اللوائح...والروائح

محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 23:01
المحور: كتابات ساخرة
    

هي خطوة جريئة أكيد ،تلك التي قام بها وزير الاخوان في نسختهم المغربية الرباح..إذ لا أحد في النسخ المغربية لليمين و اليسار التقليديين الحكوميين أقدم عليها في هذا الوطن المليء بالريع !! إلا ان الناس في ما يرون مذاهب كثيرة..و لأن الاخوان وضعوا أمامنا لوائح المستفيدين من مأذونيات النقل كي نعرف أسماءهم و نشبع غريزة التطفل أكثر من المعرفة المفضية الى التغيير،فإن التساؤل المشروع هي عن الخطوة الموالية في التعامل مع هذا الفساد الاقتصادي !
الاخوان هنا صمتوا ،و تركوا الشارع يسبح في الصدمة لمن صدم ،و في النكاية لمن شمت...فوبيا اللوائح سكنت عقول الناس ، فكل يريد أن يعرف أسماء و مقدرات المستفيدين من الريع في كل الميادين بحرا و برا و جوا..لكننا إن أمعنا النظر قليلا قد نجد خوفا أكبر و قلقا داخليا يسكن الجميع..يكفي أن نتصور ما قاله مواطن مليء بالغضب تجاه كل من له امكانية عيش أحسن ،عن أن اللوائح يجب أن تطال كل شيء ..كل شيء !!
لا يهم هذا السيد أن يعرف من يصطادون في بحار الوطن دون قانون أو احترام لخزينة البلد..و لا يريد أن يعرف من أفرغ البلاد من رمالها و حرم طبيعتها من أخشابها بدون رادع محصنا بمأذونية..و لا يهمه حتى أن يفهم كل هذا اللغط عن اقتصاد الريع و تغيير منكر الفساد الاداري والإقتصادي...شيء وحيد يريد أن يعرفه:كل شيء عن كل شخص،بدءا من جاره الذي لا يقرؤه السلام إلى بقال الحي الذي لا يقبل استدانته !!
رمي اللوائح بهذه الطريقة ،وعدم ايلاء الاهمية في ذلك "للمؤسسة التشريعية" الحديثة العهد او القضاء ،و التركيز على هذه الفوضى في النظر الى الأمر برمته – على أهميته – جعل السيد الرباح فقط و كأنه يمارس لعبة الضغط بألسنة الشارع..دون خطة لردع هذا الفساد رغم أن الخطة التي يتحدث عنها "في الاعلام" هي للقفز على المشكل بتقنين ما سيأتي...
يفاجئك ذاك المواطن بان اللوائح يجب أن تعرف الناس على كل شيء ،لوائح لأموال المهربين،و لوائح لأرصدة السماسرة،و لوائح للموظفين الاشباح و لوائح لأرصدة غير الأشباح،مع التركيز على لوائح ارصدة المعلمين(فهذا أمر جوهري لتحقيق انتقام قديم من فلقة لا تنسى) ،و لوائح الخضارين الذين لا يؤدون "الصنك" و النجارين ، و العاطلين الحاصلين على الريع،و لوائح اللاعبين والمدربين و لوائح أموال الجمعيات و أموال الأحزاب و مناضليها و النقابات و منخرطيها و لوائح المستفيدين من المهرجانات و المعوزين الذين يستفيدون من كل انواع الدعم ...و لم لا حتى لوائح العازفين عن الزواج و لوائح من تسلموا شواهد الخطوبة و العزوبة !!!
لنمعن جيدا في سابق القول:لا مرور على لوائح رجال المخزن والأمن وأعوان السلطة و رجالاتها!! أضيفها نيابة عن شجاعته!!
بكل بساطة ، أدخلت هذه الطريقة في رمي لائحة المأذونيات في الشارع(فقط)،و ترك المشكل لتلويك ألسنة الناس و الإعلام ،أدخلت المشكل رغم ضخامته في باب الشعبوية المقيتة..و تصريف الحقد الاجتماعي.. فالجميع أصبح يملك الحقيقة و الجميع يرى الحل في ما يرضي غضبه من الآخر المتفاوت معه اجتماعيا...
هي لعبة التطرف السياسي حين يرغب في التحكم بالتيليكوماند...و رائحة ريع آخر جديد..مأذونية بدون حسيب لاستغلال عقول الأغبياء... فالاخطر من توزيع كريمات خيرات الوطن هو الحصول على كريمات عقول المواطنين.. !!

#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات