|
نبيل العربي والظواهري يرجحان كفة النظام السوري
محمود عباس
الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 00:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زيارة السيد " كوفي عنان " إلى دمشق بدون المرور على مقابر المئات من الأطفال الشهداء، ورؤية معاناة الآلاف من الجرحى الذين تمنع السلطات السورية وصول المساعدات الإنسانية إليهم، وذهابه مباشرة إلى مرتع المجرمين ومركز العمليات والتخطيط لقتل الشعب السوري، للتباحث السياسي والدبلوماسي مع الرئيس الذي ملأ إيقونة السيد المسيح بدماء الشهداء، وغير لون سماء الوطن، يعتبر استخفافا مباشراً بالثورة السورية وبشهداء الوطن، ويدخل في خانة تشجيع سلطة بشار الأسد بالتمادي أكثر في جرائمه بحق الشعب السورية. يعيد إلينا زيارة السيد عنان ذكرى زيارة السيد " نبيل العربي " في بدايات الثورة السورية يوم كان الشهداء بالعشرات في شوارع الوطن، إلا أنها الآن كبرت وثقلت الزيارة ودخلت في كفة الموازنة مع ضخامة عدد الشهداء. يزداد بشار الاسد ثقلاً في الحلقات الدبلوماسية كلما أبدع في تمزيق الوطن وأبشع في تعذيب الطفل السوري، وتمادى في غيه هذا بعد مؤتمر تونس الأخير الذي لم يكتفي رئيس الجامعة العربية بإنه حورها من مؤتمر لأصدقاء الشعب السوري إلى مؤتمر قرأ فيها دول العالم الفاتحة على أرواح الشهداء وحولوا قاعاتها لإجتماع وزراء وشخصيات سياسية استجدوا الرحمة من الطغاة وتذللوا لهم لوقف آلة القتل في سوريا الممزقة، بل إنهم يأتون الآن وعلى رأسهم السيد العربي ويفتحون صفحة جديدة من صفحات الإستجداء وبأساليب أخرى أكثر عمقاً في الأبعاد السياسية وعلى سوية دبلوماسية أرقى لكنها أخبث. يعيدون الإعتبار لسلطة كان من المفروض أن يكون خارج الأطر والعلاقات الدبلوماسية العالمية وخاصة من قبل مجلس الأمن الذي صوت بالأغلبية شبه الساحقة على أن السلطة السورية فاقدة لكل القيم الإنسانية و الإعترافات الدولية، وللأسف فهو الآن يجد نفسه ثانية الواقف والواثق ويستقبل الهيئة الدولية في شخص كوفي عنان، وبمساعدة وترخيص من السيد نبيل العربي، وعليه تؤكد سلطة بشار الأسد للبشرية على أن طريقة الإجرام مع الشعوب هي الأجدى والأصح في تسيير الحكومات والسيطرة على شعوبها. قدم رئيس جامعة الأنظمة العربية شهور عديدة لعمر السلطة السورية وضحى على مذبح الحرية بالآلاف من الشهداء وذلك بدورانه في أروقة الدبلوماسية المتتالية، بدءاً من مؤتمرات الجامعة العربية إلى مؤتمرات وزراء العرب إلى المؤتمرات الجانبية والمحادثات المباشرة وغير المباشرة مع السلطة السورية وإلى مرحلة المراقبين العرب برئيسها المطلوب للعدالة الدولية، إلى أن وصل إلى مجلس الأمن وبدورتين متتاليتين بمساعدة الدول الخارجية وربما المحاولة الثالثة على الطريق، والآن مكوكية السيد عنان وبدم بارد لا علاقة لها بدم الشهداء الذي يهدر ليل نهار. ألم يتبين للعالم اجمع كل هذا النفاق الذي تجاوز كل القيم والأعراف الإنسانية الحضارية على الثورة السورية، ألم يتبين بعد للبشرية وللمدافعين عن حقوق الإنسان ضحالة محاولات تغليف الأنظمة العربية ومعهم رئيس جامعتهم نوعية الخريطة المرسومة للإبقاء على هذا النظام حتى ولو بدون رئيسها الحالي الذي يودون له حصانة فاجرة مشابهة للمبادرة اليمنية؟!. جامعة الأنظمة العربية تقدم خدمات جليلة " إن كانت بشكل مباشر أو غير مباشر" إلى النظام السوري مثلها مثل المساعدة الغريبة التي قدمها زعيم القاعدة الحي " الظواهري " يوم صرح بإنه يؤيد الثورة والثوار السوريين. لله در هذه الشخصيات وخبثهم ومدى ذكائهم في مساعدة هذه السلطة التي قدمت الكثير لهم في الماضي القريب، وخاصة لهذا التنظيم. لا شك بإن دعمهم لتعيين السيد نبيل العربي رئيساً للجامعة العربية على المرشح الكويتي، تقطف ثمارها الآن، وجدنا لقائه الحار ببشار الأسد بُعيدَ إنتخابه مباشرة، وتصريحاته للصحافة أمام القصر الجمهوري السوري، والتي لم تختلف في ماهيتها عن تصريح الظواهري المبطن، فهذا الأخير يوهم العالم الغربي بإن الثورة السورية منهم ونجاحها يعود فوائدها إليهم، تأكيده على دعم القاعدة للثورة السورية خلق ردة فعل فظيعة في العالم الحر، وتأثير سلبي مباشر على الثورة الشبابية وعلى الجيش الحر بشكل خاص، أوصل زعيم القاعدة بتصريحه ذاك إلى العالم الغربي مفهوماً خاطئاً عن الثورة السورية. وكانت النتيجة إعتقاداً خاطئاً ليس من السهل إزالته وهي بأن أية مساندة عسكرية للجيش للثورة السورية ستدخل بشكل غير مباشر في خدمة القاعدة، ولا نستبعد بإن تصريحات السيدة كلنتون وتخوفها في لقائها الصحفي على أنها على حذر من تسليح الجيش السوري الحر، وعلى إنها قد يؤدي إلى تسليح مباشر لمنظمات القاعدة، لذلك فالغرب بأكثريتهم لا يؤيدون حتى اللحظة المساعدة العسكرية للثورة السورية، معظم إدعاءاتهم تعتمد على هذا المفهوم الخاطئ وهو نفسه ما كانوا يتخوفون منه في بدايات الثورة الليبية. عدم تقديم المساعدة العسكرية المباشرة، حتى ولو بدون التدخل الخارجي يحللها البعض اعتماداً على ضحالة المعلومات عن الحداثة الرأسمالية العالمية وهي أن ليبيا غنية بالنفط لذلك ساعدوا ثوارها! دول الناتو متأكدون على أنهم سيعوضون على خسائرهم! وسوريا فقيرة بالنفط لذلك نجد التجافي من قبل دول الناتو! لكننا نرى الحقيقة أبعد من هذا المفهوم الساذج في عرف الرأسمالية العالمية. الإستراتيجيات العصرية في التعامل الإقتصادي بين الشركات العالمية تجاوزت ومنذ أكثر من عهدين الدول ومفاهيم الأوطان، والتي لم يعد للحدود الجغرافية معنى لقدرات هذه الكارتيلات وإنتشارها، لم يعد لها أنتماء وطني محدد إنهم في الأرض جميعها وينتمون إلى الأرض جميعها، مصالحها في الكل ومع الكل، الشرق وشمال افريقيا كتلة واحدة في مدارك التحركات الرأسمالية، نفط ليبيا لم يعد ينظر إليها على إنها في إطار جغرافي مغلق، سوريا ووجود دكتاتور معارض " جدلاً " للراسمالية العالمية في هذه البقعة يعتبر من ضمن الكل الذي تتحرك ضمنه الشركات العالمية، وجوده وعدمه لا يختلف عن وجود القذافي وعدمه، وهنا لا نتحدث عن الشركات الوطنية المحدودة الإنتشار والتي لا تأثير لها على الدبلوماسية ولا على السياسة الدولية، والعملية هنا في سوريا وعدم تسليحها تأتي ضمن نقاط خدمات البعض من أمثال الظواهري والعربي المباشر والغير مباشر لهذه السلطة. يتبع.... د. محمود عباس الولايات المتحدة الأمريكية [email protected]
#محمود_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الهوية الوطنية والديمقراطية في الدستور السوري
-
الأستاذ غسان المفلح، تحليل متلكأ
-
مستقبل الكتل الكردية، بين المعارضة السورية والثورة
-
ربيع المجالس الوطنية الكردية
-
طغاة الشرق وشرعنة الإرهاب الإسلامي
-
متاهة حقوق الكرد مابين الخطابين الكلي والجزئي
-
الخطوات العملية ما بعد المؤتمر الوطني الكردي
-
آراء حول المؤتمر الوطني الكردي
-
السروك - مسعود البرزاني - وسمو الإلتفاتة
-
- أسيا الصغرى - الاسم البديل لتركيا
-
معارضون سوريون بلا ضمير
-
صدى تساقط قطرات دم الشهيد
-
القضية الكردية همشت في المجلس الوطني السوري - الأخير-
-
المعارضة السورية، مفاهيم وأجندات ومراكز
-
الإدارة التركية، تأرجح بين الإستراتيجية والتكتيك
-
وتبقى الحركة الكردية النواة لأحزاب المعارضة السورية
-
محاورة السيد بشار الأسد مع السراب في نقد النقد !!
-
ضحالة التحليلات الكلاسيكية لثورات الشباب
-
ضياع السلطة السورية بين الشعور واللاشعور
-
الكرد وتركيا ومنظومة الحداثة الرأسمالية -2
المزيد.....
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: معبر رفح لن يُفتح إذا تكررت -الفوضى- م
...
-
أمريكي ينتشل أجزاء من طائرة منكوبة تحطمت في نهر بواشنطن
-
كيم جونغ أون غاضب ويحاسِب.. إقالة عشرات المسؤولين تورّطوا في
...
-
واتساب يتصدّى لعملية تجسس واسعة استهدفت صحافيين وناشطين
-
الجيش الاسرائيلي يعلن تعرض قواته لإطلاق نار داخل سوريا
-
ترامب يتعهد بالحديث مع بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا
-
ترامب: الأردن ومصر سيستقبلان سكانا من غزة
-
-الشبكة- يرصد أثر مشاهد تسليم أسرى الاحتلال على البريميرليغ
...
-
نادى الأسير يكشف عدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم السبت
-
ترامب يكرر تصريحه عن -تهجير- سكان من غزة إلى مصر والأردن
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|