|
بين خلية النحل والخلية الشيوعية
وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 17:09
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
قبل ايام قليلة افتتح المنتدى الثقافي للحزب الشيوعي العراقي في مقر الحزب في ساحة الاندلس واصبح يحتوي على كافيتيريا ومكتبة وكان هناك معرضا لرسوم الكاريكاتير وهو صالح لعمل ندوات ثقافية وسياسية واعلامية وفكرية وعرض الافلام وغيرها من الفعاليات . وحسب مايقال انه نوع من الاستثمار . الاستثمار يمكن ان يتضمن مشاريع صغيرة مثل الورش والحرف اليدوية او مكتب للطباعة والاستنساخ وطباعة الاطروحات ومقهى للانترنيت . وقد تعرفت على الرفيق الناشط ا .ج وهو مهندس واعطاني كراسا عن الحزب وطلب انضمامي الى الحزب . وطبعا ضحك عليه قسم من رفاق الحزب . ان عمل الخلية الشيوعية هو نفس عمل خلية النحل , فعاملات النحل يتنقلن بين الازهار لجمع الرحيق وتصنيع العسل ثم يعدن الى الخلية وعند ذهابهن لجمع الرحيق هناك شغالات يقمن باستطلاع المنطقة ثم يقمن باخبار بقية السرب بموقع الازهار باشارات وحركات خاصة . وعند جمع الرحيق وتجميع حبوب الطلع تعود الشغالات الى الخلية وعند دخولهن هناك عاملات حارسات على امن الخلية فكل عاملة لاتحمل سمة الدخول وهي رائحة الملكة فانها تطرد من الخلية . ثم تقوم العاملات بتسليم الرحيق الى عاملات اصغر منهن لم يسبق لهن الخروج من الخلية وهكذا يتم توزيع العمل ووضع العسل داخل الخلايا ثم ختمها بالشمع واطعام صغار النحل والحفاظ على الملكة وتنظيف الخلية ورمي القاذورات والنحلات الميتات خارجا . والقيام بتهوية الخلية صيفا لتخفيض درجة الحرارة وجلب الماء داخل الخلية لزيادة التبخر الذي يعمل على تخفيض درجة حرارة الخلية . كما تقوم الشغالات بتغليف اية مادة او حشرة غريبة بشمع خاص وفي الشتاء تقوم الشغالات بالتلاحم فيما بينها للحفاظ على درجة حرارة ثابتة . وعندما تفقس البيوض تقوم العاملات باطعامها . فالعمل في الخلية عمل تطوعي جماعي حيث يستحيل على نحلة واحدة العيش بمفردها . ويتم تقسيم العمل بين النحل بصورة مدهشة . وعند التزاوج تطير الملكة لمسافات بعيدة ويلحق بها ذكور الخلية وواجب الذكور الوحيد هو تلقيح الملكة والذكر الذي سيلقح الملكة سيموت بعدها لتستمر دورة الخلية . وعندما يشح الغذاء في الخلية تقوم الشغالات بطرد الذكور من الخلية او بقتلهم . وعندما تدافع الشغالات عن الخلية ضد انسان او حيوان او حشىرة تقوم الشغالات بلدغه بابرتها وهي تشبه مرساة السفينة فعندما تدخل الابرة في جلد الانسان لايمكن للنحلة اخراجها لان احشائها ستخرج خارج جسمها وهكذا بلدغة واحدة تموت النحلة . في الحزب الشيوعي وفي الخلية الشيوعية يكون العمل جماعيا وطوعيا ومجانيا وكل رفيق لديه مهام محددة ويتم تقسيم العمل وفق مناطق السكن او العمل او حسب المدارس والجامعات . سمة الحزب الطبقية هي العمل بين اوساط البروليتاريا ومحتلف الكادحين من فلاحين وحرفيين وغيرهم ويشمل حتى الفئات المهمشة في المجتمع كما يشمل العمل على كسب الشبيبة والطلبة والمراة . الرفيق الشيوعي يمثل دور عاملة النحل يقوم بالاستطلاع ويحوم حول الهدف ثم يهبط ويعاين الحدث بلقائه بالناس ثم العودة الى الحزب في الاجتماع الحزبي بتقرير وشرح واف عن الموضوع مع مناقشته مع الرفاق . ان الحزب الجماهيري هو الذي يعيش ويعمل بين اوساط الكادحين وينقل معاناتهم ويقوم بتوعيتهم وصقل وعيهم الطبقي وازالة الرواسب القبلية والطائفية ويكون على استعداد للتضحية من اجل اهداف الحزب والشعب . ان تحول الحزب الشيوعي العراقي الى حزب افندية وشيوعية المقاهي هي الكارثة بعينها . هؤلاء الرفاق لايذهبون الى الناس بل يريدون ان ياتي الناس اليهم ويتوسلون بالرفيق الحزبي ان يقبلهم في الحزب . انه منطق عكسي وقسري وغريب وسوريالي وغير منطقي انه منطق ارستقراطية الحزب وكما يسميه المفكر فؤاد النمري ( البرجوازية الوضيعة ) . من هذه الخلاصة يتبين ان الحزب لم يتعلم من اخطائه وانه لايزال يدور في نفس الحلقة المفرغة . ونظرة بسيطة الى اللافتات التي رفعها الحزب بمناسبة يوم المراة العالمي يظهر بؤس هذه الشعارات مقارنة بشعارات الحزب الشيوعي العمالي العراقي . كما ان الدعوة الى تصحيح العملية السياسية يتناقض مع برنامج الحزب الدخول في العملية السياسية والقبول بالفيدرالية التي هي واقعا كونفدرالية حسب مواد الدستور الدائم وهذا معناه دعوة لتقسيم العراق . لايمكن لحزب جماهيري ان يرفع شعارين متناقضيتن في وقت واحد .لايمكن لحزب يرغب في قيادة الجماهير ان يضع قدمه اليمنى في السلطة وقدمه اليسرى في المعارضة !!! انها منزلة بين المنزلتين والمنزلة بين المنزلتين ليست بمنزلة ... ختاما اقول كما قال الشاعر فرات الشمري في قصيدته ( زغيرة وماتعرف تحب ) بعد بعض التغيير فيها اقول للرفيق ( ا. ج ) : تريض وانعل الشيطان .. واسمع نخوة افادي لو هذا الحجيتة وياك ماينحاج يا استادي خل يشهد علي الهادي احرم عليك حتى طبة النادي واشحده اليكلك اكسب وليد وما يعرف يكذب على المودة نلتقيكم ...
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ملكوت الخمر
-
توثين الفكر والدين والسياسة
-
كيف يكون الحوار متمدنا؟
-
احذروا هذا البرنامج
-
الورطة في نكاح المتعة
-
معجزة تحويل الماء الى خمر في عرس قانا الجليل
-
اللوغوس والفلسفة الرواقية وبولس
-
ظاهرة التسول في بغداد
-
سيدة هندية تضع فريقا لكرة القدم
-
الموسيقى والغناء حلالٌ حلال,ج2
-
حرية الله مرتبطة بحرية الانسان
-
الصهيونية تزيف التاريخ
-
الموسيقى والغناء,حلالٌ حلال
-
ديك صيني يبيض!!!
-
الناسخ و المنسوخ في الانجيل
-
في ملكوت نانسي عجرم
-
الوجه الاخر عند الرسول بولس
-
الالوهة والانسان
-
اهلا بحزب الحمير الكردستاني
-
ماليس من متغير... ليندا وكرة القدم
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|