أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - في رحيل ضمير الحركة الوطنية والثقافية الفلسطينية أبو خالد البطراوي ابتعد عن النخبوية والفوقية اللتين بطبيعتهما تبتعدان عن الحراك الثوري ومساراته














المزيد.....

في رحيل ضمير الحركة الوطنية والثقافية الفلسطينية أبو خالد البطراوي ابتعد عن النخبوية والفوقية اللتين بطبيعتهما تبتعدان عن الحراك الثوري ومساراته


توفيق العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 13:20
المحور: الادب والفن
    


« لم يجد ما يأكله
تسلل إلى البيت المسيج
عله يجد ما يأكله
فلم يجد ما يأكله
كسر الباب والشباك
واستدعاهم
عله في السجن
يجد ما يأكله»
بهذه الكلمات يفتتح ديوان الراح المثقف والمناضل محمد أبو خالد البطراوي، الذي تمر ذكرى وفاته الأولى متزامنة مع ميلاد الراحل الكبير محمود درويش ويوم الثقافة الوطنية الذي لم يأت على ذكره!.
ولعل افتتاحية الديون عبرت عن وعيه وانتمائه ونضاله، ذلك الشيوعي الذي لم يكل في الدفاع عن قضايا الكادحين والمظلومين، متنقلا من بلد إلى آخر ومن معتقل إلى آخر، وفاءا للفكرة وايمانا بالمشروع.
الشاعر مفلح طبعوني وفي ذكرى رحيل البطراوي يرى بأنه ابتعد عن النخبوية والفوقية اللتين بطبيعتهما تبتعدان عن الحراك الثوري ومساراته، وعمل على تغذية الدماغ بفيتامينات الابداع، وقدم الدواء الشافي ضد فيروس الجمود والجهل، ويضيف انغمس أبو خالد بالوفاء والالتزام وبالسيف المشهر في وجه الاحتلال، وقف ضد الظلم ودافع عن حقوق المظلومين وثوراتهم وانتفاضاتهم، ناصر المرأة واحتضن الأطفال ودافع عن تلاقح النوار، تمسك بالوحدة وعادى الانقسام.
حين التقيناه قبل وفاته، وفي حديث عن الراحل معين بسيسو، استمع كثيرا ولم ينطق، لكنه ابتسم، وقال» تسألني عن ايدولوجية معين، نحن في ذلك الوقت لم نقرأ الماركسية، أو قرأنا اليسير منها، آمنا بشيء واحد فقط بالكادحين وحقوقهم، لذلك عندما طلب منا مرة أن نبني جامعا في احدى بلدات غزة لم نتردد فبنينا لهم جامعا»
ولم يقتصر نضاله على الفعل والحركة فقط بل آمن أن للثقافة والكلمة دور في معركة التحرر والحرية، فكان حاضنا لكل المواهب والابداعات، ولعل أكثر ما يذكر عنه بيته الذي كان مزارا لكل الكتاب والمثقفين والسياسيين، مهنا يقول طبعوني « آمن البطراوي بأن الثقافة الفلسطينية ركن من أركان مقاومة الاحتلال، لا بل عمودها الفقري، فطعّمت الذوق الفلسطيني العام ضد التشظي الثقافي وحافظت عليها وعلى مشتقاتها لتحافظ على الوجود الفلسطيني حارب الابتذال.. وعزز الانتماء. منع سقوط الذوق بعفويةٍ وفطريةٍ وتماسكٍ مع هذا الوطن، فصار معه وبه عطاءً، فهم الواقع بعلميةٍ وأكدت على أهمية الحرص الثوري ومرونة الفاعلية والابداع».
ويسترسل طبعوني بقوله» لم يعتبر الوطن مجرد قسائم وبلوكات في الخريطة العالمية لأنه تمتع برائحة ترابه، نسائم مجالاته، حافظ على شجره وثماره، حافظ على ناسه الذين تعلموا منه بدون تلقين مثلما تعلموا من رفيق دربه الشاعر والمناضل والقائد توفيق زيّاد، الذي كان يقول، كما كان البطراوي يقول: «قد لا يكون شعبنا أفضل الشعوب ولكنه حتمًا لا يقلّ بالأفضلية والحسانة عن غيره من الشعوب».
وبمرور الزمن لم يركن البطراوي إلى ذكريات النضال وكتابة المذكرات، لكنه ظل حتى الرمق الأخير قارئا ومقاتلا، فقد تعدد هذا الرجل بين المفكر والناقد والشاعر، على الرغم من أنه لم يكتب كتابا واحدا طيلة حياته، انتقد السياسة والوضع الاجتماعي والترهل الوظيفي، ببوصلة يدرك وجههتها، وبالوصول وهو يعلم أن طريق الوصول مقدر بسبعة أوجه كما قال شعرا، فنسمعه يقول: « بين الميمنة والميسرة
سبع دروب أخرى مقدرة»
الجوع
والركوع
والتمرد
والتشرد
السعي
والوعي
القتال
فاذا قاتلت...
فقد وصلت»
وفي نقده لم يكن متجهما وفي معركته لم يكن متذمرا، مارس السخرية المرة رغم مرارة الوضع، وعيشه المتقلب، ففي قصيدته التي بعنوان « بخير» يوضح بأسلوب فطري بسيط ولاذع سبب تعثر المسير والسيارة، فليست المشكلة بالعجلات ولا ببلد الانتاج ولا في الأضواء أو الكراسي فكل المسألة أن السائق مخمورا يغط في النوم كما قال.
ونراه يتحدث بذات الأسلوب بقصيدته « البوصلة» عن خارطة الطريق وأخواتها، عن الجهود المبذولة للسلا الذي تحدثوا عنه كثيرا قاتلين الحكايات واستوطنوا حبر الخرائط وألوان الماء والمحايات اتباعا لبوصلة صنعها « لص كان يتقن الكذب وادعاء الخرائط».
وفي « أنياب» يختصر البطراوي كل الحكاية بذات الأسلوب العفوي البسيط، دون تسطيح أو تبسيط ساذج، فيحيل القضية كلها إلى خلع أنياب الحية بقوله: « السر في الأنياب
يمسك الحية من ذيلها
يخلع أنيابها
فتعيش ويعيش
وتموت إن دق رأسها ليأمن سم الأنياب
أو يموت هو...
إنهي الأنياب بقيت!!
للحية نابان
وأنياب بلا عدد
للعنصرية!!



#توفيق_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتفال بيوم الشهيد المصري لأول مرة في فلسطين
- الفنان بشار زرقان الواقع فرض إيقاعا جديدا ومختلفا و شباب الث ...
- أثر الفكر اليساري على الأدب الفلسطيني...أحمد رفيق عوض: الادب ...
- - الثورة لحظة لا يعلمها أحد - حافظ البرغوثي: - نهاية الدكتات ...
- في الذكرى الرابعة والخمسين لاعلان الجمهورية المتحدة ملتقى ال ...
- الفنان علي فرزات: الثورة ليست بيتا لممارسة العهر والفنان الح ...
- ..وحين يتقاسم المعتصمون رصيف المدينة ودفء الشمس... ثقافة الا ...
- حافظ البرغوثي وحاكم كازاخستان من قرأ الآخر
- الخطيئة ليست امرأة قراءة في مسرحية - خطايا- لصلاح حنون وفرقة ...
- ليلة سقوط النقد في زوبعة - فنجان قهوة-
- جرح القصيدة في ذكرى غياب محمود درويش
- الإعلام النسوي بحث عن تفاصيل المرأة في الإعلام والمجتمع
- هناك دائما وقت للغناء قراءة في ديوان أسميك حلما وأنتظر ليلي ...
- وردة حمراء للأغلبية الصامتة
- -عرّاب الريح- ...مرافعة شعرية تاريخية في دوثان
- بيان رقم واحد كاريكاتيريا قراءة في رواية سعيد الأول والواحد ...
- مئة كلمة للذيب
- الأهداف فوق الفن قراءة في أيدولوجية المسرح الصهيوني ...
- الانتظار موت آخر قراءة في مسرحية 603 للمخرجة منال عوض ومسرح ...
- ولاية الرئيس والقرار الفلسطيني المستقل


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - في رحيل ضمير الحركة الوطنية والثقافية الفلسطينية أبو خالد البطراوي ابتعد عن النخبوية والفوقية اللتين بطبيعتهما تبتعدان عن الحراك الثوري ومساراته