حيدر تحسين
الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 00:39
المحور:
الادب والفن
عيناك كأنما الليل يفيض
وفي مقلتيك يشيح الرقص
نجمة تغفو، ونجمة أخرى وميض
تحط فوق خصلتين، فيشربها الظلام
والكوكب العطشان يعريه الحفيف
ببطء يسير كبطء السهر، ويسأل:-
يا جارة، متى ترويني الغمام؟
تخفي في وريقات الخريف
ما زلت أصغي، لما لا تهمسين
ولكن برفق لكي لا ترانا النجوم
لكي لا تفيق
لألا توقظي في الطريق، ضياء السنين
تعالي من خلف عمري
من شباكه، كليلة عرس
وذوبي بسقفي، في وحدتي
بمكتبتي، بإنجيلي ، بقرآني
كحبة شمس..
أضيئي سرير كما ترغبين بلون البريق
يا جارتي الأنهار يبلعها الجفاف
الليل يخدعها بأشباح الفوانيس
روحها تلقى كأنفاس اسماك،
نامت بأحضان الضفاف،
وجنية تبكي "لأراوح تمشي على الأرض
لو هبت الريح على أمواتهم
لامتنعت عينيها من الغمض"
إنما قالت:-
- العابرون على جسر من رذيلة
يبعثرون خواطر الحزن الذليلة
هي رقعة في الأرض تبحث عن سلام
تفتش عن خيط نور، فيحضنها الظلام
تقلب في ترانيم الكنيسة عن نشيد
فيعتلي صوت المجوِّد
ويسمعه جموع الخائفين من (الهوية)
"أيتها النفس المطمئنة ارجعي
إلى ربك راضية مرضية"
لم لا تعود!؟.. وقد هاجت عليها
كل غربان الغاضرية
لم تزل تمتمة الميمون تعول في الهجير
"الظليمة، الظليمة.." على النفس الأبية
يوم كانت في الغدير
على صهوة الفرس الهزيلة تستجير
والباكيات على الحسين... ولم يعود!؟
الناشرات شعورهن، اللاطمات على الخدود..
لا، لن يعودوا الراحلين إلى السماء
تسكن الأرض بقايا الجاثمين
وصرخات النساء.
- خيل من الضوضاء تنذر سامعيها للسراب
النائحين على وقع الأحبة من تماثيل الشباب
النائبات نباحها يشتت في القوافل كالكلاب
صوت السماء معلق فوق أسوار المدينة
صوت يفجره الضمير، وتبلعه السكينة
تبكي المدينة ثم تلبسن دمعها ثوب الضغينة
أسرابها كالأنجم السوداء حطت في ضواحيها
كلٌ سيصرخ في الغدير ما كان يبكيهِ
كالصدى يوماً سيرجع فلا شيء سيلغيهِ
"قابيل لم يدفن في التراب سوى جثة أخيه"
دماءه حبلى بالبكاء في تاريخ من فيهِ
كعويل طفلا باعده الزحام عن وجه أمه
أو أبيه
وقالت:-
- الجثة البتراء لا تنام ولا قبر سيكفيها
أطرافها فرعاء، فلا طين يواريها
أو وردتان و دمعتان على قبر سيعنيها
هي للإله تطلعت وقت السجود
أتسجد للإله دون أرجلها وأيديها؟
صلواتها سكرات موت والمحراب واديها
يا جارتي عودي، انك لن تسمعين،
غير الأنين.
#حيدر_تحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟