أيوب بن حكيم
الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 14:57
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لا أتفقُ مع من يقول إنه لا يوجدُ كمالٌ إنسانيٌّ،فأقول إنه متى طغت الأخلاقُ الخيرة على الأخلاق السيئة فذلك هو الكمال ؛ فمشكلة الزاعمين بلاكمالية الإنسانِ أنهم ينطلقون من منطلقين هما تَباعا :
1 ـ منطلق ديني ينطلقُ فيه أصحابه من حقيقة الكمال الإلهيّ ليحددوا اِنطلاقا من صفاتهِ اللامتناهيةِ معاييرَ التخلق البشري،و أهملوا ـ بذلك ـ حقيقةَ الإنسان موازنة و اِنطلاقًا من ذاته .
2 ـ منطلق عقلاني مثالي ينطلقُ من عالم القيم النظرية ؛ أي من عالم مُثُلٍ يوجدُ في عالم الأذهان لا عالم الاعيان ، مستحضرين مقولة هيوم"لا وجوبَ من الوجود" ، بذلك يكون " ما يجب أن يكون" حاضنًا قبليًا لما يحصل،فيلزم من ذلكَ في زعمهم أن الإنسان غير كامل من حيث وجودُه العياني..
آمن المتدينون الروحانيون و المثاليون العقلانيون بمعاييرَ كماليةٍ لا علاقة بها للإنسان من حيث كينونتُه ذاتها،بل قيدوه بمعطيات قبلية لا تنتمي إليه،فتخلوا عنه في وقت يدعون فيه إلى أنسنة زاوية الرؤية.
إذا اِتفقنا على المبدأ ، لزم منه أن نعدلَ في فهمنا للكمال البشري عن كل الفهوم التي تجعل الإنسان همًّا لها ، فينتج من ذلك أن الكمال البشريَّ ليس للتقسيط،بل هو شمول متى غلبتْ تفاصيل خيرة منه على إنسان فذلك هو كماله،و إذا حدث العكس فذلك نقصه ..
تبقى مسألة المعيار عندنا .. ولنا فيها كلام بحول المولى .
#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟