|
شمعة في الظلام دهوك في اسطورة جديدة
سيروان شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 19:36
المحور:
الادب والفن
يوم جديد يضاف الى تاريخ دهوك في اسطورة جديدة يحقق الاستاذ والفنان المبدع (غربي محمد) استاذ اللغة الانكليزية في جامعة دهوك بعد ان حقق نجاحا ت عظيمة في اعماله السابقة مسرحية ( ليلى قاسم) و (روميو و جوليت) والتي قدمت باللغة الانكليزية ، واليوم ياتي هذا الفنان المبدع ليعيد امجاد الحركة الفنية الصحيحة في دهوك بعمل جديد دام ثلاث ساعات اشبه بافلام الهوليود الكبيرة ، لم يحسن المشاهد بأي شئ سوى اندماجه الكامل بالمشاهد المؤثرة مشهد يسابق مشهدا اخر في الابداع والتغيير والاندهاش الكامل للرؤية ، لقد كان بحق يوما جميلا ورائعا يوما يعيد امجاد السبعينات و الثمانينات في العراق يوم يعيد الابداع في زمن افتقر الى هذا النوع من الاعمال الرائعة نستطيع ان نقول انها كانت مهرجانا عالميا حيث قدمت اعمال هذه الحفلة الخيرية الكبيرة بعدة لغات كوردية و عربية وانكليزية شارك فيها العديد من الكوادر الفنية وغير الفنية وتضمن هذه الحفلة اغاني ومسرحيات ومشاهد مؤثرة للغاية سلبت القطرات من اعين الجماهير ربما كنا بحاجة اليها ، حفلة جمعت كل طبقات المجتمع في عالم واحد وهو عالم الاحاسيس عالم افتقد الى الرؤية لا يرون ولكن احاسيسهم عظيمة انها حفلة لمعهد روناهي( للمكفوفين ) التابعة للرعاية الاجتماعية في دهوك .
في 29 / 2 / 2012 بدأ يوم جميل يظهر في سماء جامعة دهوك في تمام الساعة الرابعة مساءا وعلى قاعة المؤتمرات الكبيرة افتتح اكبر حفلة خيرية وعمل فني في تاريخ دهوك نستطيع القول في اقليم كوردستان لم نشهده منذ عقود ، حضره جمهور كبير امتلئت فيه القاعة الاساسية للعرض والقاعة التصويرية الذي يشاهده الجمهور من خلال شاشات كبيرة ، وبدعم من المؤسسات الخيرية ومن رئيس جامعة دهوك د.عصمت محمد خالد والاستاذ تمر رمضان محافظ دهوك الذين ساهموا بشكل كبير في انجاح هذه الحفلة التي ضمت عدة فعاليات رائعة من مقابلات مع (المكفوفين) المبدعين في مجالات معينة واغاني ومسرحيات وفعاليات اخرى لا يمكن وصفها بسهولة لقد صنع الفنان المبدع غربي نظاما جميلا في خيالات الفكر علما انه درس الفن في غير الاطار الدراسي الاكاديمي لكن خبرته الذي جمعها في الاخراج خبرة فنان عالمي ، قليلا ما نشاهده هذا الترابط الفكري والعملي في مشاهد الاعمال الفنية الان ، لقد جعل من المشاهدين يمرون في زمن الثوريين الحقيقيين ولكن هذه المرة بمشاعرهم وحسهم الجميل لقد اقتحمت هذه المشاهد الفنية وجدان الانسانية بكل معانيها بحيث جعل من البعض ان يعيد دائرة فلسفته في الحياة ويهرب الى زمن اخر بعيد عن الماديات المريضة والصراعات الفكرية الخالية من كل القيم الانسانية والثقافية ، يجب على عالمنا ان يعيد حساباته من جديد ويستمد افكاره من قيم المنطق الانساني يقوم على اساس الفعل الصحيح في صنع الواقع والحقيقة واعادة مناهج ومفاهيم فلسفية من جديد تحتل مساحات واسعة في نطاق سايكلوجية الاخلاق ونؤلف عنوانا جديدا في منطق تربية الوجدان .
لقد حظي هذا العمل الرائع باعجاب الجماهير بشكل كبير ابتداءا من مشهده الاول عندما وزع الشموع الجميلة بايادي تعرف الحب والانسانية على اطفال (معهد روناهى للمكفوفين) وهم يغنون بعالمهم الجميل والجديد اناشيدا معبرة في غاية الروعة والاحاسيس تكون العامل المشترك بين اطفال العالم الجديد وجمهور جالس يحس بالام في لغة جديدة لم يسبق ان عرفها في هذا العالم المادي ، تنتهي الانشودة بتصفيق حار ، دون شعور وانت تأسس جمهورية جديدة وتعلن فيها شعار الديمقراطية الجديدة ، مبدأ جمع المفاهيم وافكار الفلسفة الانسانية ليضع المبدع (غربي) اساسا للحياة المشروعة لكل بشر مهما كانت ظروفه وطبيعته في هذا المهرجان لقد كرس حياته من اجل تحقيق اهداف معينة في منهجه الذاتي والفنان (غربي) لا يبحث عن تراكمات في التاريخ كما يفعل بعض المخرجون بل يصنع تاريخا من اجمل ما يكون لهذا العصر وسيكون منطلقا حرا نحو عوالم الحس والجمال والحب ، طيلة اربعة اشهر حاول هذا الفنان وبمساعدة مجموعة كبيرة من طلبة كلية التربية والاداب قسم الانكليزي ان ينظموا هذا المهرجان الذي اشبه ما يكون ب (بانوراما انسانية) ولكن بصيغة لم يسبق لنا ان دخلنا الى هذا الاطار المحسوس بالظواهر الطبيعية لجوهر الحقيقة ، حيث قاموا بجمع المساعدات من عدة جهات معينة ويقومون يوميا بتدريبات وزيارة هذا المعهد المذكور لغرض احياء عالم مملوء بالامل لهم ودمجهم بالعالم المرئي حيث كانت لهم مقولة جميلة جدا ( انهم يرون بقلبهم ) في حين قد نفتقد نحن الذين نرى هذا القلب الكبير المملوء بالتفائل ، جعل من عزيمتنا اكثر اندفاعا ، انهم مندفعون للمستقبل اكثر منا ولديهم طموحات لا تتوقف ( غناء و رقص وشعر ونثر وعزف في الموسيقى واقاويل جميلة ) جعلنا نحن تائهين عن هذه الدنيا وهم الموجودين لهم حق العيش اكثر منا لانهم يصنعون رغم فقدانهم لاغلى شئ في الحياة ، نعمة البصر ، ولكنهم مرة اخرى نقول متفائلون في هيمنتهم على واقعهم والتمسك بمبدا الخير لانه السبيل الوحيد لمعرفة العالم معرفة حقيقية تزيد من سيطرة الانسان الذي يرى على الطبيعة فتمكنهم من امتلاك وسائل جديدة تعوضهم عن السيطرة فيثبت عالمه بمفاهيم ممتدة الى الانسانية .
دون شك صنع هؤلاء المناضلون الذين شاركوا في تنظيم هذا الكرنفال سعادة وألما في آن واحد سعادة جعل ليومهم (المكفوفين) يوما خالدا في ذاكرتهم وهم يغنون ويمثلون و يعزفون ويلقون اشعارا حيث ان قدراتهم لم تذهب سدى بل امتعهم وامتع من كان يشاركهم في هذه الامسية الرائعة ( امسية الالف ليلة وليلة) الفت نظاما جديدا لكوكبنا فغيرت المعاني والمفاهيم الذاتية التي كنا نتصورها صحيحة تجاه الانسانية والحياة الاخلاقية ، فرحة وحزن في شفاه كل شخص كان جالسا على مقعده وهو يتفرج لحظة لا يمكن وصفها بسهولة يجعل منا صامتين ليس بمقدورنا سوى متابعة احداث هذا الواقع الذي يحدث الان فوق خشبة مسرح قاعة العروض في جامعة دهوك وهي تهز مشاعرنا وتعطينا قيمة جديدة للحياة وان لا نيأس مهما كانت المواجهات مع الحياة .
وأخيرا ليس لدي شئ اقوله سوى بعض الكلمات التي اود ان اقولها لقرائي وللمخرج المبدع غربي محمد ومن شارك معه وهو ان اشارك في هذا العرض العظيم ببعض الكلمات التي كتبتها الان حال عودتي الى المنزل لاعبر عن لحظة لا يمكن نسيانها مدى الحياة .
سيروان شاكر
شارك في هذا المهرجان :
عدد كبير من طلبة كلية العلوم التربوية والاداب قسم اللغة الانكليزية يتجاوز (150) طالبا وبمشاركة ( معهد روناهى للمكفوفين) التابع للرعاية الاجتماعية في دهوك .
المشاركون الرئيسيون :
زين عبدالعزيز – زمن ثامر – باوان عبدالعزيز
سانا اوميد – نيوار عبدالقادر – قهرين ابراهيم
اوميد سعيد – الان جلال
شيراز عزيز ديكور
هيلين بحري ازياء
ديلان عماد
معهد روناهى تاريخ 29/2/ 2012 الاربعاء
#سيروان_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفن في صورة اخرى ....الجزء العاشر
-
الفن في صورة اخرى ....الجزء التاسع
-
الفن في صورة اخرى .........الجزء الثامن
-
مسرحية (( لحظة رحيل ))
-
مسرحية (نهاية اللعبة)
-
الفن في صورة أخرى.....الجزء السابع ..
-
الفنان التشكيلي نسيم صباح و رحلة الى منطق الخلود
-
قرار غلق قسم الموسيقى والمسرح في العراق..... (2-2)
-
قرار غلق قسم الموسيقى والمسرح في العراق...1-2
-
الفن في صورة اخرى ..... الجزء السادس
-
مسرحية (الجدار) .....
-
مسرحية الاغلبية الفارغة ......
-
بعض الكلمات حول لوحات الفنان الكوردي المغترب (خالد ستار).
-
الفن في صورة اخرى ..... الجزء الخامس
-
مسرحية الارض المبروكة
-
معرض لخمسة فنانين في مدينة سميل ...محافظة دهوك
-
مسرحية (اسرار رجل فاسد)
-
مسرحية ليلى عروس كوردستان
-
الفن في صورة اخرى....الجزء الرابع...
-
الفن في صورة اخرى ....الجزء الثالث....
المزيد.....
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|