فؤاده العراقيه
الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 13:40
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كنت أرى أمام ناظري أحيانا وأحلم بأحيان اخرى بامرأه غير موجوده في محيطي لكني أراها حاضره أمامي وبقوه فاحاول جاهده أن اقتدي بها ولا أزال أحاول الوصول اليها , هذه المرأه ولسوء حظي لا وجود لها في محيطي لكنها موجوده وبقله بوسطنا , المرأه القويه الشجاعه المتمرده على واقعها الغبي والمتحرره من عبوديتة الواعيه بأنها انسان كامل له من الحقوق ما للرجل بالضبط , لا اعلم من هي ولماذا اجدها امامي تحفزني على ان لا اقنع يوماّ بواقعي المريض بتخلفه وبفساده الداخلي وجمال شكله الظاهري والتي لا تغنيه ولا تحل ازماته بل تفاقمها , كنت اتحسر دوما لان الواقع كان غبي لكنه اقوى مني بكثير حينذاك .أستطعت أن اتأمل جزء من الماضي والطفوله التي لا تفارقنا مهما حيينا وكيف كنت اشعر بأضطهاد المحيط والمجتمع من خلال نظرته للمرأه كوني ناقصة عقل ودين وكيف كنت اصطدم بهذا الجدار الصلب من تخلف عصور مضت فأتصور نفسي أنا المخطأه , فمن غير المعقول انني على صواب وجميع من حولي على خطأ بل وحتى رجال يتشدقون بالعداله الاجتماعيه والمساواة وبعضهم وصل لدرجه لا بأس بها من الثقافه يتمسك برأيه هذا من خلال ماتركز بلاوعيه من أفكار ساذجه فرضها المجتمع عليهم فيرفضون تحرر أي امرأه بالرغم من أنه مطلب مرتبط أرتباط وثيق بالانسانيه دون العبوديه , مجتمع يربط الحريه بالانحلال الاخلاقي , فالتحرر الى يومنا هذا موصوم بالجنس والفوضى , والحقيقه هو وعي والتزام أكثر منه فوضى , لكن الصعوبه تكمن في تحرر ذهن الرجال والنساء على حد سواء من هذا الكم الهائل الذي ابتلينا به من الموروث الديني والاجتماعي والثقافي دون حتى التفكير به , تنردع نفسي وتنكسر وأسأل وأستغرب لهذا المفهوم عن المراه وتمسكهم بفكرة انها ناقصه عقل ودين بالرغم من أنني أرى نساء كثيرات متفوقات على ألرجال فكرياً فكيف يكون عقلها ناقص , هل لانها تتمتع بميزه تفوق بها الرجل من عاطفه فأصبحت هذه الميزه ضدها ووصموها بالنقصان ؟! وكيف يكون كيدهن عظيم بنفس الوقت ؟! والكيد من الذكاء , وكيف يكون دينها ناقص لمجرد انها لا تستطيع ألصلاة أوقات الحيض ؟! وهل كمال الدين يكمن في تكرار لصلاة بدون أدنى وعي ؟! لكن الجدال مرفوض بتعاليم ديننا حتى لا نتبين الحقيقه ونعيها .
كان فكري لا يتوقف عن التأمل , كنت أفكر وأفكر وأواجه الرفض فتنكسر تأملاتي لكني ارجع لطبيعتي وفي داخلي دوماً صوت عالي يقول لي بأن المرأه خلقت للفكر لانها تمتلك العقل كما هو الرجل بل وسبقت الرجل بتطور انسانيتها , لما تتمتع به من صبر بحكم طبيعتها ألفسيولوجيه لكني اراها بمجتمعاتنا لاعمال البيت والانجاب فقط ولا تصلح لغيرها
في طفولتي فرض علي الطاعه العمياء ورفض للجدال وبالتالي تزعزعت ثقتي بنفسي حيث كلما كنت اكثر صمتاً وطاعه كلما كنت أكثر طبيعيه وأكون انثى بمعنى الكلمه وكلما كان دماغي فارغ كلما كنت اكثر قرباً منهم فهم أعداء للفكروالتمرد ويخافون منه , فكرهت انوثتي التي وصمت بي العار والضعف والهوان وخصوصاَ لاني ارى الرجل أكثر ثقه بنفسه في مواجهة اي مشكله تعترضه بحكم اختلاطه الواسع ونظرة المجتمع له والتي تعزز هذه الثقه بداخله ونظرته للمرأه على اساس الجسد وللمتعه فقط , لاجل ذلك تشبهت بالرجال من خلال لبسي للبطلون لاقول لهم لا فرق بيني وبينكم ولا شيء ينقصني سوى عضوكم الذكري وهذا ما لا نفع يذكر له سوى لتلقيح ألانثى , تتباهون به دون أن تتباهوا بالعقل ودون أن تعلموا بأن المرأه سبقت الرجل في الانسانيه , فأفهموني الانوثه على انها الاستكانه والخنوع والقناعه وأنا لا أستطيع أن اقنع بشيء , بداخلي شيء لا يستسيغ القناعه وأجد نفسي تمقت هذه المفاهيم التي تحط من شأني وتحاول جعلي راضيه وراضخه لكل شيء, فلم اقتنع بنظرتهم بل ونفسي تشمئز منها , فيتهموني بأنني أعاني من عقد نفسيه بتحيزي لبنات جنسي مما يزيد الطين بلل , فلا يستطيعون ان يميزوا بأن كرهي كان للتخلف في فكرهم فقط وليس له علاقه بجنسهم , لم اكن اعي وقتها بما يجول بداخلي وبأسباب هذا الاشمئزاز الذي اشعر به من اي شخص ينتقص من النساء فأراه ينتقص من أنسانيتي, تصورت نفسي مخطأه لكني أدركت بحكم الفطره وأستطعت أن أميز فكره خفيه عني لا أعلم كنهها أو هي أحساس حيث لم تكن أفكاري تبلورت بعد, كان أحساس مصحوب بألم واشمئزاز فلم أكن استطيع التعايش مع أفكارهم ألغبيه , فأشعر بتعاسه اكثر لانني لا أشبههم بتلك الافكار فكنت اشعر بغربة افكاري, اردت العمل والاستقلال بعد أن كبرت قليلا لاشعر بانني قادره على كسب قوتي , لكنني واجهت رفضهم بقوه وبحجة خوفهم عليّ من ألمحيط الخارجي المتكون منهم اصلا وليوهموني لاجل أن يمتلكوا عقلي ويحاوطوا كل ذره من كياني , ارادوا بكل الطرق ان يلصقوا فكرة الدونيه بداخلي ومن كل جهه ليقتلوا بداخلي الابداع فهو محصور للرجال فقط فالمرأه المفكره تكون انوثتها ناقصة ليلصقوا فكرة الدونيه حتى يشوهوا انوثتها وانسانيتها , فأجد نفسي مخطأه أحيانا واتألم لكوني امراه فأتمنى لو خلقت رجل لاستطيع أن أنال من الحريه شيء وان ابدع بها وأطور نفسي , كنت اخجل احيانا من كوني أنثى عليها ان تشجع بداخلها الضعف فهو رمز أنوثتها وعليها ان تكون رقيقه لتحظى بأعجاب الرجال وأن تقتل فكرها فهو لا يعنيها بشيء وما عليها سوى ان تتعلم كيف تقول كلمة نعم , أرعبوني من الخارج ليكسروا بي طموحي , شعرت بأن حياة النساء أضيق من خرم الابره ساكنه سكون الموت فحياتها مقتصره على هذه الجدران الاربعه , يحاول الرجل الامساك بها وحصرها بما اوتي من قوه ليستغلها وتكون راعيه له ولاطفاله فقط عليها ان تكنس وتطبخ الطعام ليتبدد عقلها ويلغى وتنتهي بكم من الامراض من جراء شعورها بالغبن فلا تستطيع حتى تربية الاطفال فمن اين لها ان تتعلم وهي أصبحت لا شيء من خلال تكرارها للتكرار اليومي , يحرموها من الحياة ويحولوا حياتها حجيم وألحياة جميله بأستمرار حركتها وهم يريدون لها السكون والعزله , يسكنوها القبر وهي لا تزال حيه فلا تتذوق غير مرارته التي تعودت عليها فلم تعرف طعم الحلو ولم تذق طعم الراحه , حياتها بليده خاليه من اي شيء , أراد المجتمع ان يقنعني بدونيتي لكن ثقتي بالمبادىء التي آمنت بها لن تهتز يوما فهي محصلتي من خراب عالمنا ألذي سلبني اجمل سنيني وأعطاني حسرات وآهات لا حدود لها وكأنني منومه مغناطيسيا بفعل الايحاء الاجتماعي الذي يقتل كل حس وفكر بالحياة الحقيقيه بفعل القالب الذي وضعه المجتمع لي ومن تحاول الشذوذ عنه تنتزع منها الطبيعيه وتشذ بين محيطها , وهذا الاحساس بالغربه غير محبب لصاحبه يجعله يتوجس دوما من عالمه وتنتزع ألثقه منه ويسلب منه الاحساس الجميل بالحياة فهذه اكبر جريمه يرتكبها المجتمع العربي بحق المرأه , حيث يسرق منها حياتها ويسكنها في عالم ساكن سكون الاموات بروتينه القاتل لكل حس انساني , ويعزلها عن هذه الحياة التي هي اكبر من مجرد القدره على التنفس , وأكبر من مجرد اعمال يستطيع لها حتى الطفل والتي كبلت بها ألمراه , وهذه خساره كبيره لم تستطع مجتمعاتنا الغبيه ان تعيها أو لا تريد أن تعيها لكي يبقى الرجل يشعر بأنه القوي دوماَ فمن خلال ضعف المرأه يتبين قوته ويزداد شعور الرجل بوهمه وبأنه الاقوى والمسيطر دائما .
بكيت بمراره شديده وشعرت بدونيتي وبأنني مقيده وتعيسه بهذا القيد وخصوصاّ بعد أن يتأكد لي يوما بعد يوم هذا الفارق في معاملتهم بيني وبين الذكر, كم تمنيت الموت على هكذا حياة ذليله , وشعوري بالتعاسه لم يفارقني فحاولت ان اتحرر وان اتغلب على هذه المعوقات التافهه و كنت اصطدم كل مره بجدار الواقع الغبي .
مجتمعي يستهين بالفكر وبكل من يحاول التفكير فيجعلني اشكر القدر الذي جعلني خارجه عن مألوفه مجتمع من الخراف يسير للخلف كلما تقدم الزمن وآه يا زمن كم حملّتنا من أهات وتنهدات ترى ألنور ظلام ونفعك في سجن النساء
يا أرض كم حويت بجنباتك من أناس ماتوا دون أن يعوا شيء
مجرد تنهدات أمرأه وتفكير مسموع لمعاناة وتخلف مجتمع ........ ولها تتمه
لكم مني كل الحب
~*~*~*~*~*~*~
بالامل والفكر الواعي والشجاعه سنهزم التخلف وننصر الانسانيه
~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟