صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 12:43
المحور:
الادب والفن
مشاركة الشاعر عدنان الصائغ في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع الأب يوسف سعيد
الشاعر الأب د. يوسف سعيد؛ فراشةُ القصيدة
عدنان الصائغ
أعرفُ أنك تجلسُ الآن يا صديقي السعيد، في الركنِ الأهدأ من الفردوس، (كما كنتَ في الحياةِ) غيرَ معنيٍّ بالكؤوسِ والحورِ والأضواء، مفكراً بقصيدتك التي لمْ تكملْها وتركتَها في الأرضِ، قربَ سريرِكَ، قبل أنْ تصعدَ بروحِكَ الأشف من قصيدةٍ إلى من أحببتَ..
أعرفُ أنك ستستيقظُ صباحاً كعادتك وتروح تكلّمُ الطيور والأشجار، غير ملتفت لابتهالات المصلّين في كنائسِهم أو مساجدِهم. ذلك لأنك عرفتَ بحنكةِ العاشقِ سرَّ الطريق الأقصر والأبهى للوصول إلى قلبِ محبوبِكَ..
لقد أدركتَ وخَبِرتَ يا صديقي ومُعلّمي، ان لا لغةَ أبهى وأبلغ من الشعر، وأنكَ لا تصلحُ لأيِّ مهنةٍ في الأرضِ أو السماءِ سوى الجمال..
هكذا مررتَ بنا، كقصيدة حبٍّ .
لهذا لمْ تتركْ على رصيفِ الحياةِ والأصدقاءِ سوى ما تتركه الفراشةُ من أثر.. كأن صديقنا محمود دروريش الذي سبقك إلى هناك، كان يعنيك أنتَ..
"أثرُ الفراشةِ لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرجُ المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ
هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ
هو شامَةٌ في الضوء تومئ
حين يرشدنا الى الكلماتِ
باطننا الدليل هو مثل أُغنيةٍ تحاولُ
أن تقولَ، وتكتفي
بالاقتباسِ من الظلالِ
ولا تقولُ...
أَثرُ الفراشة لا يُرَى
أُثرُ الفراشة لا يزولُ!"..
عدنان الصائغ
شاعر عراقي مقيم في لندن، حصل على جائزة الشعر العالمية من هولندة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟