مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1082 - 2005 / 1 / 18 - 10:46
المحور:
الادب والفن
1-
يفوحُ
من دفات هذا الشارع الفرعي
صخبٌ لجلجلةٍ..
ورائحةٌ كلوزٍ محروقْ
صمتٌ يعبر كعابر سبيل
الضوضاء كسيدة ذات شالٍ
مرصعٍ بأسئلةٍ علنيةْ
2-
كيف يتصاعد صخبٌ للتدليل ؟
وأنتِ..
تختفين
بنهدين مشرئبين
وخدين مجروحين
وشفتين معصورتين
تنزفين بلا صراخ
3-
سئمتُكِ
لأن الصخب فيك قد نفقْ
كنتِ باكورةً لخروجي من الشرنقةِ
سمفونية من ضجيج
وها أنتِ اصبحت كفحل التوت
المهووس بالظلِ
4-
ليس لنا نحن الشبقين
بحب الغبات
سوى هذا الهدير
وهذي التلال الازيز
وهذي الدروب الزلزلة
وتلك البيوت المسترجلة
وهذا الحريق
وهذا الهووس بالصراخ.
5-
تبعدينَ عني العبارة
تقولين شعراً
غزلياً ناعماً
في كل مساء
ثم في كل صباحٍ
توقدين سيجارةً
بلاضجيج
كوني على مقربةٍ مني
كوني ضجيجي
أعيدي للعبارة والضجيج
شمعة بلا حدود
6-
كلما تصاغ المدينة
بالرعبِ
كلما يزداد حبنا
للشارع الفرعي
والعناق فوق السطوح
مثل اللصوص
7-
من رأى القطرة
وهي تسقط فوق جذر التراب
كيف تصبح
فقاعة من هواء
لها دوي مدفعٍ طويل
لتخلق بعد ذلك صوتاً رفيع
8-
للقادمين رسائل
للقادمات ظروف
من ورقٍ يابس
للذاهبين مناحل من زهور
للذاهبات
عروق رسائل من دمعٍ بارد
للباقين
فقاعات لأنين متواصل
9-
بقلبٍ راجفْ
أراكِ
على بقعةٍ من فراغ
ازيح عن كاهلي
ضباب الرؤيا
فأحلم كما لا تحلمين
بشاطئٍ
ومرآةٍ
وعناقٍ في الأصيل فيه صراخ
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟