جهاد الرنتيسي
الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 15:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقفز الوضع الداخلي العراقي ، الى واجهة الاهتمامات الاقليمية والدولية ، مع قرب العد التنازلي لانعقاد القمة العربية ، باعتباره واحدا من اهم القضايا الساخنة في المنطقة .
الخطاب السياسي الذي تحدث به رئيس الاقليم الكردي مسعود البارزاني في عيد النوروز كان مفصليا وواضحا الى الحد الذي يعزز الاعتقاد بعبثية اخفاء الازمة الداخلية العراقية وان حاول البعض وضعه في سياق الانحياز الى احد طرفي ثنائية القائمة العراقية وقائمة دولة القانون .
فلم تزل المسألة الكردية مرشحة للعودة الى مربعها الاول ، ولم تنفذ اتفاقية اربيل المفترض انها كانت مخرجا للازمة السياسية المستفحلة ، والمحاصصة الطائفية سيدة الموقف .
هشاشة الوضع الامني ، كما ظهر خلال الاسبوعين الماضيين, تكشف عن جانب اخر من معادلة الازمة الداخلية ، وهو عجز الحكومة العرجاء عن توفير الحد الادني من الاستقرار الذي يتيح التفكير بتوفير الحياة التي يستحقها المواطن العراقي بعد قرابة اربعة عقود من الحروب والاحتلال والفوضى الامنية .
تحول الاستقرار السياسي والامني الى وهم رغم رحيل قوات الاحتلال يعود بالدرجة الاولى الى اليات التفكير والتدبير التي تتبعها حكومة المالكي .
ففي سياسته الداخلية اخفق المالكي وائتلافه في ايجاد صيغة للتعايش مع شركاء العملية السياسية المفترضة وتمادى في محاولات ابقائهم خارج المشهد رغم قوة حضورهم .
والملمح الابرز في سياسته الخارجية ، محاولة ارضاء الولايات المتحدة وايران في الوقت ذاته ، رغم تضارب مصالحهما في المنطقة .
يظهر ذلك واضحا في انعدام التوازن لدى التعاطي مع مختلف الملفات الاقليمية والدولية الساخنة ، وان كان الملف السوري وازمة اللاجئين الايرانيين قمة جبل الجليد التي تطفو على السطح ، حيث بقي الموقف العراقي المتهم بمساندة نظام الرئيس الاسد اقرب الى الترنح نتيجة للبس السياسة الايرانية المعلنة والدعم اللوجستي الذي تقدمه طهران للنظام السوري ، وفي قضية اللاجئين الايرانيين لم يخرج الاداء الرسمي العراقي عن ترنحه بين ضغط ايراني لاجبار عناصر مجاهدي خلق على العودة لايران وموقف غربي رافض لاستخدام العنف ضدهم .
اتجاه الازمات العراقية نحو التصعيد , وارتهانها للتوازنات الاقليمية والدولية ، وفشل التوافق الداخلي ، يبقي الاوضاع في العراق اقرب الى الازمة السورية ، الحاضرة في اعمال القمة العربية ، رغم غياب التمثيل الرسمي السوري .
كون العراق البلد المضيف للقمة ، لا يعني انه لم يعد قضية تستحق البحث والنقاش ، واتخاذ القرارات المساعدة ، في تجاوزه لازماته المستعصية , وبالتالي تعكس مناقشة الازمة السورية وتجاهل العراقية هشاشة العمل العربي المشترك ، في مرحلة ما بعد التسونامي العربي .
#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟