شهداء مزيّفون ..؟

أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 19:11
المحور: كتابات ساخرة
    

و جاءت آخر الأخبار و أطرفها في فنون السبق السياسي و الترصّد الديمقراطي ..لقد كشفوا عن مؤامرة جديدة ضدّ الثورة ..شهداء مزيّفون : مفهوم طريف و مثير للانتباه رغم أنّ الشهداء لم يكونوا منتبهين كفاية الى ما سيحصل لهم بعد الشهادة ..وهل سيتحصّلون على الشهادة أم سيرسبون ..لم ينتبه أيّ شهيد منهم الى حدّ الآن الى أنّ انتدابه في رتبة شهيد ليس امرا بديها لدى الحكومات التي تداولت على أحلامه دون استشارته ..و تصرّفت في ثورته و ثروات بلاده دون أن يأذن لها بذلك ..و رغم كل ذلك فقد اخترعت الحكومة التي اعتلت صهوة البلاد و العباد بفضل سقوط هؤلاء الشهداء ، مقياسا جديدا لزلزال سياسي قادم و وفق سلّم رشتر تحديدا ..هو مقياس الشهيد المزيّف ..و صار لزاما علينا انطلاقا من هذا المفهوم السياسي الجديد الذي لم تسبقنا اليه أيّة ديمقراطية عالمية ،أن تفصل جيّدا بين الشهيد الحقيقي و الشهيد المزيّف ..و بين من استشهد حرقا و من استشهد بالرصاص ..بين من احترقت أحشاؤه و تبخّر دخانا أسودا و من سالت دماؤه..حمراء متوهّجة في الشوارع و الثنايا الوعرة ..
شهداء مزيّفون مندسّون جاؤوا يتآمرون على العدالة الانتقالية و يُعطّلون الشهداء الحقيقيين من نيل شهاداتهم و مكافآتهم المالية..من أي حزب هؤلاء المزيّفين ؟أراهم من اليسار الذي يجري تكفيرهم في كل خطاب و على لسان كل فقيه ..و هو تكفير يصدر أسبوعيا و بشكل منظّم و شرعي و على سنّة حميدة و من أعلى المنابر ..و هم قطعا من العلمانيين لأنّ أحدهم مات طعنا بسكّين و هو في جلسة خمرية حسب نفس المصدر المسؤول ؟؟؟ و نطق الناطق الرسمي، أن تريّثوا في منح رتبة شهيد الى أهلها و لا تُخطؤوا العدّ ..لأنّ في المسألة مكافأة مالية ..ذلك أنّ أيّ خطأ في هذه المواضع شبهة و الشبهة حرام و كلّ الحراميون في النار يهيمون ..هل سيحسمون هذه المرّة ملفّ الشهداء بعد مرور أكثر من سنة على استشهادهم ؟ هل سيرسبون و يتأجّلون ؟ و الشهداء ؟ بماذا يفكّرون ؟ و ممّن هم خائفون ؟ من السلفيين أم من الحداثيين ؟ هل هم قلقون كحال طالب علم ينتظر نتيجة امتحانه؟ أم سيندمون و يقسمون ألاّ يموتوا ثانية من أجلنا ؟ماتوا لأنّ النظام البائد همّشهم و عطّلهم عن الشغل و عن الحياة و هاهم الى الآن ينتظرون انتدابهم في رتبة شهداء ..لكنّ للحكومة كل صلاحيات التثبّت من هويتهم و من أوراقهم الحزبية ..عذرا أيّها الشهيد الكريم ..لم تنصفك الثورة ..ستبقى معطلا عن العمل الى يوم يبعثون ..لكن ما همّ الأرواح الطائرة و حماقات الدول ؟؟؟

#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات