ساره عبدالرب
الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 11:14
المحور:
الادب والفن
حصل هذا في القرية التي لا تقول نساؤها لماذا ، في فترة الاشتراكية الممسوخة الى شيوعية في سبعينيات
جمهورية اليمن الديمقراطية .
منذ الصباح لفظ الطريق الاسفلتي الى عدن شاحنة كبيرة ، كانت قد سبقتها الوشوشات
( الحكومة ستأخذ النساء ) .
الرجل تحسسوا رقابهم ، الزوجات الطيبات مسدن ظهور أزواجهنّ ظهور لا تستحق السحل ،
الرجال المحتقنون بالغيرة على الشرف أحكموا اغلاق زجاجاتهم .
الشابات نظرن الى الأرض، العجائز نظرن الى السماء .
مكبرات الصوت قذفت الأوامر والبيوت قذفت نساء منكسات رؤوسهن ّ توجهنّ الى الشاحنة التي رُتّـبن
فيها مثل خراف تجهز للمسلخ ، بعض العجائز تحايلن كفرض كفاية ، وتركن شابات يرتجفن
في غرف مغلقة النوافذ _على غير العادة _ منذ اللـيلة الفائتة .
( لست مسؤولا عنها ، زوجها مغترب ) .. ( يجب أن تخرج جميع النساء ) هكذا احتج الشيخ بينما أصرّ الرفاق .
كان نهاراً ثقيلاً ، اعتقد المسنون الذين قوّس الزمن والحزب ظهورهم وقلوبهم ،
الرفاق هددوا رجالاً فكروا في فتح زجاجات حنقهم ،
الطريق وحده يعرف طعم الدم ِّ من ظهور الرجال الذين تفجروا مثل قنابل مولوتوف.
تحركت الشاحنة الى عدن .
فيما بعد سجل التاريخ :
رؤوس القرويات الخاوية رددت ماطلب منها ( حرق الشياذر واجب )
كومة حريق الشياذر أضاءت المكان دون القلوب .
الى اليوم والقرويات يحكين ماسبق بمرارة ، دون أن يعرفن أنّه يوم 8 من مارس – اذار يوم المرأة
#ساره_عبدالرب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟