حنان علي
الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 15:34
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
إلى أمهات العالم اكتب
إلى أمهات العالم اكتب اليوم , جرت العادة في مجتمعاتنا الشرقية الاحتفال بهذا اليوم بمناسبة أكثر من جميلة إلا وهي عيد ألام , و أرى أن كل هذه السنين التي مرت واحتفلت بها في عيد ألام لم تفي ألام حقها , فالأم وقبل كل شيء كائن ينبض بالحياة والحب والعاطفة التي تذرفها في كل وقت من حياتها , فهي في أول لحظة تعرف فيها أنها سترزق بمولود , يبدأ مشوار عاطفتها بالمسير ونهر حنانها بالعطاء , وخلال اشهر الحمل تشعر بان وليدها يكبر بداخلها شيء فشيئا , وتتمنى لحظة ولادته و رؤية وجهه الصغير , و بعدها تأخذ بالاهتمام بهذا الوليد الصغير حتى ينمو ويكبر أمام عينها , وهي تراقب كل صغيرة وكبيرة فيه , عندما يتلفظ أول كلماته و يمشي أول خطواته و يكبر و يذهب إلى المدرسة وهي ملازمه له لا تفارقه لحظة , فالأم و بعد كل هذه أ ليست نعمه من نعم الله وهبها للإنسان حتى يشعر بأن هذه الإنسانة خُلقت رحمه له , فالمرأة تكون ملكة عندما تصبح أم و لكن الأمر يختلف من أم إلى أخرى , ففي مجتمعاتنا تكون مكانة المرأة مقتصرة على تربية الأولاد بعد إنجابهم والركود في البيت بانتظار زوجها و تولبي كل احتياجاته وهذا الأمر كان سابقا إلا أن هذه النظرة لا تزال قائمة يتوارثها الأجيال من أب إلى ابن إلى حفيد فالأمر أشبه بتناقل الجينات الوراثية والدماء داخل عروقهم , وارى أن هذه النظرة صائبة قدر الإمكان فهي تجعل من المرأة ملكة وسلطانة داخل مملكتها بيتها و تحت سقف زوجها وهي سعيدة مع ابناها , فهي خُلقت لكمال الرجل و ليكملها الرجل ولم تخلق لتكون عاملة أو غير ذلك ....
أما في وقتنا الحاضر فقد اختلفت النظرة و اختلف الفكر فالمرأة و أن كان أم باتت تحلم بمنافسة الرجل في ميادين الحياة كافة متناسية جنسها و وضعها الذي خلقها الله عليه , فهي شيء و الرجل شيء آخر , له مكانته و لها مكانتها, فلا يجب أن تطمح أو يكون طموحها إلى منافسة الرجال في الجيش مثلا , وارى انه لا بأس بان تكون المرأة متعلمة و مثقفة و متدينة هذا يجعلها أم صالحة و محافظة على بيتها أولا و هي عاملة في بعض الميادين التي تناسبها , و لنكن واقعين و نفكر بمنطق و نرى الأمور على حقائقها أ لم تقلل بعض المجتمعات الغربية من قيمة المرأة في خوضها في كل الميادين و عدم احترام جنسها و قدراتها العقلية و الجسمانية , فأنا في كلامي هذا لا اقلل من مقدرة المرأة بل أن مكانة المرأة اكبرفي المجتمع و إذا عملت في أماكن تناسبها و يمكنها الإبداع فيها و إظهار مقدراتها العقلية و الثقافية فهي كائن معطي أكثر من أي شيء أخر .أما نحن ابناء المجتمعات الشرقية و الإسلامية بذات فلا تسلم نظرتنا اتجاه المرأة و ألام بصورة خاصة , فهناك من يرى المرأة عنصر مساعد في ظل سلطة الرجل عليها لأننا و ببساطة نعيش في مجتمع تحكمه قوانين ذكورية و الصوت الذكوري هو الغالب , فلا أرى في هذا الأمر شيء مخل أو مقلل من مكانة المرأة داخل المجتمع بل على العكس من ذلك فهي لها مكانتها داخل بيتها أو داخل مكان عملها . كما وان القرآن الكريم و سنة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قد بين لنا مكانة المرأة والأم , وهما خير منهل و خير نبع نأخذ منها سلوكنا و نحكم بعقلنا قبل عواطفنا في الحكم و الأخذ على الأخر.
بالعودة إلى الحديث عن الأم , فانا استغرب من الابناء الذين لا يرغبون بأمهاتهم أو إبائهم بعد ما كبرون أو تقدم الزمن بهم و بدأ تظهر عليهم ملامح الكِبر , فهذه سنة الحياة فمثلما الأم تكبر غدا أنت تكبر و تصبح مثلها , ففي ديننا الإسلامي و عاداتنا قصص و حكايا تبين و تربي الأجيال على احترام الأم و الأب و لاسيما حين ذكر الله في القرآن المُنزل على صدر رسوله آيات كريمات عن الوالدين و فيها كلام صريح و واضح على بيان مكانة و أهمية الوالدين في البيت الإسلامي الملتزم بمبادئ الدين المأخوذة من القرآن و سنة رسوله و سيرة آل بيته رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) .
أذن فالأم واجب مقدس احترامها و حفظ كرامتها و الأخذ بكلامها في خير من يجب احترامه في هذه الدنيا بإسرها , واليوم في عيدها الذي هو كل يوم من أيامنا التي نعيشها بحلوها و مرها , أحب أن أقول إلى كل أمهات العالم كل عام و انتن بألف خير و ادامكن الله لنا رحمة و حفظكن من كل سوء يا ملائكة الرحمة على وجه الأرض .و مهما أقول واكتب فالقلم والحبر سينتهي ولا ينتهي الحديث و المديح الأم نبع الحنان والعاطفة والحب , وليس هذا بل الأم هي الأسرة بذاتها وهي الحضن الدافئ الذي يلجئ الإنسان إليه ليطمئن ويرتاح من متاعب هذه الحياة التي قست على ساكنيها كثيرا فمن كل جهة هناك الم و شقاء , فلا مهرب منه إلى في أحضان الأمهات , كما وان الأم اكبر هدية للإنسان أعطاها الله لبني آدم , فمهما عاش الإنسان لا يستطيع الاستغناء عن أمه التي أخرجته إلى هذه الدنيا و اعتنت به ولازمته طول مشوار حياته , فالأم جنة على الأرض و مستودع الأسرار و ملجئ الخائفين و آمان لكل شخص و رضاها يعني رضا الله , فهذا نداء أوجه إلى كل من يطلع أو يقرا مقالتي هذه و في هذا اليوم بالذات وإذ كانت والدته غاضبة أو زعلانه عليه وهي لا تزال حية اذهب و استغل هذا اليوم و قبل قدميها و قول لها سامحيني و انظر ماذا يكون جوابها , فأنا واثقة سترسم ابتسامة على شفاها و تأخذك بين ذراعيها و تضمك إلى صدرها و في تلك اللحظة ستشعر بأنك ملك الدنيا و ما فيها , فالأم و المرأة رمز و عنوان الحب و الحنان و العاطفة التي لا تنتهي مهما طال العمر و تقدمت الحياة بنا , أمي أمي يا نبع حناني و قلبي النابض و روحي أمي من لي سواكِ يمسح دموعي و يواسيني في أحزاني و يراعيني في مرضي و يسهر على راحتي أمي ماذا أقول كي أرد جميليكِ علىّ فأنتِ جنتي في دنيتي وأنا بعد الله أعبدكِ واسجد لكِ أمي أمي فرحتي و سروري لكِ أنتِ .
#حنان_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟