أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ذكيه حمدي سردست - المرأة ثورة نحو التكامل















المزيد.....


المرأة ثورة نحو التكامل


ذكيه حمدي سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 20:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الملكية عند الرجل عموما و الشرقي خصوصا خصلة قاهره وتكاد تكون لاارادية بينما تميل المرأه بطبعها نحو التلقائية والانفتاح العقلي والروحي والمعرفي ان لم تحدّها قوانين المجتمع والعادات وسطوة الرجل الاب .. الاخ .. الزوج ..ثم الذكور من الاولاد فيما بعد .. في الطبيعة الانثى هي من عليها انتقاء الشريك وليس الذكر, ومن تنتقيه الانثى ليكون ابا لوليدها في موسم ما قد لايكون بالضروره هو ذاته الذي ستنتقيه في الموسم التالي (قانون الاصطفاء الطبيعي)...هكذا كان الحال في بداية التاريخ البشري حيث للمرأة مركز الصدارة الاجتماعية, فهي اللغزالواهب لحياة جديدة والام الحاضن لجميع الابناء والبنات والزعيمة الروحية لمجموعتها البشرية المرتبطة فيما بينها برابط القرابة ومعلمة النطق واللغه والمسؤلة عن توزيع العمل في المجموعة المتعاونة بينما اقتصر دور الرجل على الصيد وحماية مجموعته التي ينتمي اليها من اعتداءات المجموعات البشرية الاخرى. وقد انعكس هذا الواقع المعاش في المعتقدات الدينية القديمة حيث كانت الالهة الاساسية أناثا والاله الذكور مكملين لهرموني الحياة كما كان واقعهم المعاش تماماً ..وقد بقيت بعض هذه المجموعات على حالتها البدائية تلك حتى اواخر القرن التاسع عشر في بعض المناطق الافريقية الداخلية النائية.
تغير الوضع تاريخيا بظهور فائض الانتاج في المجتمع وتطورالصناعات الحرفيه والانقسام الطبقي وتشكل الملكية الخاصه لدى الذكور التي تحتاج
الى وريث من صلب رجل محدد مما تطلب ان تكون الانثى او مجموعة الاناث ملك شخصي للرجل عليه حمايتهن ومنعهن من الاختلاط بغيره بكافة الطرق حفاظا على نقاء نسلة بهدف توريث الممتلكات المادية أو أسم عائلته هو- حيث كان انتماء الاولاد عائداً للام وليس للاب- فانقلبت الامورمنذ تلك اللحظة رأسا على عقب واحتل الرجل عنوة مكان الصدارة في المجتمع (بحكم التشريعات القانونية التي وضعها وعززها باستبدال الالهة الاناث بالاله الذكر الواحد الذي يعكس ويثبت سلطته الروحية في المجتمع دون شريك ) فهبطت المرأه في سلم العرف الاجتماعي تدريجياً لتحتل حتى يومنا هذا مرتبة التابع ولتشكل جزء من ممتلكات الرجل الخاصة . هذا الوضع الشاذ في عرف قوانين الطبيعة اوقع الرجل قبل المرأه في امراض نفسية تكاد تكون مستعصية الحل ووضع اساس( ظاهرة ) التناقضات التاريخية بين المرأة والرجل تلك الظاهرة التي لم تجد لها حلا حتى الان في معظم دول العالم وتبرز اكثر حدّية في المجتمعات المتخلفة اقتصاديا أو المتشددة دينيا . في واقع الامرليس هناك تناقض او صراع فعلي بين الرجل والمرأة ككيانين بشريين, فالطرفان مكملان طبيعيان لبعضيهما البعض ,أما ما يبدو
تناقضا أو صراعأ فهو عمليا التناقض بين تشكيلتين اقتصاديتين او نظامين اقتصاديين مختلفين حيث (ينتمي) الرجل الى النظم الاقتصادية القائمة على الملكية الخاصة و الانقسامات الطبقية وما تنتجه من ازمات وحروب والتي تشكلت عبر السلطة الاحادية للرجل عبر التاريخ وتنتمي المرأة الى نظامها الامثل القائم على التعاونيات والطبقة الاقتصادية الواحدة , المتنوعه في المعرفة والثقافة والتقاليد والتي تفسح المجال لكل من المرأة والرجل على قدم المساواة للسير معاً على اساس تكاملي وليس تنافسي وهذا أمر على غاية الاهمية .
انتقل الان للحديث عن المرأة في الربيع العربي
لا شك ان التطور التاريخي للمجتمعات البشريه الطبقية كان ومازال حافل بالثورات والمعاناة الانسانية وان كان وقع ذلك على الرجل قاسياً مرة فوقعه على النساء أمرّ وأقسى بألاف المرات نظراً لمعاناتهن المستمرة واضطهادهن عبر العصور من خلال المجتمع الابوي -البطريارخي عبرحصارهن بالتجهيل المعرفي المقصود وبقوانين ارضية وتشريعات سماوية وكذلك لارتباط الابناء الغريزي بأمهم وليس بأبيهم مما يحملها عبأ نفسياً اضافيا محطما, فالعلاقة بين الاب والاطفال لاتعدوفي اغلب الاحيان كونها رابطة اقتصادية تخلو من ذاك الرابط الطبيعي الذي لاينقطع حتى بعد قطع الحبل السري بين الولد وأمه والذي لا يمكن لاي أب مهما بلغت عاطفته ومشاعره ان يعوضه ان فقد لانه غير مهيأ لذلك (ولا يمكن بطبيعة الحال لاي ام أخرى ان تعوضه ) مما يضيف عبأ أثقل على الام التي هي اصلا محاصرة بوضع اقتصادي واجتماعي مهمش لاتحسد عليه ويبرز ذلك واضحاًخصوصا عند تردي الاوضاع الاقتصادية في الاسرة أو عند حدوث الازمات الاقتصادية الدورية في العالم وتداعياتها من حروب ونزاعات تلقي بالرجل في أتونها و تترك المرأة والاطفال عراة بكل مافي هذه الكلمة من معنى, وعرضة لشتى انواع الانتهاكات .
أمام هذا الواقع فان الثورة في حياة المرأة (أدركت ذلك بوعيها أو بغريزتها) هو دفاع عن الحياة ذاتها بمعناها الشمولي ,هو دفاع عن مستقبل أبنائها وأبناء غيرها دون تمييز بين ذكوره واناثه وعندما تثور المرأة , فانها تثور بعنف وتعطي بسخاء دون ان تنتظر من أحد ردّ الجميل ولا تضع في حساباتها منصب قادم او مكسب مادي وليس مردّ ذلك قصور في امكانياتها الذاتية أو مقدراتها في قيادة المجتمع سواء من ناحية الكفاءة أو الحنكة أو الذكاء وانما - وهذا رأي الشخصي - ادراكها ان المعركة خاسره في ظل استمرار هيمنة ذهنية التملك لدى الرجل المتمثلة في نظامه العالمي وليس في شخصه الفردي فحسب وحين نراه يفسح لشريكته مكانا في دوائر القرار فهو يفعل ذلك ضمن تشريعاته وقوانينه هو التي تكرس سيطرته المطلقة على الوضع.
ان الثورات في حياة المرأة عموما والشرقية خصوصاً هي ثورات من أجل مستقبل أكثر عدلا وأماناً وهي في حركتها اللولبية الديناميكية المتصاعدة المتفاعله تعطي مهما بلغت محدوديتها مرحلة نوعية جديدة تشمل المجتمع بكل مكوناته وتسهم في التطور المعرفي ليس للمرأة فحسب بل لعموم المجتمع بنساءه ورجاله ,وان كان الرجل هو محرك التناقضات ومحفز الابداعات فالمرأة هي الحياة ذاتها بكل جمالها وعطاءاتها غير المحدودة .



#ذكيه_حمدي_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عفو ترامب عنها ذهب هباء.. السجن 10 سنوات مجددا لامرأة شاركت ...
- مبادرة “لاها” وأهمية الحديث عن الصحة الجنسية والإنجابية للنس ...
- الصورة الرسمية للسيدة الأمريكية الأولى الـ47: أنا امرأة عملي ...
- الهلال الفلسطيني يستلم 3 مواطنات مصابات في قصف الاحتلال مبنى ...
- أول مدربة كرة قدم سورية تحلم بعهد جديد للنساء ولبلادها
- جرائم نازيي كييف في قرى كورسك: تعذيب واغتصاب وقتل بدم بارد
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة للحصول على 800 دينار شه ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة للحصول على 800 دينار شه ...
- هل أنصف القرآن المرأة وظلمها رجال الدين؟
- -لا تفقدوني-.. لحظة إنقاذ امرأة تبلغ 100 عام من حرائق الغابا ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ذكيه حمدي سردست - المرأة ثورة نحو التكامل