أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - ظاهرة -مَنْ يَرْميني بالثَّلْج أرْميه بالنار-!














المزيد.....


ظاهرة -مَنْ يَرْميني بالثَّلْج أرْميه بالنار-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 14:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



إنَّها ظاهرة "الرؤوس الحامية"، نعاينها في الوسط الشبابيِّ الأردني، و"الجامعيِّ" منه على وجه الخصوص، ونعاني تبعاتها، التي، على كثرتها وسَوْئِها، لم نُوَفَّق، حتى الآن، في وَضْع حدٍّ لهذه الظاهرة، ومعالجتها؛ وأخشى ما أخشاه أنْ يَثْبُت ويتأكَّد أنَّ لبعضٍ من مجتمعنا مصلحة في بقاء المشكلة بلا حلٍّ.

وأخْطَر ما في الظاهرة، والتي يمكن تسميتها "مَنْ يَرْميني بالثَّلْج أرْميه بالنار"، أنَّها، وعلى تفاهة "السبب"، أو "الباعث"، يمكن أنْ تُشْعِل فتيل اقتتال بين جماعتين، إحداهما تتعصَّب لهذا، والأخرى تتعصَّب لذاك، فتسيل دماء، ويَعُمُّ رُعْب، وتبدو البغضاء من الأفواه؛ وكأنَّ "سَدَّ مأرب" يتداعى وينهار مِنْ فِعْل "فأرٍ" لا أكثر!

وبكثيرٍ من التعجُّب (وعلاماته) أصوغ الأمر بالتساؤل الآتي: "لماذا يَسْري حادِثٌ فَرْدي، يمكن أنْ يحدث في أيِّ مجتمع، سريان النار في الهشيم في مجتمعنا، متحوِّلاً، من ثمَّ، وسريعاً، بفضل وسائل الاتِّصال الحديثة، إلى صراعٍ جماعيٍّ بغيضٍ، فنرى مشهداً، فيه من الكوميديا والتراجيديا ما يجعله شبيهاً بمشهد جماعتين كبيرتين من الرِّجال الصُّلْع تتصارعان على مشْط؟!".

لن ألْبِس لبوس الكهانة، وأَبْرُز في ثياب الواعظين؛ فالظاهرة، وإنْ رَأيْنا فيها، إذا ما نَظَرْنا إليها بـ "عَيْن الأخلاق"، ما يتنافى مع "الشَّرعية الأخلاقية"، أعْمَق في أسبابها، وأخْطَر في نتائجها، من أنْ نتوفَّر على حلِّها ومعالجتها بما يشبه دعوات وعِظات كاهِن، لن تَقَع أبداً على أسماع تشبه سَمْع صاحبها ومُلْقيها.

إنَّ بعضاً من شبابنا، ومن شبابنا الجامعيِّ على وجه الخصوص، هو نُتاج بيئةٍ وتربيةٍ مَسَخَتا فيه، وشَوَّهتا، مفهوم "الرُّجولة"؛ فما عاد ممكناً تمييز "الرُّجولة"، في قوله وفعله وسلوكه، من الطِّيْش والنَّزق والرُّعونة والاستهتار..

لا أتَّهِم "الجامعة" نفسها إلاَّ في أُمورٍ ليست من جِنْس "السبب"، ولا تَعْدِله؛ لكنَّني أتَّهِم المجتمع نفسه بأنَّه قد غَرَس في نفوس شاببنا من القِيَم التربوية ما جَعَلَهم في عَجْزٍ بَيِّن عن الاستجابة لهذا التحدِّي (الحضاري والإنساني) الجديد، الذي تُمثِّله الحياة الجامعية؛ فإنَّ "البيئة الاجتماعية للجامعة" هي خَيْر كاشِفٍ ومُغَذٍّ لنقاط الضعف التربوي في بعضٍ من شبابنا؛ وأستطيع أنْ أُؤكِّد أنَّ "المرأة"، أيْ "الطالبة الجامعية"، هي، في كثيرٍ الحالات، "السبب" الذي يَسْتَفِز "الجاهليِّ" الكامن في نفوس بعض الشباب الذكور من طلبة الجامعة؛ فهذا "الاختلاط (الجامعي) بين الجنسين"، والذي فيه كثيرٌ من الاصطناع والزِّيف، ومن التشويه لأوجه العلاقة (الطبيعية والسَّوية) بينهما، هو المناخ الذي فيه تنمو وتَظْهَر وتتفجَّر "الرُّجولة" بمعانيها التي توفَّر المجتمع على مسخها وتشويهها في نفوس الشباب الذكور.

في هذا المناخ، والذي لم يَعِشْهُ أو يألْفه الطالب الجامعيِّ، من قَبْل، نرى هذا الطالب في ممارَسة يومية لمفهوم "الرُّجولة" الذي غُرِسَ ونُمِّي في نفسه، والذي إنْ نَظَرْنا فيه، وفحصناه، لن نَعْثُر على أيِّ معنى يُعْتَدُّ به من معاني "الرُّجولة"، التي إنْ أحسنَّا فهمها، وتمثَّلنا معانيها التي تتدلَّى كالثمار من شَجَر حياة الرِّجال الرِّجال، لن نرى فيها شيئاً من هذا الذي يُمارَس، والذي فيه كثيرٌ من الطَّيْش والنَّزَق والرُّعونة والاستهتار..

وأتوسَّع في اللوم، فأقول إنَّ كل مجتمع مُنِع من أداء وممارَسة "البطولة الجماعية"، سياسياً، وديمقراطياً، وقومياً، وحِيِل بينه وبين أنْ يكون سيِّد نفسه، يؤسِّس لنفسه، وبنفسه، دولته المدنية الديمقراطية، ويُمكِّن "المواطَنَة" فيه من أنْ تَجُبَّ ما قبلها، وما يتنافى معها، لا يُمْكِنه ألاَّ أنْ يُنْتِج ظاهرة "الفَرْد ذي الرأس الحامية"، والتي يكفي أنْ تُشْحَن بثقافة "داحس والغبراء"، حتى تتفرَّع منها الظاهرة "الكوميدية ـ التراجيدية"، ظاهرة "صراع معسكرين من الصُّلْع على مشْط"!

ويكفي أنْ نُقارِن حجم ما يبديه المجتمع (وشبابه) من "بطولة قومية" في صراعنا ضدَّ عدوِّنا القومي الأوَّل، وهو إسرائيل، ومن "بطولة ديمقراطية" في صراعنا من أجل أنْ نَنْعُم بما نَعِم به غيرنا من حرِّيةٍ حقيقية، مع حجم ما يبديه بعض شبابنا من "بطولة فردية زائفة"، يَصْلُح لها شعاراً "مَنْ يرميني بالثَّلْج أرْميه بالنار"، حتى نتأكَّد ما حلَّ بنا من "ضَعْفٍ تاريخيٍّ"؛ ومن عَجْزٍ عن خوض كل صراعٍ يتحدَّانا أعداؤنا الحقيقيون أنْ نخوضه، وأنْ نكون له أهلاً؛ فعظائم الأمور تَصْغُر في عيوننا، وصغائرها تَعْظُم؛ ومع ذلك نعلِّل أنفسنا بوهم أنَّ "المستقبل" يمكن صُنْعه بأدواتٍ وقوى تقادَم عهدها، ولم يُبْقِها "الماضي" في "حاضِرنا" إلاَّ ليُبْقي معها، وبها، حُكْم الأموات للأحياء!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإعلام- و-الصراع في سورية-!
- بريد الرئيس!
- سفَّاح الشَّام!
- في فِقْه -المؤامَرة-!
- -يوم المرأة العالمي- في -عالَم الرَّجُل-!
- نشكر أوباما.. ونهنِّئ الشعب السوري!
- -الربيع العربي- يَطْلُب مزيداً من -الرُّوح القومية-!
- هل يَثِق نتنياهو ب -تَعَهُّد- أوباما؟
- مصر التي طُعِنَت في كرامتها!
- نيوتن في -استنتاجه الخاطئ-!
- هذا الخلل المنطقي في مفهوم -النقطة الكونية-!
- هذا -الثقب- في مجرَّتنا!
- من وحي -دستور بشَّار-!
- رسالة -تونس-!
- سؤالٌ تثيره نظرية -الثقب الأسود-!
- شيءٌ من الجدل!
- لماذا غابت -فلسطين- عن إعلام -الربيع العربي-؟
- -الفاسِد- فولف!
- -النسبي- و-المُطْلَق- في -النسبية-
- -التمويل الأجنبي- مَصْدَر إفساد ل -الربيع العربي-!


المزيد.....




- -رمز الرومانسية-..هذه المدينة اليابانية المغطاة بالثلوج تعان ...
- كيف ترى الصحافة السعودية مستقبل العلاقات بين الرياض ودمشق؟
- روبيو: السلفادور توافق على استقبال المرحلين والمجرمين الأمري ...
- السفير الروسي: علاقاتنا مع مصر تتطور بثقة ونجاح وانضمامها إل ...
- أول ظهور علني لزوجة أحمد الشرع في السعودية (فيديو)
- تحليل لـCNN: هل الصين مستعدة لحرب تجارية ضد أمريكا بعد فرض ت ...
- المتمردون يعلنون وقف إطلاق النار في الكونغو الديمقراطية -لأس ...
- الولايات المتحدة تطالب بانتخابات في أوكرانيا
- من سيحصل على القارة القطبية الجنوبية
- سحب القوات الأمريكية من سورية يطلق أيدي تركيا وإسرائيل


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - ظاهرة -مَنْ يَرْميني بالثَّلْج أرْميه بالنار-!