أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - ناهده محمد علي - لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى ... حتى ؟














المزيد.....

لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى ... حتى ؟


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 06:32
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    



لقد عانت المرأة على مر العصور من الحصار الجسدي بخلاف الرجل وكانت دائماً مراقبة في حركتها وكلامها وطريقة مشيها بالإضافة الى علاقاتها وأصبح لهذا تأريخ عريق ليس له أية علاقة بأي دين أو تعاليم سماوية بدليل أن طريقة ( الوأد ) عُرفت ما قبل الإسلام وهذه الطريقة إتبعها الهنود أيضاً فكثير من القبائل الهندية كانت تأمر بدفن المرأة حيَة مع زوجها في حالة وفاته أي أن حياتها موقوته بحياة زوجها , كذلك الحال في قارة أُوربا في القرون الوسطى حيث كانت الكنيسة خلافاً للتعاليم المسيحية تأمر بالرجم بالحجارة حتى الموت أو الحرق بالنار للمرأة التي يُعتقد بأنها ( زانية ) أو متشابكة العلاقات .
إن المجتمع العربي لا زال يمارس طريقة ( الوأد ) وبأشكال مختلفة ويبارك هذا القانون المحلي حيث يتساهل في الحكم وأحياناً لا ينفذه , ويخرج بعدها القاتل مرفوع الرأس مباركاً من قِبل المجتمع والأقارب . لو حللنا أسباب هذه الظاهرة الخطرة لرأينا أن حُب الملكية هو ما يدفع الذكر الى إلغاء حياة الأُنثى التي تذهب الى مالك آخر , والرغبة في المُلكية هذه لا تفرق بين عنصر وآخر فكثير ما نقرأ عن رجال من عنصر صيني أو هندي أو أُوربي قد قتلوا زوجاتهم أو صديقاتهم لعلاقات ثنائية , وما يتميز به المجتمع العربي إن الثأر للشرف يمتد الى الأخوات والأقارب .
لو شرحنا الأسباب الموضوعية لهذه الظاهرة سنجد أن أسبابها متشعبة وعميقة تتوزع ما بين الثقافة الذكورية العامة للعالم وضعف المرأة الجسدي والسلطة الأبوية التي تتحكم بمصير نساء العائلة , حاجة المرأة الإقتصادية بشكل عام للرجل وخاصة المرأة الآسيوية والأفريقية , الزواج المبكر وفارق السن بين الزوجين , الأُمومة المبكرة والإرتباط القسري بألزوج بسبب غريزة الأمومة والرغبة في الإحتفاظ بالأطفال , الإتجاه العام للرجل الى المسكرات والمخدرات في حالة الفشل الزوجي بينما الإتجاه الى المسكرات هو إقل لدى النساء , فتقوم المرأة بتفطية هذا الفشل بالبحث عن العلاقات البديلة .
إن كل هذه الأسباب تبدو كدعائم قوية لكن الهرم الأكبر فيها هو ( نزعة التملك ) والتي تدفع أي رجل مهما كانت جنسيته الى الإعتقاد بأن زوجته وأطفاله هم ملك مسجل له شخصياً وأن أي إعتداء على هذه الملكية هو دافع قوي للإنتقام الدموي .
أنا لا أدعو للعلاقات الثنائية والمتشابكة أو الى التهديم الأُسري لكني أُحلل أسباب هذه الظاهرة والتي لا يمكن أن تُحل إلا ببناء أُسري متين يتصل بحرية الإختيار وإرتفاع المستوى الثقافي والإجتماعي والأخلاقي لدى المجتمع , وهناك حقيقة واحدة وهي أن إعطاء المرأة الثقافة الإجتماعية والكفاية المادية سيجعلها تتجه الى النزاهة في علاقاتها الخاصة والعامة .
إن المجتمع العربي كان دائماً ظالماً في عطائه للمرأة وفي عقابه فهو قد حرمها من كثير من الحقوق الإنسانية وأحاطها بالشك والرقابة وكأنه يعلم مُسبقاً أن ما منحها لن يحصد سوى الجهل والإنحطاط الإجتماعي , وأكثر من هذا فإن مجرد شك أو وشاية أو أحياناً مرض عضوي يكفي لقتل هذه المرأة أو تلك وبفرح رجولي مريض . إن الكثير من الفتيات في المناطق العربية الريفية والموبوءة والتي تنتشر فيها أمراض مثل الأكياس المائية أو الديدان المعوية بإختلافها يُقتلن بعد أن تنتفخ بطونهن من جراء الإصابة بالأكياس المائية أو الديدان المعوية وبدون تعريضهن للفحص من قبل الطبيب لمعرفة سبب إنتفاخ بطونهن ويُعرف ذلك بعد موتهن .
إن البيئة العربية المحاصرة أخلاقياً والتي بنت جداراً فاصلاً ما بين عالم الرجال وعالم النساء كثرت فيها العلاقات الجنسية الشاذة وتواجدت حالات من الإعتداء الأُسري الجنسي على الفتيات الصغيرات من قِبل أحد أفراد العائلة والأقارب وأحياناً من قِبل الأب أو الأخ وكان هذا ينتهي دائماً بالقتل حال حصول الإعتداء خوفاً من الفضيحة والإستنكار الإجتماعي , إن الثورة الهرمونية لدى بعض الشباب العربي ومع وجود الحصار الإجتماعي تجعل هؤلاء الشباب لا يلتقون إلا بأخواتهم أو قريباتهم فيتجهون بغريزة عمياء نحو هؤلاء الفتيات ويجري التخلص منهن وبطرق شنيعة بعد الإعتداء مباشرة , وتستمر أحياناً حالات الإعتداء الى حين وضوح النتائج .
إن الذكر العربي وبسبب النظرة الدونية للمرأة ولأجيال طويلة لم يجد في المرأة سوى أداة للمُتعة والإنجاب وتبقى ملكية خاصة له طيلة حياته .
لايكفي للمجتمع العربي أن يزداد وعيه الثقافي والعلمي والإجتماعي بل يجب أن يغطي هذا المجتمع حاجات أفراده وخاصة النساء والأطفال فكثيراً ما تتجه ارامل الحروب الى مزاولة الدعارة لإطعام أطفالهن ويساهم التدهور الإقتصادي في طرق هذا الباب .
وبموازنة الأسباب جميعها أجد أن العُرف الإجتماعي العالمي والثقافة الذكورية والتي تسود حتى الدول المتطورة قد جعلت قتل المرأة هو الحل الأمثل في حالة خيانتها للمالك .
إن قيمة ( الشرف ) هي قيمة إجتماعية عظيمة لكنها نسبية ومتغيرة أما قيمة الملكية الفردية فهي تعمل مع قيمة الشرف لخلق المبرر المقنع للكثير من جرائم الشرف , ويذكرني هذا ببيت الشعر العربي القديم
لا يسلم الشرف الرفيعُ من الأذى
حتى يُراقُ على جوانبه الدمُ
وأنا لا أدعو طبعاً الى الإباحية الأخلاقية بل أدعو الى تطوير المرأة عقلياً وروحياً وإعطائها الحرية الكاملة للإختيار وهي في هذه الحالة ستكون مسؤولة عن سلوكها الأخلاقي سلباً وإيجاباً مسؤولية كاملة أمام نفسها وأمام مجتمعها الذي ستُرفض فيه .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يثور الطلاب .. لماذا !؟
- أطفال الشوارع ( المتسربين ) .
- نحن أُمة لا تقرأ .
- المُحاكاة ماذا بشأنها .
- أولاد سمك القرش .
- الحزن سمة أساسية في شخصية الفرد العربي .
- بمناسبة الثامن من آذار ... الخوف مرض أزلي لدى النساء في البل ...
- أخلاقية المرأة من يفرضها ؟
- متسولون .
- الذوق العام أم الذوق الخاص .
- هل المرأة العربية غبية !؟
- الإختلاط بين الجنسين في جميع المراحل التعليمية .
- التربية المدرسية أم التربية الأُسرية .
- إزدواجية الشخصية للفرد العربي
- بمناسبة 8 آذار عيد المرأة العالمي ... نساء في قلب الوطن
- تحول سايكولوجية الطفل العراقي .
- فلسفة الإنتحار قمة العقل أو قمة الجنون ؟
- التخلف القيَّمي الإجتماعي الشرق أوسطي
- ضرب الأطفال والنساء في البلدان العربية .
- الأمراض النفسية والعصبية لدى النساء في العراق .


المزيد.....




- فرحي أطفالك مفيش زن تاني .. ترددات قنوات الاطفال 2024 الجديد ...
- فوز دونالد ترامب يتسبب في -الامتناع عن ممارسة الجنس وحلق الر ...
- فرض الحجاب في ليبيا ومنع استيراد ملابس -غير المناسبة-.. قرار ...
- تقرير أممي يعلن نسبة ضحايا حرب غزة من النساء والأطفال.. كم ت ...
- نقص المياه يفاقم معاناة النازحات اللبنانيات خلال الدورة الشه ...
- هتكوني ملكة جمال.. وصفة مذهلة لتنعيم وفرد الشعر المجعد والخش ...
- الأمم المتحدة: 70 في المئة من ضحايا الحرب في غزة من النساء و ...
- المرأة في الحرب: لمذا تدفع الثمن مرتين؟
- ريبورتاج: عاملات أجنبيات في لبنان عرضة للتشرد والاغتصاب في ظ ...
- “انــا لـولـو ما في منـي”.. تردد قناة وناسة نايل سات لمتابعة ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - ناهده محمد علي - لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى ... حتى ؟