المثقفون بحاجة الى ثورة تغيير قبل غيرهم

سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عندما نعطي قراءة متفحّصة وقصيرة للمشهد العربي في التأريخ الحديث والمعاصر وبالتحديد منذ ستة عقود نرى ان المثقف يلعب الدور السلبي في تردي كل الاوضاع وما من شك ان الشعوب تنهض بمفكريها وعلمائها ومثقفيها ولكن الحال في الاقطار العربية يظهر حركة المثقفين بصورة عكسية تماماً لما تقتضيه المصالح العليا للشعوب .
فما نراه في الواقع يعبر عن حالة صراع وتنافر وحروب تدور رحاها داخل الشرائح الاجتماعية المثقفة انتجت صراع الاضداد الذي عكس نفسه على واقع الشعوب فالمُثقف العلماني يرى نفسه ونخبته كحاملين للحقيقة المطلقة وركزوا نشاطهم عن طريق محاربة ألآخر وتحميله كل تبعات الفساد والتخلف والتراجع , كما اننا نرى المثقف الاسلامي يرى نفسه ونخبته وكأنهم هم من يحمل لواء الحقيقة المطلقة وبنفس الطريقة يركزون نشاطهم على اساس محاربة الآخر المخالف لهم فيحملونه كل تبعات التراجع والفساد وهكذا تعمل النخب الاخرى على اساس قاعدة الصراع , وبرغم اننا جربنا حكم الاشتراكيين والاسلاميين والرأسماليين ولو ان ألأخير يشكل مركز الخطر القادم وبرغم وجود مفارقات على واقع الثقافة المنهجية لكل نخبة فنرى بعضها اقرب الى الصواب من ألأخرى إلاّ ان ذلك لا يعني بأنها من يمتلك الحق الوحيد في حكم المجتمع وادارة شؤونه كما ان تجربتنا مع حكم كل أولئك الموجودين على الساحة كافية فكلهم اخفقوا في حكم المجتمعات .
فلماذا تصر تلك النّخب على التربُّص لبعضها محاولةً اظهار عدم قدرة ألآخر على ادارة حياة الشعوب في حال ان جميعها قد اخفقت في ذلك ؟
الاجابة تكمن في صميم تلك النُّخب التي تتحرك بأنفعال عاطفي وتعصب فكري الى درجة المبالغة حوّلت واقع الشعوب الى حلبة مصارعة وساحة قمار يدفع ثمن فواتيرها الباهضة افراد المجتمع الذين يقعون تحت تغرير تلك النخب فينقسمون في أمر الولاء لتك النخب التي ما برحت تقات على حساب حريتهم وانسانيتهم .
فلماذا يعمل المثقفون هكذا ؟ وهم يعلمون إنّه من سابع المستحيلات ان يسود حكم الاسلاميين وحدهم كما هو مستحيل ان يسود حكم العلمانيين وحدهم مثلما هو مستحيل ان تحكم اي نخبة معينة لوحدها , ألآ يجدر بالجميع ان يُغيّر ؟ تغيير يهدف الى التكامل والشراكة بدل الصراع والاختلاف , أليس من الافضل ان تصل النُّخب الى حالة سلام مع نفسها كي تتمكن من ارساء السلام في المجتمع ؟

#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات