|
ماذا كتبت -روز اليوسف -عن البارازاني وجلال طالاباني قبل خمسين عام
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 20:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
واحدة من أكثر هواياتي شراء المجلات القديمة والقديمة منها جدا , وقراءة تلك المجلات حرفا حرفا . وبسبب تلك الهواية جمعت الكثير الكثير من تلك المجلات والصحف القديمة بأشخاصها المعروفين وغير المعروفين في حينهم ممن اشتهروا وبرزوا في التاريخ بعد ذلك بكثير . ومن أرضية سوق السراي وقعت عيني على كومة من صحف وجرائد قديمة جدا وبدون تمييز كما يقوا صاحبها " لحم على بارية " وجدت مجلة " روز اليوسف" تعود إلى عام 1964 وبالتحديد شهر مارس خصصت صفحة اللقاء الذي يعدة "جلال كشك " بلقاء الملا مصطفى البارازاني تحت عنوان " العربية بحروف كردية " ومن خلال هذا اللقاء بدأ جلال كشك حديثة ووصفة عن الملا مصطفى البرازاني قائلا . " ونزل الملا معلوماتي إن سنة فوق الستين ولكن مظهرة لا يتجاوز الخامسة والأربعين.ز حذاء بني قديم جدا .. وثياب كردية ولكنة وحدة يتمنطق بخنجر تقليدي ضخم له يده سوداء .. وعلى رأسه شي يشبه البشكير الأحمر اللون ..بفمه أسنان ذهبية وشاربة اصغر من شنب ابنة لقمان الذي هرب من السجن يوم ثورة 14 رمضان .. بيده ساعة جلدية ساعة عجيبة يلبس الساعة بالمقلوب أي إلى الداخل وفوق كل هذا بلطو جبردين ويدخن سجائر لف في فم طوله 4.5 سنتمتر ويحمل ولاعة . " التقينا وتعانقنا وكتمنا دموعنا في الضحكات .. والصياح " الله بالخير " بخير بيت " وخفقت قلوبنا بإخوة الدين والوطن وتاريخ أربعة عشر قرنا . وقلت للملا مصطفى البارازاني ماذا تريد إن تقول .. والملا قليل الكلام يفكر قبل إن ينطق ويحاول إن يتكلم بالحكمة " قال الملا مصطفى البارازاني " أنا لا أضع شيئا فوق الإسلام ..ولا أريد لراية إن ترتفع فوق راية الإسلام والذين اغفلوا الأخوة الإسلامية هم الذين تسببوا في كل ما حدث " واستمر جلال كشك بطرح أسئلته مع أجوبة الملا حول معنى الحقوق القومية للأكراد . "فقال الملا مصطفى البارازاني ...إن الرجل في قمة الجبل وحوله مائة بندقية رهن إشارة منة " .." معناها إن يعيش الناس كآدميين في أخوة وسلام معناها إن يكون العراق لشعب العراق " ووصل جلال كشك في حديثة إلى جلال الطالاباني ويصفه بأنة أكثرهم نشاطا وقدرة على التعبير قال جلال الطالباني عن معنى الحقوق القومية للاكراد " معناها الإدارة الذاتية ضمن الدولة العراقية " . ويصف جلال كشك الطالاباني بأنة الوحيد الذي يستطيع إن يمزح أمام الملا مصطفى البارازاني . وعن قصة المفاوضات الكردية مع البعث فقال جلال كشك " أما عن قصة المفاوضات فقد صرح لي الملا مصطفى البارازاني أنة في أواخر عهد البعث جرى اتصال معهم فقالوا للمتصل نحن على استعداد لمعاونة أي قوة تريد الإطاحة بالبعث ولكننا لا نشتري وعود حرب البعث كله " بكندرة " أي حذاء ." وبعد ثورة تشرين قال جلال طالاباني رأينا بعض الأسماء البعثيه فلم يزل شكنا بل اعترف إننا هاجمنا الحكومة في جريدة "خة بات " أي النضال سأعطيك نسخة منها ولكنهم اتصلوا بنا .. طلبنا إشراك السفارة المصرية ". وعن قصة الصداقة التي تجمع الملا مصطفى البارازاني مع جمال عبد الناصر كتب جلال كشك " وقال الملا "في 1956 كنت في غرفتي بموسكو ولم أقابل عبد الناصر كان عندي راديو سمعت تفاصيل الهجوم البريطاني الفرنسي الإسرائيلي .. إنا كان عندي ولد هو اعز أبنائي .. إدريس .. توفي غسلته وكفنته ودفنته بيدي ما بكيت عندما سمعت إنباء الهجوم على مصر بكيت حتى غشي علي " " قبل بدء المفاوضات مع الحكومة العراقية أرسلت خطابا خاصا إلى الرئيس جمال عبد الناصر إنا ائتمن عبد الناصر على ديني وشرفي وأولادي ". وعن تأييد الملا مصطفى البارازاني للوحدة العربية يقول الملا " الوحدة العربية هي قوة للإسلام وقوة للأكراد .. من الذي اتهمنا بمعاداة الوحدة العربية ... البعث ..هل عمل البعثيون للوحدة .. البعثيون ما اخلصوا للعرب حتى يخلصوا للأكراد " أما عن فلسطين فقد سالت الملا فقال " ما أحب الكلام .. أنا ما املك أقول سأعيش أم لا .. إذا اتفقت كلمة كلمة الإسلام والعرب ولابد لكل عمل من أساس متين .. وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل . أما عن جهة دين الإسلام وأمة النبي محمد فنحن أول من يفديها بحياته " وعن مؤتمر القمة العربية فأجاب الملا " إذا كانت القرارات ينفذونها يكون عظيم ." ويعود جلال كشك في أخر مقابلته باستعادة موضوع الحقوق القومية للأكراد ليضيف تعليقا لجلال طالاباني " قال جلال طالاباني .. إن موضوع الحقوق القومية للأكراد قد ترك للتفسير في جو هادئ يساعد على الفهم المتبادل وهو في اعتقاده لا يتجاوز نوعا من الإدارة الذاتية ضمن الجمهورية العراقية .. ولكنة خاض مناقشة حامية معي حول تفاصيل المستقبل السياسي للعراق كنت سعيدا بتا لأنها تؤكد إن لا تفكير في الانفصال " وأضاف الطالاباني بأنة سيحضر مع الملا لزيارة القاهرة وقال الملا " أول بلد سيزوره هي القاهرة .. واقترحت علية إن يرسل أولادة الصغار مسعود وإدريس وصابر لتكملة تعليمهم بالقاهرة واستحسن الفكرة ووعد ببحثها مع أخيه الشيخ احمد فهو لا يملك التصرف في أولادة إل بموافق أخيه الأكبر " وفي أخر المقابلة يعود جلال كشك نافيا أي تفكير للملا مصطفى البارازاني في الانفصال قائلا " ونفى الملا أي تفكير في دولة كردية " وقبل إن يختم جلال كشك لقائه فيقول " وقطع الملا معصوم خضر حديثنا بمطالبة دفع راتبه عن الشهور التسعة التي لجا فيها إلى الجبل وكذلك مرتب ابنة الذي يدرس في القاهرة "" وأخيرا يختم جلال كشك حديثة مع الملا الذي تمنى تحقيق الرفاهية بوجبة غذاء " كان الغداء أرز و"حجل" وهو طائر كردي وبطاطس بالدمعة وخبز كالبتاو .. وشربنا شايا وتعانقنا وطارت بنا الطائرة ." ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المصدر : مجلة روز اليوسف العدد :1865 . السنة التاسعة والثلاثون . الاثنين . التاسع من مارس : 1964 الصفحات 22-25 .
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يتجاسر ليقول لصدام حسين _إنهم العبيد _؟
-
مانع- احترق يا مولانا العراف
-
الديالكتيك المادي والمادية الديالكتيكية وبراءة إنجلز والنمري
-
أميركا والتكفير عن تحرير العراق
-
لذكرى الفقيد الشيوعي :-الرجل الذي هو أنا-
-
اشهدوا لي عند الأمير بن زياد أنها فكرتي المسروقة
-
لينين : صورة حية في عيون الرفاق
-
وإن تفتت العراق - الصورة باقية يا ريبوار حمه سعيد-
-
النبوءة السادسة والخمسون لانهيار الولايات المتحدة الأميركية
-
الشيوعيون العراقيون اليهود في كتابات فاضل البراك -مدير الأمن
...
-
نحو جيشٍ عراقيٍ محترف
-
وا أسفاه .لم تصبح ميسوبوتاميا الولاية الثانية والخمسين
-
بعد تفجيرات الخميس : سلطة بدائية وبغداد ليست ستوكهولم
-
رحلة في سجون العراق العظيم ح2 والأخيرة
-
رحلة في سجون العراق العظيم ح1
-
وصية أبي الأخيرة : -لا تدافعوا عن العراق أبدا -
-
الربيع العربي فوز إسلامي ساحق = وعي طبقي هابط جدا
-
بكاء الكويتي في عاشوراء :هل هو اغتراب نقد أم اغتراب مكان ؟
-
هل أختلف لينين عن ماركس في الطريق إلى الاشتراكية ؟
-
كيف نتفهم فلسفة الانقلاب العسكري ؟
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|