أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جمال القرى - يمكن للنخب ان ارادت... اعلان بداية ربيعنا














المزيد.....

يمكن للنخب ان ارادت... اعلان بداية ربيعنا


جمال القرى

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 19:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في مجتمعاتنا، تتحمّل النخب المسؤولية الكبرى الى ما آلت وتؤول اليه الاوضاع. فتلك المؤلفة من المثقفين الوظيفيين أو التقليديين بحسب غرامشي، ومن المتكلمين بحسب ابن رشد، هي التي تمتهن الفكر، وتنشط لاستنباط نظريات معينة أو أفكار، بهدف محاولة معرفة العالم وتفسير العلاقة بين مكوناته، فإن اعتمدت على العقل كأساس لمعرفتها، فهي تؤسّس لاتجاه عقلاني، وان اعتمدت على الرؤيا الغيبية، فانها تؤسّس لاتجاه غيبي أو مثالي . فهي تمتلك القدرة والموهبة على ترجمة " المفهوم " من صيغته النظرية أو التجريدية وتحويله الى فعل حقيقي واقعي وملموس، ففي مجتمعاتنا تتغلّب الفئة الثانية من النخب في علاقاتها بالجمهور او بالدهماء، اي الى الفئة المتلقيّة، عبر ممارسة سحرها عليها باستخدام اساليب مختلفة، من الترغيب والترهيب الى الاستلاب العقلي والعاطفي والديني، مما يسهّل عملياًّ تعمية تفكيرها وتغييب الحس الرفضي عندها وتبلّدها، اذ هي تحاكي غرائزها وتغدق عليها صفات الشرف والتقديس والطهارة، أو صفات النضال والعظمة، أي تعمل على رفع مكانتها من حاله الواقعي الُمُعاش الى حال الارتقاء المنشود بصيغة مبسطة يسهل عليه استيعابها، اوبأسلوب مقولب ومؤدلج خدمة لاصحاب السلطات وذوي النفوذ والمشاريع السياسية والدينية والثقافية . يغذّي هذا الاسلوب اللاوعي الغرائزي لديها ويشحنه اضافياً، ويستخدم لاحقاً، في لحظة زمنية محددة ضد الاّخر المقابل ــــ هو مثيله ولكن في موقع النقيض ــــ في اسلوب يتخذ بداية أشكالاً دراماتيكية مختلفة تبعاً للأفكار والجهات الشاحنة وأهدافها والتي لا تلبث أن تولّد ازمات، وتنزلق في الشوارع الى هجمات بربرية فوضوية، وتلقائياً الى حرب أهلية .
ان الانزلاق نحو الحرب الأهلية بما هي تعبيرعن حل عنفي لأزمة ما، يتطلب وجود ثلاث عناصر أساسية مترابطة ضرورة، هي السلطة والنخب والدهماء.

ويمكن الاستنتاج بأن الدور الأساسي لأي انزلاق، يقع على عاتق النخب المثقفة والمتكلّمة، لما لها من موقع وسيط بين السلطة وبين الجمهور والدهماء، ومن قدرة على التحليل والربط والتأثير على الجمهور، وبالتالي فهي تلعب دور المحرّك لأي عملية تغيير يمكن ان تطال المجتمع، بغض النظر عن مسار هذا التغيير سلباً كان أم إيجاباً .
فهذه النخب الفاعلة حالياً في الواقع الإجتماعي والسياسي اللبناني بغالبيتها، تستمد قوتها من النظام الطائفي ذي السلطة الأبوية، اي المعمِّق للعلاقات القبلية والطائفية، وتؤدي له دوراً جللاً، اذ لا تلبث تعينه على اعادة انتاج نفسه، وترسّخ الثقافة الطائفية المؤدية الى تقديس الذات وتقديس فعلها، والى النمطية.
وهنا تنبغي الإشارة إلى ان الحلّ يكمن بدايةً، في ضرورة تعزيز دور النخب العقلانية التي ترى الوضع القائم من منظار مختلف تماماً عن الذي تقدّم ، ومع العلم انها لا تمتلك فاعلية حيّة في العملية الإجتماعية ، لعدم توافر الظروف الموضوعية التي تتيح له التعبير عن نفسها تعبيراً سياسياً في ظل نظام يعتمد إزدواجية الإنتماء والولاء، ولكنها تستطيع الخروج من هذا المأزق الذي هو ضرورة ملحّة من أجل كسر سلسلة الازمات والحروب الأهلية المتعاقبة، ولاحداث التغيير. وهذا يعتمد على قيام وتوسّع النخب العضوية المستقلة عن سلطة السياسة الطائفية وعن السلطات الدينية ، اي خارج النادي النخبوي الحالي، والتي تحمل همّاً وطنياً، ويقوم نشاطها وتحليلها على عدم التسليم بالامر الواقع، بل على النقد البنّاء وتشجيعه في كافة القطاعات، اي نقد السلطة القائمة بكافة اوجهها، ونقد الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي، واقتراح البدائل الملائمة للمجتمع، بهدف تغيير الواقع و" إقامة الدولة المدنية ". الظرف الآن مؤآتٍ لهذه المجموعات كي تُسمع صوتها، وتطرح رؤيتها، وتقدّم بدائلها، وتدخل بعلاقات مع الجمهور والدهماء تزيل خلالها الغشاوة عن اعينهم بابتكار اساليب توجّهٍ جديدة لهم، ولتُعلم من بيده السلطة ان هناك من يرى ويسجّل ويفضح كل الممارسات وبكل جرأة وبعيداً عن المصالح الشخصية وعن الاستنسابية وعن الخلافات والاختلافات. آن الاوان لهذه النخب المستقلة ان تقتحم الساحة تحضّراً لإحداث التغيير القادم، آن لها ان تتحرّر من قبضة كل سلطة كي تساهم في تحرير المجتمع...آن لها ان تفتتح لنا موسم ربيعنا.



#جمال_القرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية ساري حنفي: قضية حريات فكرية، وشرعية حق الاختلاف
- مفهوم الدولة بين المجتمع المدني والمجتمع الاهلي
- في 17 شباط ذكرى اغتياله ال25، حسين مروة كرمز ضد الفكر الغيبي
- قراءة تقويمية ثانية واخيرة لنقاش تشكيل تيار علماني
- قراءة اولية تقييمية لنقاش تشكيل تيار لبناني علماني وطني
- قراءة سريعة ومقتضبة في الثورات العربية
- دعوة لفتح نقاش جدي
- الفتوحات العربية في روايات المغلوبين


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جمال القرى - يمكن للنخب ان ارادت... اعلان بداية ربيعنا