أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد منير - وقائع مسروق بن مسروق ( مين اللى سارق ومين مسروق )














المزيد.....

وقائع مسروق بن مسروق ( مين اللى سارق ومين مسروق )


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 21:58
المحور: كتابات ساخرة
    


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. أنتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتا على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملا خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه «مكتوب».

سرت فى الشارع أحمل همى المتصاعد بفعل الحاجة وضيق ذات اليد الى الحد الذى تجاوز قدرتى كمسروق أزلى وخبرتى بالصبر والرضا .
تذكرت مشاهد عملى فى أماكن كثيرة وصراعات الاستغلال الابدى الذى الذى مارسه عليا أصحاب العمل وتمتعت به بفعل إيمانى بالقدر واقتناعى بدورى الذى خُلقت من أجله .
تصدر ذاكرتى حوارات موظفين مصنع الورق الذى عملت فيه عامل نظافة لمدة شهور نلت فيها أجراً هزيلاً يتناسب مع خبراتى كمغبون قديم وكان معظمها حوارات فلسفية لموظفين وأصحاب رواتب ودخول مرتفعة ولهذا اتسمت بالرحابة والوسع والبحبة والجراءة والانطلاق فما أبدع أن تتكلم وتتفلسف وجيبك دفيان وبطنك مليانة وعيالك مستورين .
من أهم الحورات التى قفزت الى ذهنى وانا هائم فى الشارع التى كانت تدور بين هؤلاء الموظفين حول الفقراء وأهمية حل مشاكلهم والعطف عليهم وضرورة حل مشاكلهم ومعظمها حوارات دارت حول موائد غذائية فخمة من أجود المأكولات وأغلاها ، لهذا كانت حوارات دسمة .
من ابرز المتحدثين عن هموم الفقراء " الاشعث بدين " وهو موظف من ذوى الدخول المتوسطة يحظى بحب زملائه واستهتارهم به وبخبراته التى لا ينكرونها ولا يقدرونها حق قدرها ، كان "الاشعث" دائما ما يردد أن للفقراء الحق فى انتزاع قوت يومهم وستر عيالهم ولو بالسرقة ،فالسرقة من وجهة نظره فى هذه الحالة عمل ثورى وليست لصوصية .
تداخلت كلمات "الاشعث" مع همومى وحاجاتى وضيق ذات يدى واستنفرت عزيمتى فنفضت عنى نصيحة المرحوم جدى بأن أعيش وكأنى مش مسروق وقررت أن اعيش واتصرف كمسروق وأعمل بنصيحة "الاشعث بدين" .
فى ذات لحظة التحول فى موقفى لمحت شباك مفتوح فى دور منخفض بعمارة فخمة وبجانبه ماسورة تدعونى للتسلق عليها ففعلت د ون تفكير ودخلت الى الحجرة المظلمة دون تردد لأستعيد جزء من حقى المسلوب ، وبينما أنا اقلب الغرفة بحثاً عن شئ قيم أستطيع تحويلة الى نقود لم أجد سوى جاهزين لاب توب وبضعة موبايلات فقررت أن احملهم وقبل أن أفعل سمعت أصوت تتجه للحجرة فأختبأت أسفل السرير .
تجمع خمسة اشخاص حول مائدة بجانب السرير وعليها كباب رائحتة شهية وبضعة زجاجات مشبرة من البيرة ولمحتهم من وراء اطراف ملاية السرير الذى اختبأت اسفلة ففوجئت انهم بعض من الموظفين الفلاسفة فى مصنع الورق ومعهم "الاشعث بدين" ودار بينهم حوار البيرة المشبرة حول مشكلات الفقراء وهل من حقهم انتزاع حقوقهم ولو بالسرقة وتكلم "الاشعث" مصهللا بفعل كئوس البيرة والمزة واللحم قائلاً "ما فيش حاجة اسمها تكوين حرامى وتكوين شريف والأخ لمبروز اللى وضع ملامح ثابتة للمجرمين ده حمار والانسان ابن ظروفة فإذا وضعته فى ظروف وبيئة سوية كان سوياً وإذا وضعته فى بيئة منحرفة وحاجة دائمة كان منحرفاً لهذا لا يجب أن نقسوا على السارقين من الفقراء والمساكين الم يرفع عمر بن الخطاب حد السرقة عن الذى يسرق قوته ، الم يقل ابو ذر الغفارى عجبت ممن لم يجد يومه ولم يخرج شاهراً سيفة ، يجب أن نغفر لهم ونسامحهم ونتبناهم ، موافقين على اللى بقوله ؟ ".. هز الجميع روؤسهم فى موافقة صامته مترنحة أما أنا فقد لطشتنى كلمات "الاشعث" وبغبغته بعد أن لمست قلبى وظروفى وحاجتى فى الوقت الذى لمست فيه رائحة البيرة عقلى فخرجت لهم من تحت السرير صارخاً فى تأثر " أنا أهه اللى بتتكلمه عليه يا احبائى ، انا مسروق الغلبان خدونى فى حضنكم" .. نظروا لى مندهشين ثم اجتمعوا على صيحة وسباب وقبضة واحدة وأوسعونى ضرباً وسلمونى للقسم الذى حولنى للنيابة بتهمة سرقة منزل وعادوا وأكملوا سهرتهم وحوارهم حول ضرورة التماس الأعذار لأصحاب الحاجة .
فى الحجز بكيت وانا اسأل " مين اللى سارق فينا ومين مسروق " لكنى عدت وقلت كعادتى " قضا أحسن من قضا " .



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقائع مسروق بن مسروق ( التحالف)
- وقائع مسروق بن مسروق ( الثورة مستمرة )
- زواج بسمة وحمزاوى وملف الوطنية اليهودية فى مصر
- وقائع مسروق بن مسروق - سبحان مثبت الأحوال -
- انتخاب الصحفيين وحال الامة المصرية
- من لجنة السياسات لمكتب الارشاد .. يا صحفى لاتحزن
- الإخوان وأصول الحكم
- ثورة وخمسة مشاهد
- تطرف
- حأشرب الشاى مع البرادعى فى نقابة الصحفيين
- طلاق النظام
- برلمان منزوع الدسم
- اندهاشات مصرية حول فتنة العمرانية
- صحافة الشعب
- على من نطلق الرصاص؟
- مش كل قط يتقال له يا مشمش
- المواطن مضطر
- قمل الحوت
- صُدقة ابريل
- آدى الربيع عاد من تانى


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد منير - وقائع مسروق بن مسروق ( مين اللى سارق ومين مسروق )