صورتان متناقضتان

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لحسن الحظ قرأت مقابلة رنيم محمد مع السيد موفق الربيعي المنشورة في (إيلاف) في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد(بتوقيت كندا)، الحادي عشر من أذار،أي بعد يومين من نشرها في التاسع منه.
مما دفعني إعتبار هذا التأخير في القراءة علامة من علامات البخت في ذلك اليوم: لأنني مررت بلحمي ودمي، صباحا أثناء عبوري الحدود الكندية بإتجاه أمريكا، بتجربة تختلف وتتناقض كليا مع تجربة موفق الربيعي المُرة والتى إطلعت عليها مساء، بسبب منعه من الدخول إلى أمريكا كما يرويه السيد الربيعي في المقابلة. صورتان مختلفتان ومتناقضتان لدرجة لو إطلعتُ في وقت مبكر من ذلك اليوم أو قبله على( الصورة) التي إلتقطتها عدسة الربيعي لما تجرأت، مطلقا، التقرب من الحدود الأمريكية للدخول إليها، وهي التجربة الأولى في حياتي، رغم حيازتي لجواز سفر سويدي.
عندها كنت أقول لنفسى إذا كان الأمريكان يُعاملون ((أخر صديق لهم في العراق))* وهويحمل جوازان بريطاني وأخر عراقي دبلوماسي بهذه الطريقة المهينة فكيف ستكون معاملتهم لي وأنا لم أقدم لهم أية خدمة طوال حياتي وليست لي علاقة مع أي أمريكي بالأضافة إلى إحتمال إصابة بعض شظايا (التوماسية) أو(المكارثية) والدي عندما كان في قيادة الحزب الشيوعي قبل طرده بحكم المسدس والذي يصفه الشيوعيون (المعتدلون) أنفسهم بالمتطرف في بعض كتاباتهم .
كان دخولي ومغادرتي للأراضي الأمريكية في نفس اليوم طبيعية جدا ولم تختلف عن الأجرائات التي مررت بها أثناء دخولي الأراضي الكندية بإستثناء طبع الأصابع ودفع مبلغ ستة دولار مقابل فيزا لمدة تسعين يوما وتأشيرذلك في جواز سفري .
ولكن السيد الربيعي يقول: (لم يستطع المواءمة بين الجوازين فذهب إلى قاعدة المعلومات، حيث وجد إسم موفق باقر مالك الجواز البريطاني، وهو طبيب إستشاري بالأعصاب في بريطانيا ومدير شركات، ووجد كذلك إسم موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي عضو مجلس النواب وعضو مجلس الحكم على الجواز العراقي، فسألني "انت أي واحد منهما؟"
قلت الاثنين وتستطيع ان تختم على أي واحد منهما، قال لا هذا الختم لا أوافق عليه.)
ومن بين ما يقوله في المقابلة: إن عمره46 عاما ويسافر لمدة ثلاثين عاما بجواز بريطاني وإن الضابط الأمريكي الذي منعه من الدخول من الأشخاص الذين يحبون صدام حسين ووجد في حاسوبه إنه هو الذي سحب المنصة من تحته أثناء تنفيذ حكم الأعدام بحقه .
على كل حال يبدوا أن الأمريكان لم يفرطوا، أخيرا، بأخر صديق لهم في العراق بعد أن قدموا له الأعتذار تلو الأعتذار وعلى أعلى المستويات، ولكن ماذا سيكون رد فعل نقابة الأطباء عندما يجدون زميلا من زملائهم يُعرف نفسه بأنه (رجل أمن)** ويفتخُربمساهمته الفعلية في تنفيذ عقوبة إعدام ولو بحق صدام حسين!
*تعليق رئيس الوزراء العراقي على الحادث كما ورد في المقابلة.
**لقراءة نص المقابلة إنقر:
http://elaph.com/Web/news/2012/3/721774.html

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات