أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المعين الملوحي - إلى صديقي ناظم حكمت














المزيد.....

إلى صديقي ناظم حكمت


عبد المعين الملوحي

الحوار المتمدن-العدد: 1080 - 2005 / 1 / 16 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


الإهداء
إلى: البروفيسور عارف دليلة والنائب رياض سيف وجميع سجناء الرأي والحرية

عاصفة أمل

ناظم حكمت صديقي
وأنا أقول صديقي كما يقولون
سبب حياتي وغنائي تحت أجراس الأشياء
سبب كوني مشعلاً في غابة الكلمات
* * *
وأقول صديقي كما يقولون العالم
إذا تخلص من نواة الموت
* * *
ناظم حكمة صديقي صديق
النسغ والصرخة المشترك
صديق عامل المنجم الذي يهبط ليلاً
في بئر عينيه
لكي يكسر فحم الأعاجيب
صديق عامل السفن على طول أرصفة شرايينه
يرفع قلبه فيرفرف على سارية العصر
وإذا أضرب صديقي فذلك لأنّ الموت يتحرك
على رفرفة البحار، وذلك من أجلك
وذلك أيضاً من أجلك حين يستيقظ الفلاح
ورفشه في يده، والرحى ملء العضلات
لكي يكتسح الأرض ذات البطن المقلوب
ومن أجلك أيضاً يغسل حبي ظله
ظله الذي هو لي تاج وفجر
صديق الخباز لأنّك تعرف أن كل شيء يتبدل
وأنّ رصاص الماضي سيكون غداً ذهباً
يا ناظم حكمة من أجلك يصاغ
بالسلاح والأغنية نصر الإنسان
* * *
حين كان المعدن يجهد نفسه في تمزيق قانونه
كان هنالك ناظم حكمة يرى أبعد مما نراه
في مرصد ذاكرته.
* * *
كان ينتصب في خط مستقيم
كان يمضي مخترقاً جسور ضميرك
وسكة قلبه تخترق المسافات
وتخصب في كل واحد ألف (هكتار) من الظمأ.
* * *
رغم شباك السجن والضباب والوحدة
رغم الحواس وعملها الكبريتي
رغم كل ساعة تسقط كأنّها فأس
فقد أضاء ليله حياتنا.
* * *
كان ناظم حكمة سجيناً على حد موسى
كانوا يريدون أن يهترئ بوخزات الحمى
وأن يخوض على ركبتيه في مستنقع الحقد.
* * *
كان ناظم حكمة سجيناً في خزانة لا رئة لها
أرادوا أن يدور فيها وأن يضيع
وألا ّ يذكر ما يعرف من صوته.
* * *
كان ناظم حكمة سجيناً في مجده
منذ ثلاث عشرة سنة، وهي الفترة التي تقضيها شجرة
لتتم أملنا في أوراقها
* * *
الفترة التي يقضيها قلب في ردم ثلمه
منذ ثلاث عشر سنة تتخثر في الدم
وتضيع في كل خطوة حول الذاكرة.
* * *
كان مقيداً بالندم الذي يجف فيه الحنان
خوفاً من أن ينسى صبر اللحم
الإرادة العارية التي ترتدي الشمس
* * *
أريد أن أهب له الفصول مجتمعة
والماء العذب الذي يرقد في قفة الأنغام
والشباب الخفيف على الشفاه.
* * *
أريد أن أهب له كل ما تملكه السماء
كل ما يمكن أن نكتشفه في الرماد
مما تركه التاريخ في السماوات وعلى السقوف
أريد أن أهب له لا النجم الصغير
بل تألق شعبي الكبير
عندما يملأ مده حدود الشواطئ
* * *
أحس بدين كبير أدين به ليديه
اللتين ظلتا أمداً طويلاً لا تستطيعان مداعبة من يحبه
أحس بدين كبير أدين به لعينيه
اللتين ظلتا لا تريان احتراق حكمة البراعم
ولم يريا الربيع يموت ويولد في البذور
ولا شعارات السعادة في (خاركوف) و (بكين)
والشعوب التي تصب كالأنهار
منذ ثلاث عشرة سنة يقيم ناظم حكمة في السجن
العدالة التي يمتلكها تثقل الأحجار.
* * *
ولكن ما من قلعة
أقوى وأمنع من جبهته
الحقيقة، وهي ذات بعد واحد
تغمس نظراتها حتى أعماق ذواتنا
* * *
منذ ثلاث عشرة سنة
يجابه ناظم حكمة جلاديه كأنّه لهب
ما من شيء لا الألم ولا حب الحياة
لم يستطع أن يجعله لا إنساناً
* * *
إنّه إنسان إنّه شاعر إنّه جزيرة
أكبر من الحياة. إنسان أكثر حرية
من قدره. روحه الأناضول
مضمخاً بالتبغ والعنب والزيتون
إنّه كشك حي يفتح في البحر الأسود كتابه
على أبجدية الأمواج
وقصائده مثل عنزات هذا البلد
يطفرن من صخرة إلى صخرة نحو المستقبل.
* * *
ولأنّه يغني مثل أقمار الغابة
ولأنّه يمسك في كفه الأنهار ونقد الليالي
لكي يرميها في وجه القضاة
المتربعين في مستنقعات المصارف
ولأنّه يغني شعبه لحن النار
ولأنّه يفضح الاستغلال والظلمات
والدم الإقطاعي الذي يخنق الشرايين
ولأنّه شاعر ولأنّه يغني
مثل الأرض، دفنوه وكبلوه
كبلته حكومة تتفسخ حتى الجذور
وباعته إلى أولئك الذين يجدون في الذهب أقصى مداهم
على أولئك الذين يجدون السلام هو الجحيم.
* * *
منذ ثلاثة عشر عاماً، تصوروا هذا
منذ ثلاثة عشر عاماً وقلبنا مكبل بالأغلال.
* * *
يا ناظم حكة لك ملايين الإخوان مثلي
ولسوف ننتصر. بل أنت منتصر منذ الآن.
لقد صنعت من كل جرح مغلاقاً
تسجن فيه. في فراغهم
سادة اليوم الذين نناضل ضدهم
لن يكون هنالك إنسان حر
* * *
مادام ناظم حكمة تلتصق عيناه بالجليد
مادام صوته يذوب في بوتقة مثل جوهرة
لن يكون هناك إنسان حر.
* * *
ما دامت قصائده مغلاقاً لكل الصرخات
مادام شاعر أخف وزناً من ظله
* * *
ليعد إلينا ناظم حكمة
حراً وليغن بيننا
لينر سبيلنا بجراحه
هو الذي يعرف ثقل السواد
إنّه صديق وشاعر وإنسان
هو شرف لكل الناس
إنّه يملي قانون الأمل.
* * *
آذار (مارس) 1950

شارل مارس ترجمة: عبد المعين الملوحي



#عبد_المعين_الملوحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى ثورة أكتوبر
- رسول حمزاتوف/ من القصائد الأخيرة / ترجمة: شاهر أحمد نصر
- إنجي أفلاطون 1924 ـ 1989 مناضلة شيوعية على المستوى العالمي


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المعين الملوحي - إلى صديقي ناظم حكمت