الإستبداد والطغيان – جدارية رقم29 على حائط الثورة
1 – النوروز رمز التجدد والتغير من كيف إلى كيف اّخر بعد توفر الطفرة الثورية عبر صراع الأضداد ووحدتها في المادة والمجتمع بل في الطبيعة والمجتمع البشري .
2- وكان لمجتمعات وشعوب المشرق والشرق الأوسط وميزوبوتاميا ووادي النيل السبق التاريخي للإحتفال في يوم 21 اّذار كل عام بعيد النوروز أوعيد الربيع وفي وادي النيل يدعة ( شم النسيم ) وفيه يتساوى الليل والنهار وتشرق الشمس فيه بألوانها الزاهية وفساتينها المزركشة بألوان قوس قزح وجمال تقدمه للإنسان الجاحد بجمال الطبيعة وروعتها , وقيم الحياة على سطح الأرض رمزاً للفرح والسلام والمحبة بين الشعوب ..
3 – أتخذ شعبنا الكردي في مملكة ميديا وفي مناطق كردستان المختلفة من النوروز عيداً قوميا منذ العهود القديمة وحبكت حوله القصص الأسطورية ومنها إسطورة ( كاوا الحداد ) الثائر على الظلم والإستبداد والطغيان ,,ومن نار موقده وضربات مطرقته تتحرر الشعوب والمظلومين .من عهود الإستبداد وحكم العائلات الإقطاعية والأخطر في تاريخ الإستبداد الشرقي هو الجمع بين الإستبداد والإستغلال السياسي والقومي والإستبداد الديني الطائفي .
النوروز والثورة السورية البطلة في عامها الأول :
==========================
لقد جمع النظام الديكتاتوري العسكري الأسدي في سورية طيلة 42 عاماً منذ إغتصابه للسلطة في سورية بالدبابة والمدفع وأجهزة المخابرات والقمع بين الإستبدادين : الإستبداد السياسي والعنصري الشوفيني . والأستبداد الديني الطائفي الرجعي .. وحوّل الجيش السوري الوطني عن دوره الوطني في حماية حدود الوطن وخيارات شعبنا في نظامه الجمهوري البرلماني .. وتحرير الأراضي المغتصبة ...إلى جيش لحماية الكرسي وقمع الشعب المطالب بالحرية والكرامة وقتل الشباب والشابات والأطقال والشيوخ بالرصاص والتمثيل بجثثهم أمام العالم كله ,,وتدمير المنازل فوق رؤوس أصحابها ونهبها , واستخدام الأسلحة الثقيلة للإبادة الجماعية وإزالة معالم الحضارة والمدنية التي بناها شعبنا العربي والكردي في سورية بعرقه وتضحياته ..
إثنان وأربعون عاما وشعبنا يعيش تحت كابوس فرض حالة الطوارئ والأحكام العرفية بموجب الأمر العسكري رقم 2 تاريخ 8 / 3 / 1963 حتى اليوم ,,,وهذا لم يحصل في أي بلد في العالم غير سورية وتحت طغيان القوانين والمحاكم الإستثنائية ومصادرة الحريات العامة وانتهاك أبسط حقوق الإنسان في العالم أمام سمع وبصر الإعلام العربي والعالمي الذي مارس التعتيم الكامل على جرائم النظام الأسدي بحق شعبنا العربي والكردي .. وما عاناه شعبنا الكردي من النظام الأسدي لايقل وحشية وإرهاباً عن معاناة شعبنا العربي ..
في عام 1962 بعد الإحصاء المزيف الذي أجراه البعثيون في منطقة الجزيرة السورية شرق سورية حرم مئات الاّلاف من المواطنين الأكراد من الجنسية السورية وحق المواطنة واعتبروا أجانب وكان بينهم عدد من موظفي الدولة المدنيين والعسكريين .
وبعد استيلاء حافظ أسد على السلطة بالقوة والقمع والغدر برفاقه .. بدعم وموافقة وفاق الدولتين الكبيرتين أمريكا والإتحاد السوفياتي بتاريخ 16 ت2 1970 باسم الحركة التصحيحية – الكاذبة - تحّول النظام العسكري الأسدي إلى حكم شمولي فردي وعائلي فاشي حيث سلب أبسط الحريات من الشعب ومنع السياسة في المجتمع وصادر جميع الصحف المستقلة في سورية ولم يبق سوى ثلاث صحف صفراء تابعة لحزب البعث الحاكم وحوّل النقابات والأحزاب إلى توابع لحزب البعث ومخابراته في ( جبهة شهود الزور ) التي أطلق عليها زوراً إسم ( الجبهة التقدمية بقيادة حزب البعث )
..وألغى المحكمة الدستوريبة العليا ,,كما ألغى ديوان المحاسبات الذي بنته الجمهورية السورية كرقيب على واردات ونفقات الدولة مرتبط بالسلطة التشريعية المنتخبة ديمقراطياً ... وأصبح القضاء كله تابعاً للحزب الحاكم بعد أن أصبح مجلس القضاء الأعلى أداة بيد حافظ الأسد .
في هذا النظام عانى أحرار سورية من العرب والأكراد مأساة كبرى في السجون والمعتقلات والمنافي لعشرات السنين دون محاكمة , وقام النظام الفاشي بتهجير الفلاحين الأكراد من قراهم وأرضهم على طول حدودنا مع تركيا بعمق 15 كم تحت إسم الحزام العربي ,,كما بدّل أسماء القرى الكردية ومنع تسمية أطفال ومواليد العائلات الكردية بأسماء كردية , كما منع تعليم اللغة الكردية واستعمالها في المجتمع منتهكاً أبسط حقوق الإنسان وأبسط الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ..
ويسرني أنني كنت محامي الفلاحين الأكراد في منطقة الجزيرة عامي 1972- 73 وحتى اعتقالي في نيسان 1974 بتهمة مناهضة أهداف ثورة البعث وبقيت مدة أربع سنوات بين سجني المزة وتدمر حتى منتصف عام 1978
وفي عام 1980 قدنا نقابة المحامين في سورية وانضمت لنا نقابات الأطباء والمهندسين ورابطة الدفاع عن حقوق الإنسان بدمشق وحققنا أول إضراب للمحامين بتاريخ 31 اّذار 1980 وكان بيننا عشرات المحامين الأكراد الديمقراطيين - كانت مطالبنا الرئيسية الحرية والديمقراطية وألإحتكام لصناديق الإقتراع الحر والنزيه بإشراف الأمم المتحدة وإلغاء الطوارئ والأحكام العرفية وحكم الحزب الواحد وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ..بعدها مباشرة حل النقابات واعتقل من استطاع اعتقاله والاّخرون أبعدوا أو فروا خارج البلاد ومنذ ذلك التاريخ ونحن مشردون خارج الوطن لايسعنا سوى شكر الشعب الهولاندي وحكومته التي استضافتنا في بلادها الحرة والديمقراطية ..
شعبنا الكردي في سورية جزء لايتجزأ من شعبنا السوري وهو القومية الثانية في البلاد
وهذا ما وضعته مجموعة من المحامين الشرفاء في مشروع دستورحضاري لسورية الجمهورية البرلمانية القادمة بعد إسقاط عصابة القتلة واللصوص التي يرأسها بشار الأسد
جيلنا لم يعرف التمييز العنصري بين الكردي والعربي فالكثير من رموزنا الوطنية التي نعتز بها من أصل كردي ولم يكن بين جيل الإستقلال السوري الأول من يقول هذا كردي وهذا عربي وهذا مسلم وهذا مسيحي كنا نعيش معاً عائلة واحدة نعتز بصلاح الدين الأيوبي الكردي الأصل محرر المشرق العربي من الإحتلال الأوربي ( المسمى زوراً بإسم الصليب ) في القرن الثاني عشر الميلادي الذي وحد البلاد وقادها حتى النصر وقد قاتل المسيحيون والمسلمون معاً في جيشه الإحتلال الأجنبي حتى النصر كما نعتز ببطل ميسلون يوسف العظمة – وبهنانو قائد ثورة الشمال ضد الإحتلال الفرنسي وبمئات الشهداء الأكراد في بطاح فلسطين والجولان كما نعتز بالشهداء الأكراد في 6 أيار 1916 على يد السفاح جمال باشا بجانب إخوانهم العرب المسيحيين والمسلمين ,, وبالمؤرخ الأول لتاريخ سورية محمد كرد علي ,, كما كان في البرلمان السوري منذ تأسيسه وفي الحكومات السورية وحتى رئاسة الجمهورية عشرات النواب والوزراء أو قادة الجيش وحتى عدة رؤساء جمهورية من لأكراد بشكل طبيعي في الجمهورية السورية قبل اغتصاب عسكر البعث للسلطة فيها ..

واليوم كان الأكراد طليعة النضال ضد الديكتاتورية في انتفاضة نيسان 2004 في القامشلي ثم استشهاد الشيخ الخزنوي والغدر بالمجندين الأكراد أثناء تأديتهم الخدمة الإلزامية .. ثم انضمامهم بحماس للثورة السورية السلمية والعادلة ثورة الحرية والكرامة والخبز واستشهاد المئات منهم وفي طليعتهم الشهيد الرائد مشعل التمو .. ورغم محاولات النظام النازي تمزيق الوحدة الوطنية لشعبنا وتمزيق وشرذمة الأحزاب العربية والكردية وشراء الضمائر ورغم نكوص وخيانة بعض الأحزاب الكردية والعربية وتنكرها للثورة ... فإن وحدة شعبنا تعمدت بدماء الشهداء في الميدان في سبيل سورية الحرة والديمقراطية لكل السوريين دون أي تمييز عنصري أو طائفي ..
وليكن النوروز هذا العام عيداً مباركاً وحيوياً لجميع السوريين عيداً لثورة الحرية والكرامة ومنارة نار ونور يضيء الكون ويبدد ويهدم قلاع الظلم والإستبداد إلى الأبد وكل عام وأنتم بألف خير ..
جريس الهامس / لاهاي

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات