باقر جاسم محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1082 - 2005 / 1 / 18 - 10:55
المحور:
الادب والفن
تسونامي في ميزوبوتاميا
باقر جاسم محمد
الى العراق سيدا لحبنا و عذاباتنا : ما دخلناك ملهوفين ليخرج منك
أخوة لنا هاربين.
**********
مصفرا يعروه الذبول ، يخبرني القداح :
" تأتي إلى ميزبوتاميا ،
تسونامي أبنة الزلازل ،
تقودها الدفلى و الملثمون و القتلة ...
يقودها الخشخاش و اللصوص و القتلة .
يختلط شعرها الشوكي برماد الخرائب ،
و في عينيها تعشعش غربان سود.
فمها ثقب أسود، و أصابعها سيوف و معاول.
تسعل ، فتطلق من ثقبها الأسود حرائق و توابيت،
و سيارات مفخخة ؛
لتحصد زهر الحياة في عيون الأطفال والصبايا،
واعدة بالقتل و القتال و السبايا . "
فينطفئ الفرح في قلوب العاشقين،
و يعم الليل أقطار روحي .
************
تخبرني نرجسة الحزن ،
يخبرني البنفسج الولهان ،
تخبرني شقائق النعمان :
" لأن الحمائم ما زالت تلوذ بين الماء و الطين ،
لأن عبد الله كوران و الجواهري و السياب قد أحبوا ميزوبوتاميا
و كتبوا لها قصائد و أغنيات عشق ،
فستموت تسونامي أبنة الزلازل
و ستنهض ، من بين الحرائق ، ميزوبوتاميا مثل صبية رائعة الجمال
لتشهد أن حصاروست و سهل شنعار و وادي حوران
قد اجتمعوا في بغداد ليمنحوها حبهم الى الأبد. "
تشرق الشمس في أقطار روحي فأغني :
" سيكون الورد للآتين و الهلاهل
فالأرض قد فارقتها النوازل
الأرض قد فارقتها النوازل "
#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟