رحاب ضاهر
الحوار المتمدن-العدد: 1079 - 2005 / 1 / 15 - 11:07
المحور:
الادب والفن
تبدو مهمة قنواتنا الفضائية "المبجلة" هي اسعاد الفرد العربي والسهر على فرفشته وانسه ورسم ابتسامة دائمة على وجهه ليستطيع مواجهة الاحداث اليومية بصبر و"قلب مفتوح" وذلك بحشد برامج منوعات مليئة بالضحك و"الاثارة!!" والطقش والفقش والسروروالبهجة واخواتهاواخوتها وتوظيف مذيعات فاتنات تعلو وجوهن البشاشة و"الهشاشة" يوصلن له وجبة سعادة (دليفري) وهو جالس امام الشاشة ليغرق في موجة تشبه موجة تسونامي للسعادة الفضائية حين تطل عليه المذيعة بسعادة مسرفة "مسربلة"باحدث ما توصلت اليه الموضة من موديلات وتصاميم تليق بالمناسبة " السعيدة" وتحشد على محياها كل قوى السعد والفرح والانشراح وتبدا ببثها مباشرة عبر الاثير:" يسعدني ، وسعيدة وسعاد ومسعود ان تقضوا اجمل الاوقات مع برامجنا المنوعة لهذه الليلة " وتكاد ان تطير وترفرف وتزغرد مذيعة السهرة او "البرايم" او " جانا الهوا " او "مع حبي " لتنقل لك احساسها الغامر و"العارم " بكونها تستضيف للجمهور العربي النجم الفلاني او الفنانة الفلانية وبين الفنية والفنية تتنمى لعزيرها المشاهد ان يكون مستمتع معها بالسهرة وينتقل "سارس" السعادة الى الضيف الذي بدوره يسهب فى وصف سعادته بلقاء جمهوره الحبيب وانه الاسعد لانه سعد بالظهور على تلك القناة ، ويسعده عمله مع المخرج الفلاني وانسعد بتعاونه مع الملحن ابو السعادة الذي بدوره كان سعيدا بتلحينه له وكاد ان يتفجر من السعادة حين شارك في المهرجان كذا وكذا" ويارب الجمهور يكون سعيد معنا " وفي نهاية البث ترافقنا المذيعة البشوشة حتى الفراش وتتمنى لنا نوم هانئا واحلاما سعيدة !
وبكل سعادة لم يكن الامر سعيدا بتاتا حين اطلت ذلك الصباح مذيعة الاخبار وهي بكامل سعادتها و تفتح فمها على مصرعيه بابتسامة عريضة وقالت : اسعد الله صباحكم ، قتل عراقيين واصيب العشرات في انفجار . . . . !
#رحاب_ضاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟