أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان أحمد حقّي - عصر فجر الكولونياليّة !














المزيد.....

عصر فجر الكولونياليّة !


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 20:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


فجر الكولونياليّة لم يبدأ لأسباب دينيّة بالنسبة لشعوبنا والشعوب التي ابتُليت به بل بدأ بثياب دينيّة في إعلام تلك الحقبة وما كان يُدعى بالدعاية وهو بالضبط ما حصل في عهد الحروب الصليبيّة فالعرب لم يدعوها بالحروب الصليبيّة بل حروب الفرنجة أي الفرنسيين ( وكان ذلك الإسم يُطلق في وقتها على مختلف الأمم الأوربيّة)أمّا من أطلق عليها إسم الصليبيّة فهم الأوربيون ولا سيما الكنيسة لكي تثير حماس أوسع شريحة من الأوربيين للمشاركة فيها في تلك الحقبة و كانت في أوربا مشكلة تتجدّد بين الحين والآخر وهي توريث الحكم أو ما تُعرف بوراثة العروش فحيث أن الملك الذي يتوفّى يترك الحكم لأكبر أبنائه امّا الأبناء الآخرين فقد كانوا لا يرثون شيئا لا الحكم ولا الثروة حيث تؤول الأموال والملكيّة لذلك الأكبر بزعم أن الأخوة لو اشتركوا معه بالإرث وتم توزيعه لتم تقسيم الممالك وبالتالي تنتهي أي مملكة مهما كبرت بعد أجيال محدودة ولكن يُتاح للأخوة أن يلقّبوا بألقاب ملكيّة وأميريّة ويتم تعيين ممالك وإمارات لهم في أراضي مقترحة لم يقم فيها لهم ملك كأن يجري تسمية أحدهم ملكا للقدس أو ملكا لأنطاكية أو عكّا وهي بعد بيد العرب والمسلمين وبالتالي عليهم أن يخوضوا حروبا عدوانيّة مع تلك المناطق لكي يثبّتوا حكمهم فيها ويربطونها بممالكهم الأساسيّة وبذلك فكلما كبُرت أيّة عائلة مالكة فإنه سيتكوّن لها عدد أكبر من هؤلاء الملوك والأمراء الذين يملكون ألقابا ولا يملكون أيّة ممالك حقيقيّة حتّى يثبتوا حيازتهم لأراضي ومناطق وممالك جديدة وهذا ما لم يعمل به الإسلام حيث أن المسلمين يفعلون نفس الشئ مع الحكم والسيادة التي يتم نقلها إلى الأكبر من الأبناء ولكنّ الثروةالخاصّة يتم توزيعها حسب الشرع أمّا الثروة العامّة فهي لبيت المال، هذا يعني وجود تمييز بين الحكم كسيادة وبين المواريث من أراضي وملكيات .
ولهذا يحرص الحكام الغربيون أن يضفوا على حروبهم تلك عباءة دينيّة أي أنهم هم الذين يُعطونها ذلك اللباس وبقيّة الشعوب تعرف جيّدا أن المقصود هو الإستيلاء على بلدانهم وثرواتهم وليس الأمر ديني أو روحي فقط ولهذا وقف كثير من الطوائف المسيحيّة إلى جانب العرب في الحروب الصليبيّة وحتّى حروب فجر الكولونياليّة ولكن الأطماع الغربيّة وتطوّر وتعقيد المشكلة في توريث الحكم التي شرحناها تعقّدت كثيرا مما اضطرّهم أن يسفروا عن أطماعهم بشكل كالح ومباشر فكانت الكولونياليّة بدلا عن الحروب الصليبيّة وفيها أيضا نجد أن كثير من الطوائف المسيحيّة الشرقيّة لم تقف مع الكولونياليين بل شاركت في محاربتهم لأنهم عرفوا أن المقصود ليس الدين بل هو غطاء فقط وأن الثروات والأطماع هي المحرك الأساسي فوقفوا يدافعون عن بلدانهم وممالكهم وثرواتهم إلى جانب كل الشعوب التي تعرّضت للهجمات الكولونياليّة .
إن الأوربيين كانوا ومازالوا لا يملكون أراضي زراعيّة تسدّ حاجة الشعوب الأوربيّة من الغذاء ، لهذا توجّهوا مرارا إلى المناطق المجاورة بحجج ودعاوى لا نهاية لها طمعا في ما في يد غيرهم وهذا مستمرّ إلى يومنا هذا ولكن اللبوس الديني لم يعد ضروريا بسبب التقدّم التقني والفنّي والعلمي والتفوّق العسكري
كما أن انهيار الحكم العربي الإسلامي في الأندلس عام1492سجّل أوج اتّساع الكولونياليّة وذلك بعد انفتاح أعالي البحارأمامهم ويوضّح ذلك كون طلائع الموجات الكولونياليّة بدأت من قبل الإسبان الذين أطاحوا بغرناطة ويتّضح أن العرب كانوا العقبة الرئيسة أمام الأوربيين ثم توالت الأطماع فدخل الميدان البرتغاليون والذين مازالوا يُعرفون في بعض الموانئ العربيّة بالبرتكيش ثم الهولنديون فالإنكليز فالموجة العارمة للأطماع الكولونياليّة العالميّة التي لم تنتهِ بعد، وقد خفّف اكتشاف أمريكا عن كاهل شعوب المتوسط والشرق الأوسط حيث اتّجهت الحملات الكولونياليّة إلى الأمريكتين ثم أستراليا فيما بعد
ويأتي إسم أو مصطلح كولونياليّة من إسم كولونبس حيث أكّد هذا الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بيللا وكتب في أحدى مقالاته يقول أنه وجد أن إسم المكتشف كريستوفر كولومبس لم يكن يُكتب بالميم بل بالنون وهي تداخلات في اللغات الإيطاليّة والفرنسيّة والاتينيّة حيث أن حرف (M )يُلفظ في اللغة السائدة في إيطاليا (N )أو بالعكس في تلك المنطقة أو المدينة الصغيرة من إيطاليا والتي وُلدَ فيها المكتشف المذكور كما ذكر ولست أحتفظ مع الأسف بما كان كتبه وبهذا يكون إسمه كما اتذكّر كولون بُس ، ومن هنا جاءت كولونياليّة .
ولكن يتّضح من مقالنا أنها أي الكولونياليّة كنظام سياسي إقتصادي عالمي كانت قد ظهرت قبل ذلك بعهدٍ بعيد.



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوننا أصحاب قضيّة عادلة فهذا لا يكفي
- القصيدة الريفيّة
- مهدي محمد علي .. وانطلاقة النص من النقد أم النقد من النص؟
- ألمعرفة بين الدين وبين الفلسفة والعلوم!
- إلتزام الوعي والعفّة منهجٌ كفيل باجتياز المرأة للمنعطف الجاد ...
- أعلمانيّة ٌهي أم...؟/2
- تُرى ..هل أن إنسانا جديدا قادمٌ حقّا..؟
- أعلمانيّة ٌهي أم...؟
- صادقون مع شعبهم ..صادقون مع أنفسهم!
- فلسفة ماركس أم الفلسفة الماركسيّة ؟!
- عندما نقف أمام عمل تشكيلي..!
- تعضيدا لنداء الدكتور كاظم حبيب والأستاذ الدكتور إحسان فتحي . ...
- زائرٌ من المستقبل..!
- التصميم الحضري..تخصّصٌ مفقود ٌ تقريبا!
- إلى أنظار السادة المسؤولين عن موقع الحوار المتمدن الأفاضل!
- مهدي محمد علي.. شاعرٌ وليس كاتبُ جنّة البستان فقط !
- من هو الشاعر ؟
- مثقفون و مثقفون..!
- رسائل ..
- المنطق الجدلي والنظريّة الفلسفيّة..!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان أحمد حقّي - عصر فجر الكولونياليّة !