أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - الحسابات التكتيكية اللعينة














المزيد.....


الحسابات التكتيكية اللعينة


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا أريد أن أفتعل التواضع وأقول: "أنا لم أكن أعرف". كلا، أنا أعرف أن الغالبية العظمى من العراقيين أفراداً وأحزاباً وجماعات خارج مواقع المسؤولية وداخلها وخاصة الإعلاميين، يكتبون وفق حسابات تكتيكية أي لا يكتبون ولا يتخذون مواقف علنية حسبما يمليه عليهم فهمهم لما يدور في بلادهم بعفوية بريئة أي لا يكتبون عما يرصدون من ظواهر وأحداث وحسب.
لكنني لم أكن أعرف أن حب التكتكة بلغ هذا الحد من السوء.
فرغم أن مسألة التهديد العلني بإستهداف ولو شخص واحد خارج إطار الشرعية القضائية هي مسألة خطيرة للغاية في عهد الطموح نحو إستكمال الديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون، والأخطر أن التصريح بالإستهداف موجه لأكثر من شخص، والأخطر أنه موجه لأشخاص عاملين في سفارة دولة أجنبية، والأخطر أن هذه الدولة لها فضل علينا ونريد صداقتها صداقة حقيقية ورضيتْ، هذه الدولة، بعد جهد جهيد بذلك، وهي لا ترضى عادة بسهولة وصداقتها نافعة وعداوتها مضرة جداً ودون داعً؛ ورغم أن السفارة المعنية ناشدت الرأي العام بإدانة العزم على إستهداف موظفيها دونما مبرر وخارج الأطر البروتوكولية، أقول رغم كل هذا لم أصادف (وقد أكون مخطئاً) مقالاً واحداً (عدا مقالي) يتناول هذا الموضوع الخطير مقابل عشرات المقالات التي تناولت قضية إستهداف شباب الإيمو الإفتراضي على أهميته، وموضوع شراء سيارات مصفحة للنواب.
لماذا؟
أولاً: أنا واثق أن الغالبية العظمى من الكتاب والإعلاميين والصحف والأحزاب والكتل والحكومات المحلية وحكومة الإقليم لا تؤيد تصريح السيد مقتدى الصدر بإستهداف موظفي السفارة الأمريكية في بغداد إذا تجولوا خارج حدود سفارتهم، بل تستهجنها وتدينها. مع هذا لم يكتب أو ينطق أحدهم بكلمة (بالطبع، رئيس الوزراء هو الوحيد المعذور من التصريح لأننا درجنا على أسلوب خاص للحكومة في معالجة هكذا أمور خارج العلنية، تماماً مثلما عالج ربما مئات القضايا من مختلف الأنواع الخطرة مع الأمريكيين طيلة السنين الماضية حتى إنسحاب قواتهم)
أعود وأسأل: لماذا؟
بصراحة، هو موقف تكتيكي يُقصد منه عدم "إستفزاز" السيد مقتدى، لأن إستفزازه يقرِّبه ويقرِّب تياره من المالكي وإئتلافه وحزبه وبالتالي يشد من أزر التحالف الوطني الذي يضمهم، وهو أمر غير مرغوب به لدى البعض رغم نفعه للعراق في الظروف الراهنة.
أما إذا لاذوا بالصمت، فحسبوا أن ذلك قد يفهمه السيد مقتدى وأتباعه على أنه "سكوت من الرضى"، (أما الأمريكيون فيمكن طمأنتهم سراً، وهم يتفهمون!!). لكن هذا "الرضى" مطلوب من أجل دغدغة السيد مقتدى وخلق أوهام لديه ولدى تياره (كتلة أحرار) بأنه أصبح جماهيرياً بما فيه الكفاية ليرفع من وتيرة مناكفته لرئيس الوزراء. الجميع يريده أن يزيد من تصريحاته غير المتزنة من قبيل : "المالكي دكتاتور"، "المالكي يجير نجاح مؤتمر القمة العربية لنفسه" والتصويت لحذف البند (36) من موازنة 2012 الخاصة بتنفيذ مشاريع خدمية هامة بالدفع الآجل وهو إجراء سليم يستبق الزمن والعراق قادر بكل تأكيد على دفع المبالغ المستدانة لأن موارده النفطية في تزايد مستمر، أي يبيع العراق النفط قبل إستخراجه ليوفر الخدمات. صَرَّحوا تمويهاً وخداعاً، والصدريون معهم، أن هذا غير مرغوب به لأنه يأتي بالدعاية للمالكي، وقد فعلوا هذا في الموازنة السابقة أيضاً حيث حرموا العراق من قروض بشروط ميسرة وبفوائد زهيدة بمقدار (70) مليار دولار للبني التحتية من مدارس ومساكن ومستشفيات وغيرها. ضيق أفقهم أعماهم عن تذكّر أن السيد المالكي قد عقد العزم منذ سنة على أنه سوف لا يرشح لرئاسة الوزارة ثانية وأنه إقترح تعديل الدستور ليحدد ولاية رئيس الوزراء بفترتين إنتخابيتين لا غير. فكيف سيستفيد من الدعاية؟
ثانياً: إن تناول موضوع الإيمو تم دون تمحيص مدى مصداقية ما أُشيع حول قضية الغدر بهم؛ وأغلب الظن أن هناك تهويل إعلامي قد يكون مغرضاً ومرتبطاً بإنعقاد مؤتمر القمة العربية الذي سيكون نجاح ترتيباته الأمنية بمثابة إعلان رسمي للعالم بأن العمود الفقري للإرهاب قد قُصم ولم يتبقَ إلا القليل وسيزول بكل تأكيد. وهذا غير مرغوب به لدى البعض أيضاً.
أما تناول مسألة شراء سيارات مصفحة للنواب فقد عولج على الأغلب بشكل غير متزن وولد إنطباعاً بأن تناوله وموضوع شباب الإيمو توخى الدعاية والتسقيط السياسي بدل التعمق والبحث النافع.
خلاصةً، إن عدم إدانة تصريحات السيد مقتدى الصدر مثال ساطع على إخضاع المصلحة الوطنية العليا للتكتيكات التي تخدم المصالح الضيقة.
إنها، إذاً، قضية حسابات تكتيكية لعينة.



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي
- هل مشاكل العراق قليلة لتزيد فيها يا سيد مقتدى؟
- إئتلاف العراقية يطالب بإقالة وزير الكهرباء
- شهداء وجرحى ودماء: قالوا كل شيء ولم يقولوا المفيد
- من كان وراء محاولة إغتيال قائد شرطة البصرة؟
- الديماغوجيون
- ما هكذا الولاء يا دكتورة ندى
- نبوءة نوري السعيد تحققت يوم 8 شباط الأسود
- السيد طارق الهاشمي يهذي بتأثير حمّى إفتضاح أمره
- لماذا موقفا (منظمة الهيومان رايتس ووج) وصحيفة (الغارديان) غر ...
- حذارِ حذارِ من محاولات الإستهانة بمؤسسة مجلس النواب
- هم يلعبون ويخربون وأنتم إعملوا وإلعبوا لترويضهم
- إنتهى الوجود العسكري الأمريكي في العراق فما هي القصة من الأس ...
- لماذا توجد ملفات أمنية سرية غير مفعلة؟
- توقفوا عن التأجيج الطائفي يا أصحاب المشروع -الوطني-
- حافظوا على سلامة السيد طارق الهاشمي من الإغتيال الكيدي
- هل الدكتور أياد علاوي يتستر على الإرهاب أم متورط فيه؟
- أفيقي من أحلام اليقظة يا سيدة ميسون
- متى يستقيم وضعنا يا مثقفون؟
- الديمقراطية ليست هامبركر يا سيد صالح المطلك!!


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - الحسابات التكتيكية اللعينة