محمد ماجد ديُوب
الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 19:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عندما أدركت أن الطبيعة لن تبوح لنا بأسرارها فهي كالمرأة حقلاً من الألغاز غير منته وغير محدود ما يتكشف لنا حل للغز ما حتى نفاجأ بآخر قد يكون أكثر عمقاً وتعقيداً
مقالي السابق يوضح الفكرة بشكل مسهب
تبقى الحلول في حياتنا هي آنية كما في معالجة مريض من داء ألمً به بعد أن أدرك الأطبء أن القضاء على حالة الموت هو أمر مستحيل من الناحية الطبية
ربما كانت لنا وسيلة أخرى للقضاء على الموت هي في السفر بسرعة على مركب فضائي بسرعة تقارب سرعة الضوء لكن هذا الحل دونه الطاقة اللانهائية اللازمة لكي نجعل المركب يسير بهذه السرعة الخارقة
ربما كان الحل بإيقاف الزمن عن الحركة في إتجاهه أو التلاعب بها عن طريق وصولنا إلى مرحلة نستطيع فيها أن نعيده إلى الوراء فنبدأ اللعب به ما إن يتقدم بإتجاه أرزل العمر حتى نعيده إلى فترة الشباب وهكذا دواليك ولكن ذلك إلى الآن يبدو مستحيلاً أكثر من المستحيل نفسه
متعة وجودنا في هذا العالم ولذًاته هي على ما يبدو أكبر مما كنا نعتقد أو نظن وتتفوق على آلامنا نتيجة لهذا الوجود بشكل كبير
ترانا نتمسك بالحياة بشكل مخيف على الرغم من آلامنا فيها وذلك بسبب اللذة الهائلة التي نتمتع بها ونتمسك بالحصول عليها وأولى هذه اللذات اللذة الجنسية
رغبتنا بالعدالة كبيرة ورغبتنا بالتملك أكبر لذلك ترانا مندفعين بشكل جنوني نحو التملك متناسين العدالة
رغبتنا بالسيطرة هائلة ولو كان دونها دماء كثيرة فهذا لايهم طالما أنها تحقق لنا متعة الشعور الإعتباري
و كما يأسنا من تحقيق الخلود والحرية فإن يأسنا أكبر من تحقيق الحياة الجنسية المستمرة وتحقيق العدالة وتحقيق الحصول على السلطة
هل سبب هذا اليأس هو معرفتنا العميقة أن الإنسان هو مركب معقد لايمكن لنا فهم مدى تأثير مطلب اللذة الضارب عميقاً في لاوعيه وأنه لايمكن وليس بإستطاعتنا أن نكوٍنه على الشاكلة التي نريدها فمملكة الله مملكة الخوف الحقيقية مازالت تمسك بلا وعيه إمساكاً يفهمنا أنها والله واللاوعي شيء واحد ؟
تباً لأفكار الغيب فهي مملكة االله الممسكة بلاوعينا أساس بنيانها الخوف مما هو مفترض وجوده في مرحلة ما بعد الموت
كلما تقينا من إستحالة إصلا ح العالم عن طريق إصلاح الإنسان سيده وحاكمه كلما إزداد يأسنا
ليست هذه دعوة إلى إدارة الظهر لهذا العالم بقدر ما هي محاولة لفهمه
إنها ثنائية اللذة والخوف من الموت حاملها الإنسان وطرفاها متناقضان هل هناك حل ؟
#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟