أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - الثورةُ السوريةُ وتباينُ مواقف الشيوعيين














المزيد.....

الثورةُ السوريةُ وتباينُ مواقف الشيوعيين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 08:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مع تطور هيمنةِ البرجوازية البيروقراطية في أنظمةِ رأسمالياتِ الدول في فصلِ العديدِ من الفئات والشخصياتِ عن جماهيرها الشعبية وتوجهها للاندماج في هذه البرجوازيات وأطروحاتها الزائفة عن التحول الاشتراكي أو القومي أو الوطني، استطاعتْ قوى عديدة في هذه الأحزاب من الانفصال عن هذه القيادات والانخراط في النضال الشعبي ضد الدكتاتورية العنيفة.
ولا تخجل قيادةُ الحزبِ الشيوعي السوري الموحد من إصدار بيان يؤيد مشروع التصويت على الدستور بنعم في خضم المذابح الرهيبة التي يقومُ بها النظام التي تجرى في الكثير من المدن السورية ويُضاف إليها تفجيرات النظام نفسه في المدينتين الرئيسيتين دمشق وحلب اللتين يسيطر عليهما بشكل واسع.
يقول بيانُ الحزب المذكور:
(وقد احتوى المشروع على عدة نصوص إيجابية أخرى تكفل حرية القول والتعبير ومساهمة الأحزاب في الحياة السياسية، وصون الكرامة الشخصية وعدم توقيف المواطن إلا بقرار قضائي وحق التظاهر السلمي، وحق الإضراب عن العمل وتكوين الجمعيات واعتبار المواطنة مبدأً أساسياً، وعدم التجديد لرئيس الجمهورية إلا لولاية واحدة، وبناء الاقتصاد على أساس التنمية والتخطيط والعدالة الاجتماعية).
من المؤكد أن الأفواهَ الحرةَ هنا مغلقة، والتباينُ شاسعٌ بين ضرب المدن بمدافع الدبابات وبين مثل هذه اللغة الرقيقة التي تريدُ صونَ الكرامة الشخصية وحق الاضراب عن العمل، في وقت تمت استباحة الحياة فيها وأُهدرت الكرامة البشرية.
وصلت الانتهازية هنا إلى ذروتها في هذا العمى السياسي، وعدم احترام الذات بالصمت إذا كانت الجثثُ السياسيةُ وصلت إلى هذا المستوى من التفسخ.
في مواجهة ذلك ثمة القواعد التي لم تتلوث، ولم تعش هذا الانفصال المنفعي وقاربت عنفوان الشعب في ثورته ضد نظام فاشي واجه الناس العاديين والمدن بالقذائف والمجازر.
يقول أحد بياناتها:
(في هذه اللحظة التاريخية التي يمر بها شعبنا السوري، وفي ظل التضحيات العظيمة التي يبذلها من أجل استعادة حريته وكرامته، وإيماناً منا بمشروعية الأهداف ونظافة الوسائل التي تبنتها الحركة الجماهيرية منذ انطلاقتها حتى الآن وقد كنا مشاركين بها منذ لحظة انطلاقها في كافة المدن، نعلن، نحن بعض قواعد الحزب الشيوعي السوري وكوادره، انحيازنا التام والنهائي للانتفاضة السلمية الباسلة، ونعتبر أنفسنا جزءاً لا يتجزأ من مخاضها الثوري).
بطبيعة الحال هذا موقف متأخر كثيراً، كما فيه من بساطة الوعي الشيء الكثير، وهو أمرٌ طبيعي لدى هؤلاء العاملين في ما تُسمى أشكال الوعي(الشيوعي)، وهي ليست سوى أشكال من الوعي البرجوازي الصغير التابع للمافيات الحاكمة حيث عاش هؤلاء الأعضاء بعيداً عن فهم النظام الرأسمالي الحكومي الشمولي الذي راح يتحلل على مدى ربع قرن، في قمعه المتواصل للجمهور وتدخله في قمع الشعب اللبناني وفرض حكم الطوائف الاستغلالية المحافظة عليه، سواءً على المستوى السوفيتي المركز المصدر لمثل هذه الأفكار- الأوهام، أم على مستوى النظام السوري المستورد لها والمحول لها لنظام استغلالي طائفي محافظ.
غيابُ نضالِ هؤلاء من أجل الديمقراطية والليبرالية والماركسية وتماهيهم مع وعي اشتراكي زائف، يُصورُ تحكمَهُ في المُلكية العامة بأنه اشتراكية، يتوضحُ في صمتِهم وغفلتهم على مدى السنوات المصيرية السابقة، في السكوت عن قمع الناس وصمتهم على تصاعد الآلة العسكرية الهائلة للنظام وتشكيل جبهة وطنية ليس فيها من الجبهة شيء، ورضاهم بقمع القوى السياسية المختلفة بما فيها قمع الدينيين والبعثيين الآخرين فليست الجبهة المذكورة سوى ديكور سياسي استعراضي لدكتاتورية عائلة الأسد والمقربين منها.
لكن الأوان لم يفت هؤلاء المنسحبين من الانتهازية عبر فهم طبيعة هذا الانسلاخ الفكرية العميقة المفترضة، وتوجيههم الناس نحو الحداثة الحرة والديمقراطية وتكوين سوريا جديدة موحدة ذات تطور ديمقراطي تعددي حقيقي وتركهم الكليشهات الزائفة للبيروقراطيات(الاشتراكية) المزعومة وحفاظهم على القطاع العام متجاوزاً للهيمنات الحزبية المختلفة وتعبيره عن مصالح الشعب بأسره، وسبرهم أغوار المجتمع بالتحليل ورؤية صراعاته الاجتماعية القادمة بخطورةٍ وبشراسةٍ وصعوبةٍ وتضخمَ الوعي الديني السطحي اليميني وهو يشكل خطراً آخر على مصير الثورة وتطور الشعب السوري وكذلك الاحتمالات الرهيبة لتطور الإرهاب وقوى التفكك القومية والطائفية.
إن وقوقف قيادات «يسارية» مع نظام بهذه الدموية هو أمرٌ لا يُصدق ومأساوي لكنه يدل على مبلغ الفساد في هؤلاء وتوقف أدوات التحليل الموضوعية لديهم، وتوقفها هو تعبيرٌ عن العلو عن التراب والناس والتماهي مع القوى الاستغلالية، لهذا تغدو اللغة وقد فقدت قدرتها على ذكر الحقيقة البسيطة المشاهدة من ذبح وكأنها أُصيبتْ بالعمى الكلي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوراتُ والإتجاهات الدينية
- أثوارٌ أم عملاء؟
- غيابُ البنيةِ الموَحّدةِ وغيابُ الليبرالية
- العنفُ والتحولاتُ الاجتماعية
- مشكلات رئيسية في الديمقراطيات العربية
- الليبرالية فردية جامحة
- الليبراليةُ والماركسية
- الليبرالية والصعابُ السياسية
- التمثلاتُ الأسطوريةُ في الحياةِ السياسية
- الرأسماليات الوطنية الديمقراطية
- الثورة السورية ونموذج ليبيا
- بوخارين ومصيرُ روسيا (2)
- بوخارين ومصيرُ روسيا (1)
- ثقافة الديمقراطية المتكسرة (3-3)
- ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة (2)
- ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة (1)
- الأسبانُ كانوا عرباً
- صعودُ وهبوطُ الأفكارِ التحديثية
- تروتسكي والثورة الدائمة (2-2)
- تروتسكي والثورة الدائمة (1-2)


المزيد.....




- “صوت الشعب” تحاور الرفيق بريان بيكر، الأمين العام لحزب التحر ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 599
- تونس.. مسيرة احتجاجية ضد الحرب على غزة
- التقدم والاشتراكية يستقبل وفدًا عن جمعية “مبادرة الشباب القا ...
- صحيفة: على المواطنين الأمريكيين أن يسارعوا في اقتناء الأجهزة ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- الأمن الأردني يمنع متظاهرين من الوصول لمحيط السفارة الإسرائي ...
- قناة ألمانية: التوصل إلى اتفاق ائتلافي بين المحافظين والاشتر ...
- -الردع البارد- خيار العراق تجاه حزب العمال
- قناة ألمانية: التوصل إلى اتفاق ائتلافي في ألمانيا بين المحاف ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - الثورةُ السوريةُ وتباينُ مواقف الشيوعيين