أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - يصل صوتها عبر المحمول... من القاهرة














المزيد.....

يصل صوتها عبر المحمول... من القاهرة


حسين سليمان- هيوستن

الحوار المتمدن-العدد: 1081 - 2005 / 1 / 17 - 11:12
المحور: الادب والفن
    


على طريقة تيار الوعي أكتب تجريب لعشرين دقيقة فقط:
طبعا في هذا اليوم، في هذا العام، أي بعد ان مضى اربعون عاما، بل أكثر. والأربعون عاما التي مضت كانت تجريبا واختبارا. أي أنها غير محسوبة في العد. لم يمض زمن إذن، ولا يوم واحد. أقف أمام مرآة أرى ظلي الذي سأمسكه من عنقه وأمشي معه تجريب لمدة أربعين عاما أخرى. هذه التجارب جعلت رأسي لا يقنع بعامل الزمان وعامل المرور. فأضعه- رأسي- على الوسادة على مهل عند الليل، وأخلفه وحيدا أعزل، يبقى يتساءل عن سبب فقده لجسدي الذي – الجسد سيسير من دونه في المدينة. المدينة هي مسرح- هنا القاهرة أو أنها صوت العرب فأقف عند رصيف له زاوية أنتظر صوتها يأتيني عبر المحمول سأسألها عن وقت أغنية لأم كلثوم – كل رأس شهر- سهرة الخميس- ضباط مصر يحضرون في صف عسكري طويل ويدخلون واحدا وراء الآخر. كي يسمعوا أمل حياتي. محمد عبد الوهاب يقف على خشبة المسرح يبتسم لبليغ حمدي شوف يا اخي واسمع دي الأغنية العجيبة اللي حتوحد قلب الأمة المصرية. أم كلثوم تمزق منديل يدها وبليغ يرفع يده بتعب من الوحدة ويجيبه: سيبنا يا اخي من الكلام ده اللي بيوجع الراس. لا تلفظ مصر الجيم العربية. بل بيوكع الراس. هناك لحن مصري مدقوق في جرن الكبة على دقة واحدة فترفع نجوى فؤاد...ليست نجوى بل هي فتاة فريد الأطرش لبساط ريح واحد وهو بساط بغدادي يرفع ثيابه ويتعرى ويطير فوق مآذن البلاد. لقد جاءكم فريد من عندنا رحل منا ومن جبلنا الذي غناه وديع الصافي ياجبلنا وفيروز وجبران هناك جبل عربي يريد أن يقع فأسنديه قليلا بالشعر العربي، قولي قصائدك عبر المحمول كي أسمعها تخرج مثل رصاصات بندقية اتوماتيكية لا يحلم بحملها حتى رامبو نفسه في فيلم الدم الأول؟ عوليس اليوم الضائع، فيلم Bloom-لا مكان له. بالفعل فيريد أن يضيعنا معه. لن يحدث هذا ذلك لأن الشعر والرصاصات المصوتة من المنبر... تقف أم كلثوم اليوم على المسرح وخلفها الفرقة الماسية وعبد الحليم حافظ أي دمعة حزن ومعه نزار قباني عاصفة في فنجان الحب الشرقي نحن لا نفهمه. كل فتاة مباحة في الخيال العربي. وكل شاعرة مباحة. فتعالي كي يعانقك الناس ويطبع بوسة عربية فيها رائحة فلافل وحمص. على خدك. أدعو الله يا ربي تجي بفمك. أو بعينك. طبع القبلة العربية إن كانت للمحبوب هذه أم كلثوم لا يريد أن يكشف موسيقارها وشاعرها بحبهما لها كأن لا أنثى في كل مصر سواك يام كلثوم وكأن الأمر صرح من خيال! أين من عيني حبيب وأنا أستند في زاويتي كي أسمع الموسيقى مع صوتك عبر الهاتف المحمول. مصر مرة أخرى وكوني أم الدنيا. ليسمع حسني وجمال. هو حب- اعشق اسم حب مريض- انكليزي- رحل كي يعشق القاهرة الفاطمية. لم يعشقها بل فك حروفها الهيروغليفية كي يكشف لنا الجيل اللاحق مدى عظمة آمون.
فصرنا نصلي لبمبة كشر: توشوشني موسيقاها وأغانيها. أما البنت المشاغبة التي طبعت قبلة سريعة في عيون صاحبها فلقد ضبت كتبها في الساعة وركضت ترقص بجديلة ومنديل هوى الى المدرسة- لماذا مصر وحدها؟ لقد وقع البساط هناك خربا وتعبا من رحلة عمره. فحملوه الى المسجد مدة شرقية فيها سحر وغواية للإيمان المطلق ان الحاجة تبرر الوسيلة فالله أكبر. هو شعر. كي يكون الأزهر نفسه شعرا وحانة. متى يا ربي نصلي من أجلك ومن أجل العتبة المكسورة التي دقها الشيخ الأكبر بقدمه. الشيخ ذو اللحية البيضاء، سيدي الخضر عليه السلام: يا حبيبي هذا الكلام محرم في زمانك هذا في مكانك المصري هذا فأرحل قبل ان تنزل قنابلهم على مدينتك. قنبلة وراء الأخرى. كنا في زماننا الديري- زمان الدير والحسكة- نسميها دانات. تنزل الدانات. دانة وراء الأخرى على رأسي فتفصله عن جسدي فأضعه بترتيب على الوسادة وأخرج في رحلة ليلية نحو مصر بجسد من دون رأس... نحو الموسيقى، بجسد... قلب لا عقل فيه، لقد أخذه الزمان. فمن يقف في شارع محمد علي يسمع صوتك ويصل إليه عبر المحمول سيطير مسافات ... سيطير إليك... يطير من دون عقل.

15 يناير 05



#حسين_سليمان-_هيوستن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحراء مثل الجنة
- مقالة في الشعر العربي المعاصر- منذر المصري


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - يصل صوتها عبر المحمول... من القاهرة