آکو کرکوکي
الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 03:29
المحور:
كتابات ساخرة
يقال: إن ذاكرة السمكة لاتتعدى الثلاث ثواني ، رئيُ أكثر تفائلاً يقول: إنها لربما لا تتعدى الثلاث أشهر!
ماذا عن ذاكرتنا...؟
قبل أيام وعدونا بإعلان دولة، واليوم نسينا الأمر، ومر نوروزٌ آخر، دون دولة كوردستان!
هل تتذكرون، كم مرة هددنا بغداد بإعلان الدولة؟
وكم مرة نسينا، وعودنا ووعيدنا؟
أين ذهب، كل تلك الوعود؟
هل تتذكرون، المطالب 19 قبل أتفاقية أربيل...أين أصبح مصيرها؟
هل تتذكرون، الوعود، والوعيد، الذي كان يحذر من عدم تطبيق المادة 140؟ ماذا حل بها؟ أين هي الآن؟
هل تتذكرون، وعد الوفد الكوردستاني الذي ذهب لكتابة الدستور العراقي في 2005...كان هناك كلام عن تضمين حق تقرير كوردستان في الدستور...ماذا حصل لها؟
هل تتذكرون، كم مرة وعدتنا الحكومات العراقية، ثم خدعونا وخالفوا ووعدوهم؟
هل تتذكرون، كم مرة قصفونا، قتلونا، رحلونا، هجرونا، عذبونا، أذلونا، أقصونا، أغتصبونا، سخروا منا، أهانوننا، عربونا ...
هل تتذكرون؟
هل تتذكرون، هلبجة، الأنفال، المقابر الجماعية؟
هل تتذكرون، وعد الانكليز للشيخ محمود، ووعد السوفيت لقاضي محمد، ووعد امريكا وأيران للبرزاني، ووعد عصبة الامم والمندوب السامي للوفد الكردي، ووعد الملك فيصل، وعبد الكريم قاسم، وعبدالسلام، وعبد الرحمن وأخيراً صدام...؟
هل تتذكرون؟
ماذا حل بتلك الوعود؟ هل تتذكرون؟
وكأننا السمكة، التى ومنذ الآلاف السنين، يتم أصطيادها بواسطة نفس الخدعة...سنارة بطعم، وأنتهى...!
كم سمكة، شهدت على تلك الخدعة، ولم تتعض؟..وأصطيدت مرة أخرى.!
هل تتذكرون كم مرة جلسنا نعتب؟...لا حول لنا ولاقوة...نعتب ومجرد أن نعتب..لقد خذلونا...لقد ساعدناهم، فخانوننا...لقد آويناهم فعضونا...لقد..ولقد..
هل تعرفون، كم هي ذاكرتنا...ثانية يوم أم شهر؟
هل تعرفون، لماذا نحن نخدع دائماً وبنفس الطريقة؟
هل تعرفون، الآن لماذا نحن لسنا دولة...لأننا ودون كل البشر ننسى...وليس لنا ذاكرة..
قالها مرة رينان...الأمة هي الذاكرة المشتركة...فهل رئيتم السمك تصبح أمة أو دولة؟
اليوم ونحن نسبح في بحار المنطقة الهائجة، فإني أخشى أن نجد أنفسنا في جوف الحوت، أو يجرفنا التيار فنموت على اليابسة...وقبل أن نتذكر...!
#آکو_کرکوکي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟