نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 00:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص , ولا فساد للسمكة ما لم يفسد رأسها , وإذ يفسد السلطان تفسد الرعية: جاء في تقرير لمنظمة العمل العربية أن حجم الرشاوى النقدية في عالمنا العربي- المسلم - يبلغ ثلاثمئة مليار دولار سنويا , وهي تكفي لمضاعفة الدخل للمواطن العربي أربعة أمثاله , وخلق عشرين مليون فرصة عمل , ذلك في بلاد تعاني الأمرَّين من الجهل والمرض والبطالة والعنوسة بسبب الفاقة .
ومن يتأمل آيات القرآن الكريم يجدها تتوجه بالخطاب للجماعة , ومعنية بخير الجماعة , وكل ما جاء ذكره في القرآن على أنه "لله " فالمقصود به أنه " للجماعة ". وانظر إلى المال والسلطة تجدهما من أجل الجماعة , فإن رأيت السلطة مركزة في يد فرد واحد ,أو حزب واحد , أو وجدت المال في حوزة طبقة واحدة , فاعلم أن ذلك على غير ما أراد الله وخلافا لما جاء في القرآن .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستوفي الحساب على العمال ، يحاسبهم على المستخرج والمصروف ، كما في الصحيحين , عن أبي حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلاً من الأزد على الصدقات ، فلما راجع حسابه فقال : هذا لكم وهذا أُهدي إليّ ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما بال الرجل نستعمله على العمل مما ولانا الله فيقول : هذا لكم وهذا أهدي إليّ ! أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إليه أم لا ؟ والذي نفسي بيده لا نستعمل رجلاً على العمل مما ولانا الله فيغل منه شيئاً إلا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته : إن كان بعيراً له رغاء ، وإن كانت بقرة لها خوار , ثم رفع يديه إلى السماء وقال : اللهم هل بلغت ؟ اللهم هل بلغت ؟ " قالها مرتين أو ثلاثاً . وياليت المنهوب من مال الأمة يقف عند حد بعير أو بقرة ,بل يتعداه إلى مليارات من أموال البنوك ومئات الألوف من الأفدنة ومئات من المصانع ومليارات مما يقال له أموال الصناديق الخاصة , وهي ألوان من المنهوبات استحدثها لصوص اليوم , سرقوها من شعب لا يكاد يحصل على حد الكفاف ,ولله الأمر من قبل ومن بعد.
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟